النوال... (224) (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (224)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الصافات": (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ)
القول الراجح أن المراد بقوله: (وَأَزْوَاجَهُمْ) نظراءهم وأمثالهم وأشياعهم على ما كانوا عليه من الكفر بالله.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (وَأَزْوَاجَهُمْ) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن المراد نظراءهم وأمثالهم وأشياعهم على ما كانوا عليه من الكفر بالله (اقتصر عليه ابن جرير*، وصاحب الظلال*) (وذكره ابن عطية*) (ورجحه الشنقيطي*)
وهذا هو القول الراجح.
كما قال تعالى: (وإذا النفوس زوجت) على القول الأقرب في تفسيرها وهو أن المراد ألحق كل إنسان بشكله، وقرن بين الضرباء والأمثال في الخير والشر.
(واقتصر عليه ابن كثير* لكنه قال: "وقال خصيف، عن مقسم، عن ابن عباس: {أزواجهم}: نساءهم. وهذا غريب، والمعروف عنه الأول، كما رواه مجاهد وسعيد بن جبير")

القول الثاني: أن المراد قرناءهم من الشياطين.

(اقتصر الماتريدي* على الجمع بين القولين السابقين بقوله: "أشكالهم وقرناؤهم من الجن والإنس والشياطين")

القول الثالث: أن المراد أزواجهم المشركات. (ذكره ابن عطية*) (وضعفه الشنقيطي*) (وذكر الأقوال الثلاثة البغوي*، والزمخشري*، والرازي*، والقرطبي*) (وذكرها ابن عاشور* ومال الى الثالث)

قال الشنقيطي: "جمهور أهل العلم منهم: عمر وابن عباس على أن المراد به أشباههم ونظراؤهم، وإطلاق الأزواج على الأصناف مشهور في القرآن، وفي كلام العرب.
كقوله تعالى: (وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا)
وقوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ)
وقوله تعالى: (فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى)
وقوله تعالى: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)، إلى غير ذلك من الآيات.
فقوله تعالى: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ)، أي: اجمعوا الظالمين وأشباههم ونظراءهم، فاهدوهم إلى النار ليدخلها جميعهم، وبذلك تعلم أن قول من قال: المراد بـ (أزواجهم) نساؤهم اللاتي على دينهم خلاف الصواب".

قال الرازي: "تقول: عندي من هذا أزواج أي: أمثال، وتقول: زوجان من الخف لكون كل واحد منهما نظير الآخر، وكذلك الرجل والمرأة سميا زوجين لكونهما متشابهين في أكثر أحكام النكاح"

تنبيه:
نقل الرازي عن الواحدي قوله: " فعلى هذا القول (أي: القول الأول) يجب أن يكون المراد بالذين ظلموا الرؤساء، لأنك لو جعلت الذين ظلموا عاماً في كل من أشرك لم يكن للأزواج معنى"
قلت: لا يلزم ما ذكره الواحدي والله أعلم.
فقد يكون هذا كقوله تعالى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ)
فقوله: (يَدْخُلُونَهَا) يعني كل المؤمنين فيشمل (مَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ) ومع ذلك عطف بقوله: (وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ)
وفي سورة غافر قال تعالى عن الملائكة: (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا)
ثم ذكر من دعائهم: (وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ)
فقوله: (لِلَّذِينَ آمَنُوا) يدخل في هذا الجميع الآباء والذريات ومع ذلك قال: (وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ)
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى