صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (239)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "فصلت": (مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ)
سياق الآيات قد يقوي أن المراد: ما يقول لك هؤلاء المشركون المكذبون إلا ما قاله من قبلهم من الأمم للرسل من قبلك.
ومع هذا فالمعنى الثاني صحيح ومقبول أيضاً.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ) على قولين:
القول الأول: أن المراد ما يقول لك هؤلاء المشركون المكذبون إلا ما قاله من قبلهم من الأمم للرسل من قبلك.
من التكذيب والاستهزاء والنسبة إلى السحر والجنون وغير ذلك، يصبره على ذلك.
وهو كقوله تعالى: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ)
وقوله: (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ)
وقوله: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)
(اقتصر على هذا القول ابن جرير*, والماتريدي*, وابن كثير*) (ورجحه الرازي*) (وذكر القولين البغوي*, وابن عطية*, والقرطبي*)
القول الثاني: أن المراد ما يقال لك من الوحي وما تخاطب به من جهة الله تعالى إلا ما قد قيل للرسل من قبلك, ثم فسر ذلك الذي قيل لجميعهم وهو أن ربك لذو مغفرة للطائعين وذو عقاب للكافرين.
قال ابن عطية: "يحتمل معنيين:
أحدهما: أن يكون تسلية للنبي عليه السلام عن مقالات قومه أي: ما تلقى يا محمد من المكروه منهم ولا يقولون لك من الأقوال المؤلمة إلا ما قد قيل ولقي به من تقدمك من الرسل، فلتتأس بهم ولتمض لأمر الله ولا يهمنك شأنهم.
والمعنى الثاني: أن تكون الآية تخليصاً لمعاني الشرع، أي: ما يقال لك من الوحي وتخاطب به من جهة الله تعالى إلا ما قد قيل للرسل من قبلك، ثم فسر ذلك الذي قيل لجميعهم وهو إن ربك لذو مغفرة للطائعين وذو عقاب للكافرين. وفي هذه الكلمات جماع النهي والزجر الموعظة، وإليها يرجع كل نظر".
(ويرى ابن عاشور*, وصاحب الظلال*) أن كلا المعنيين مراد.
قال ابن عاشور: "وكلا المعنيين وارد في القرآن فيحمل الكلام على كليهما".
وقال صاحب الظلال: "إنه وحي واحد، ورسالة واحدة، وعقيدة واحدة. وإنه كذلك استقبال واحد من البشرية، وتكذيب واحد"
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "فصلت": (مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ)
سياق الآيات قد يقوي أن المراد: ما يقول لك هؤلاء المشركون المكذبون إلا ما قاله من قبلهم من الأمم للرسل من قبلك.
ومع هذا فالمعنى الثاني صحيح ومقبول أيضاً.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ) على قولين:
القول الأول: أن المراد ما يقول لك هؤلاء المشركون المكذبون إلا ما قاله من قبلهم من الأمم للرسل من قبلك.
من التكذيب والاستهزاء والنسبة إلى السحر والجنون وغير ذلك، يصبره على ذلك.
وهو كقوله تعالى: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ)
وقوله: (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ)
وقوله: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)
(اقتصر على هذا القول ابن جرير*, والماتريدي*, وابن كثير*) (ورجحه الرازي*) (وذكر القولين البغوي*, وابن عطية*, والقرطبي*)
القول الثاني: أن المراد ما يقال لك من الوحي وما تخاطب به من جهة الله تعالى إلا ما قد قيل للرسل من قبلك, ثم فسر ذلك الذي قيل لجميعهم وهو أن ربك لذو مغفرة للطائعين وذو عقاب للكافرين.
قال ابن عطية: "يحتمل معنيين:
أحدهما: أن يكون تسلية للنبي عليه السلام عن مقالات قومه أي: ما تلقى يا محمد من المكروه منهم ولا يقولون لك من الأقوال المؤلمة إلا ما قد قيل ولقي به من تقدمك من الرسل، فلتتأس بهم ولتمض لأمر الله ولا يهمنك شأنهم.
والمعنى الثاني: أن تكون الآية تخليصاً لمعاني الشرع، أي: ما يقال لك من الوحي وتخاطب به من جهة الله تعالى إلا ما قد قيل للرسل من قبلك، ثم فسر ذلك الذي قيل لجميعهم وهو إن ربك لذو مغفرة للطائعين وذو عقاب للكافرين. وفي هذه الكلمات جماع النهي والزجر الموعظة، وإليها يرجع كل نظر".
(ويرى ابن عاشور*, وصاحب الظلال*) أن كلا المعنيين مراد.
قال ابن عاشور: "وكلا المعنيين وارد في القرآن فيحمل الكلام على كليهما".
وقال صاحب الظلال: "إنه وحي واحد، ورسالة واحدة، وعقيدة واحدة. وإنه كذلك استقبال واحد من البشرية، وتكذيب واحد"
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/