صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (233)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "البروج": (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)
القول الأقرب أن المراد بالشاهد الإنسان والمشهود يوم القيامة.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
الشاهد والمشهود يحتمل أنه من الشهادة بمعنى أن يشهد أحد على أحد.
ويحتمل أنه من الشهود بمعنى الحضور كقوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)
وهذا أقرب والله أعلم.
قال الرازي: "القفال أحسن الناس كلاماً فيه، قال: إن الشاهد يقع على شيئين:
أحدهما: الشاهد الذي تثبت به الدعاوى والحقوق. والثاني: الشاهد الذي هو بمعنى الحاضر، يقال: فلان شاهد وفلان غائب، وحمل الآية على هذا الاحتمال الثاني أولى، إذ لو كان المراد هو الأول لما خلا لفظ المشهود عن حرف الصلة، فيقال: مشهود عليه، أو مشهود له. هذا هو الظاهر.
وقد يجوز أن يكون المشهود معناه المشهود عليه فحذفت الصلة، كما في قوله: (إن العهد كان مسؤلا) أي: مسئولاً عنه"
قال الزمخشري: "المراد بالشاهد: من يشهد فيه من الخلائق كلهم، وبالمشهود: ما في ذلك اليوم من عجائبه".
وقد اختلف المفسرون في المراد بقوله: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) على أقوال كثيرة جداً.
سأذكر القول الأقرب منها ثم سأسرد الأقوال الأخرى وعددها مع القول الأول (أربعون قولاً)
القول الأقرب أن المراد بالشاهد الإنسان والمشهود يوم القيامة. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, وابن كثير*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)
فإنه تعالى ذكر اليوم الموعود يوم القيامة، ثم قال: (وشاهد ومشهود) فالظاهر أن المراد بالشاهد من يحضر ذلك اليوم من الخلق، وبالمشهود ما في ذلك اليوم من الأهوال.
كما قال تعالى: (ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود).
قال الرازي: "ويدل على صحة هذا الاحتمال وجوه:
الأول: أنه لا حضور أعظم من ذلك الحضور، فإن الله تعالى يجمع فيه خلق الأولين والآخرين من الملائكة والأنبياء والجن والإنس، وصرف اللفظ إلى المسمى الأكمل أولى.
الثاني: أنه تعالى ذكر اليوم الموعود، وهو يوم القيامة، ثم ذكر عقيبه (وشاهد ومشهود) وهذا يناسب أن يكون المراد بالشاهد من يحضر في ذلك اليوم من الخلائق، وبالمشهود ما في ذلك اليوم من العجائب.
الثالث: أن الله تعالى وصف يوم القيامة بكونه مشهوداً في قوله: (فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم) وقال: (ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود) "
والآن الى ذكر الأقوال الأخرى:
قيل: الشاهد الله عز وجل والمشهود يوم القيامة. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
وقيل: الشاهد محمد والمشهود يوم القيامة (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والقرطبي*, وابن كثير*)
وقيل: الشاهد آدم والمشهود يوم القيامة. (ذكره البغوي*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد الملك والمشهود يوم القيامة. (ذكره البغوي*)
وقيل: الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم القيامة. (ذكره ابن جرير*, وابن كثير*)
وقيل: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
وقيل: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم النحر. (ذكره البغوي*, وابن عطية*)
وقيل: الشاهد يوم التروية والمشهود يوم عرفة. (ذكره البغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد يوم الأضحى والمشهود يوم الجمعة. (ذكره ابن جرير*)
وقيل: الشاهد يوم النحر والمشهود يوم عرفة. (ذكره ابن جرير*, وابن عطية*, والقرطبي*, وابن كثير*)
وقيل: الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم النحر (ذكره ابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد يوم القيامة والمشهود يوم عرفة (ذكره ابن عطية*)
وقيل: الشاهد يوم عرفة ويوم الجمعة، والمشهود يوم القيامة (ذكره ابن عطية*)
وقيل: الشاهد يوم الجمعة والمشهود الناس (ذكره ابن عطية*)
وقيل: الشاهد الناس، والمشهود الله تعالى (ذكره ابن عطية*)
وقيل: الشاهد الناس والمشهود الجمعة (ذكره الرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
وقيل: الشاهد الناس والمشهود عرفة (ذكره الرازي*)
وقيل: الشاهد الناس والمشهود يوم النحر (ذكره الرازي*)
