صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (225)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "النحل": (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا)
وقال في "الروم": (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا)
وقال في "الشورى": (جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا).
القول الصحيح في قوله: (من أنفسكم) أن المراد من جنسكم.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في قوله تعالى: (من أنفسكم) على قولين:
القول الأول: أن المراد من جنسكم, كما قال تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم)
(رجح هذا القول ابن عطية*, والرازي*) (واقتصر عليه ابن كثير*, والشنقيطي*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*, واقتصر عليه الزمخشري* عند آية "الشورى")
وهذا القول هو الصحيح.
قال ابن كثير: يذكر تعالى نعمه على عبيده بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجاً من جنسهم وشكلهم.
القول الثاني: أن المراد خلق حواء من ضلع آدم.
(اقتصر على هذا القول ابن جرير*) (وضعفه الرازي*) (وذكر القولين دون ترجيح الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, والقرطبي*)
قال ابن عطية موضحاً هذا القول: "فمن حيث كانا مبتدأ الجميع ساغ حمل أمرهما على الجميع حتى صار الأمر كأن النساء خلقن من أنفس الرجال".
قال الرازي: "هذا ضعيف، لأن قوله: (جعل لكم من أنفسكم أزواجاً خطاب مع الكل)، فتخصيصه بآدم وحواء خلاف الدليل".
وأشرت قبل قليل إلى أن ابن جرير اقتصر على هذا القول لكنه عند تفسير آية "الشورى" قال: زوجكم ربكم من أنفسكم أزواجاً. وإنما قال جل ثناؤه: (من أنفسكم) لأنه خلق حواء من ضلع آدم، فهو من الرجال.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "النحل": (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا)
وقال في "الروم": (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا)
وقال في "الشورى": (جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا).
القول الصحيح في قوله: (من أنفسكم) أن المراد من جنسكم.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في قوله تعالى: (من أنفسكم) على قولين:
القول الأول: أن المراد من جنسكم, كما قال تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم)
(رجح هذا القول ابن عطية*, والرازي*) (واقتصر عليه ابن كثير*, والشنقيطي*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*, واقتصر عليه الزمخشري* عند آية "الشورى")
وهذا القول هو الصحيح.
قال ابن كثير: يذكر تعالى نعمه على عبيده بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجاً من جنسهم وشكلهم.
القول الثاني: أن المراد خلق حواء من ضلع آدم.
(اقتصر على هذا القول ابن جرير*) (وضعفه الرازي*) (وذكر القولين دون ترجيح الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, والقرطبي*)
قال ابن عطية موضحاً هذا القول: "فمن حيث كانا مبتدأ الجميع ساغ حمل أمرهما على الجميع حتى صار الأمر كأن النساء خلقن من أنفس الرجال".
قال الرازي: "هذا ضعيف، لأن قوله: (جعل لكم من أنفسكم أزواجاً خطاب مع الكل)، فتخصيصه بآدم وحواء خلاف الدليل".
وأشرت قبل قليل إلى أن ابن جرير اقتصر على هذا القول لكنه عند تفسير آية "الشورى" قال: زوجكم ربكم من أنفسكم أزواجاً. وإنما قال جل ثناؤه: (من أنفسكم) لأنه خلق حواء من ضلع آدم، فهو من الرجال.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/