وقيل: الشاهد الناس والمشهود يوم الجمعة ويوم عرفة ويوم النحر جميعاً (ذكره الرازي*)
وقيل: الشاهد محمد والمشهود يوم الجمعة (ذكره ابن جرير*, وابن كثير*)
وقيل: الشاهد محمد والمشهود الله عز وجل (ذكره البغوي*)
وقيل: الشاهد محمد والمشهود أمته (ذكره الماتريدي*, وابن عطية*)
وقيل: الشاهد محمد والمشهود عليه سائر الأنبياء (ذكره الرازي*)
وقيل: الشاهد الله والمشهود الخلق (ذكره الماتريدي*, والبغوي*, وابن عطية*, وابن كثير*, وابن عاشور*)
وقيل: الشاهد الحفظة والمشهود الناس (ذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*)
وقيل: الشاهد أعضاء بني آدم، والمشهود ابن آدم (ذكره البغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد والمشهود هو الإنسان نفسه أي: جعل عليه من نفسه شهوداً (ذكره الماتريدي*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد الأنبياء والمشهود عليهم أممهم (ذكره ابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*)
وقيل: الشاهد الأنبياء والمشهود محمد. (ذكره البغوي*, والزمخشري*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد أمة محمد، والمشهود عليهم سائر الأمم (ذكره البغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد الملائكة المتعاقبون في الأمة، والمشهود قرآن الفجر (ذكره ابن عطية*)
وقيل: الشاهد النجم والمشهود الليل والنهار (ذكره ابن عطية*)
وقيل: الشاهد يوم الاثنين والمشهود يوم الجمعة (ذكره ابن عطية*)
وقيل: الشاهد عيسى والمشهود أمته (ذكره الزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد الحجر الأسود والمشهود الحجيج. (ذكره الزمخشري*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد الأيام والليالي، والمشهود بنو آدم (ذكره الزمخشري*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد الله تعالى والملائكة وأولو العلم، والمشهود به الوحدانية وأن الدين عند الله الإسلام (ذكره ابن عطية*, والرازي*)
وقيل: الشاهد مخلوقات الله تعالى، والمشهود به وحدانيته (ذكره ابن عطية*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد الإنسان، والمشهود هو التوحيد (ذكره الرازي*)
قال الرازي: "ولعل الآية عامة لكل يوم عظيم من أيام الدنيا ولكل مقام جليل من مقاماتها وليوم القيامة أيضاً لأنه يوم عظيم"
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "البروج": (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)
القول الأقرب أن المراد بالشاهد الإنسان والمشهود يوم القيامة.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
الشاهد والمشهود يحتمل أنه من الشهادة بمعنى أن يشهد أحد على أحد.
ويحتمل أنه من الشهود بمعنى الحضور كقوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)
وهذا أقرب والله أعلم.
قال الرازي: "القفال أحسن الناس كلاماً فيه، قال: إن الشاهد يقع على شيئين:
أحدهما: الشاهد الذي تثبت به الدعاوى والحقوق. والثاني: الشاهد الذي هو بمعنى الحاضر، يقال: فلان شاهد وفلان غائب، وحمل الآية على هذا الاحتمال الثاني أولى، إذ لو كان المراد هو الأول لما خلا لفظ المشهود عن حرف الصلة، فيقال: مشهود عليه، أو مشهود له. هذا هو الظاهر.
وقد يجوز أن يكون المشهود معناه المشهود عليه فحذفت الصلة، كما في قوله: (إن العهد كان مسؤلا) أي: مسئولاً عنه"
قال الزمخشري: "المراد بالشاهد: من يشهد فيه من الخلائق كلهم، وبالمشهود: ما في ذلك اليوم من عجائبه".
وقد اختلف المفسرون في المراد بقوله: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) على أقوال كثيرة جداً.
سأذكر القول الأقرب منها ثم سأسرد الأقوال الأخرى وعددها مع القول الأول (أربعون قولاً)
القول الأقرب أن المراد بالشاهد الإنسان والمشهود يوم القيامة. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, وابن كثير*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)
فإنه تعالى ذكر اليوم الموعود يوم القيامة، ثم قال: (وشاهد ومشهود) فالظاهر أن المراد بالشاهد من يحضر ذلك اليوم من الخلق، وبالمشهود ما في ذلك اليوم من الأهوال.
كما قال تعالى: (ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود).
قال الرازي: "ويدل على صحة هذا الاحتمال وجوه:
الأول: أنه لا حضور أعظم من ذلك الحضور، فإن الله تعالى يجمع فيه خلق الأولين والآخرين من الملائكة والأنبياء والجن والإنس، وصرف اللفظ إلى المسمى الأكمل أولى.
الثاني: أنه تعالى ذكر اليوم الموعود، وهو يوم القيامة، ثم ذكر عقيبه (وشاهد ومشهود) وهذا يناسب أن يكون المراد بالشاهد من يحضر في ذلك اليوم من الخلائق، وبالمشهود ما في ذلك اليوم من العجائب.
الثالث: أن الله تعالى وصف يوم القيامة بكونه مشهوداً في قوله: (فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم) وقال: (ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود) "
والآن الى ذكر الأقوال الأخرى:
قيل: الشاهد الله عز وجل والمشهود يوم القيامة. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
وقيل: الشاهد محمد والمشهود يوم القيامة (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والقرطبي*, وابن كثير*)
وقيل: الشاهد آدم والمشهود يوم القيامة. (ذكره البغوي*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد الملك والمشهود يوم القيامة. (ذكره البغوي*)
وقيل: الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم القيامة. (ذكره ابن جرير*, وابن كثير*)
وقيل: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
وقيل: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم النحر. (ذكره البغوي*, وابن عطية*)
وقيل: الشاهد يوم التروية والمشهود يوم عرفة. (ذكره البغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد يوم الأضحى والمشهود يوم الجمعة. (ذكره ابن جرير*)
وقيل: الشاهد يوم النحر والمشهود يوم عرفة. (ذكره ابن جرير*, وابن عطية*, والقرطبي*, وابن كثير*)
وقيل: الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم النحر (ذكره ابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد يوم القيامة والمشهود يوم عرفة (ذكره ابن عطية*)
وقيل: الشاهد يوم عرفة ويوم الجمعة، والمشهود يوم القيامة (ذكره ابن عطية*)
وقيل: الشاهد يوم الجمعة والمشهود الناس (ذكره ابن عطية*)
وقيل: الشاهد الناس، والمشهود الله تعالى (ذكره ابن عطية*)
وقيل: الشاهد الناس والمشهود الجمعة (ذكره الرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
وقيل: الشاهد الناس والمشهود عرفة (ذكره الرازي*)
وقيل: الشاهد الناس والمشهود يوم النحر (ذكره الرازي*)
وقيل: الشاهد الناس والمشهود يوم الجمعة ويوم عرفة ويوم النحر جميعاً (ذكره الرازي*)
وقيل: الشاهد محمد والمشهود يوم الجمعة (ذكره ابن جرير*, وابن كثير*)
وقيل: الشاهد محمد والمشهود الله عز وجل (ذكره البغوي*)
وقيل: الشاهد محمد والمشهود أمته (ذكره الماتريدي*, وابن عطية*)
وقيل: الشاهد محمد والمشهود عليه سائر الأنبياء (ذكره الرازي*)
وقيل: الشاهد الله والمشهود الخلق (ذكره الماتريدي*, والبغوي*, وابن عطية*, وابن كثير*, وابن عاشور*)
وقيل: الشاهد الحفظة والمشهود الناس (ذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*)
وقيل: الشاهد أعضاء بني آدم، والمشهود ابن آدم (ذكره البغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد والمشهود هو الإنسان نفسه أي: جعل عليه من نفسه شهوداً (ذكره الماتريدي*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد الأنبياء والمشهود عليهم أممهم (ذكره ابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*)
وقيل: الشاهد الأنبياء والمشهود محمد. (ذكره البغوي*, والزمخشري*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد أمة محمد، والمشهود عليهم سائر الأمم (ذكره البغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد الملائكة المتعاقبون في الأمة، والمشهود قرآن الفجر (ذكره ابن عطية*)
وقيل: الشاهد النجم والمشهود الليل والنهار (ذكره ابن عطية*)
وقيل: الشاهد يوم الاثنين والمشهود يوم الجمعة (ذكره ابن عطية*)
وقيل: الشاهد عيسى والمشهود أمته (ذكره الزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد الحجر الأسود والمشهود الحجيج. (ذكره الزمخشري*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد الأيام والليالي، والمشهود بنو آدم (ذكره الزمخشري*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد الله تعالى والملائكة وأولو العلم، والمشهود به الوحدانية وأن الدين عند الله الإسلام (ذكره ابن عطية*, والرازي*)
وقيل: الشاهد مخلوقات الله تعالى، والمشهود به وحدانيته (ذكره ابن عطية*, والقرطبي*)
وقيل: الشاهد الإنسان، والمشهود هو التوحيد (ذكره الرازي*)
قال الرازي: "ولعل الآية عامة لكل يوم عظيم من أيام الدنيا ولكل مقام جليل من مقاماتها وليوم القيامة أيضاً لأنه يوم عظيم"
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/