النوال... (221) (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (221)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الليل": (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى)

اختلف المفسرون في المراد بقوله: (إِذَا تَرَدَّى) على قولين:

القول الأول: أن المراد إذا تردّى في جهنم. أي: سقط فيها (رجحه ابن جرير*) (وذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, ومكمل أضواء البيان*) (واقتصر عليه ابن عاشور*)

القول الثاني: أن المراد إذا مات.
فهو من الردى وهو الهلاك (ذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)

وفي الآية ثلاثة أقوال أخرى:
فقيل: تردّى في الحفرة إذا قبر. (ذكره الزمخشري*, والرازي*)
وهذا القول فيه ضعف.

وقيل: تَرَدَّى بأكفانه. أي: ألبس رداء الكفن.
فهو من الرداء.
ومنه قول مالك بن الريب:
وخطّا بأطراف الأسنّة مضجعي ... وردّا على عينيّ فضل ردائيا
(انفرد بذكره ابن عطية*)
وهذا القول ضعيف.

وقيل: تردى في أعماله (ذكره مكمل أضواء البيان*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)
قال صاحب الظلال: "والذي يبخل بنفسه وماله، ويستغني عن ربه وهداه، ويكذب بدعوته ودينه.. يبلغ أقصى ما يبلغه إنسان بنفسه من تعريضها للفساد. ويستحق أن يعسر الله عليه كل شيء، فييسره للعسرى! ويوفقه إلى كل وعورة! ويحرمه كل تيسير! ويجعل في كل خطوة من خطاه مشقة وحرجا، ينحرف به عن طريق الرشاد. ويصعد به في طريق الشقاوة. وإن حسب أنه سائر في طريق الفلاح. وإنما هو يعثر فيتقي العثار بعثرة أخرى تبعده عن طريق الله، وتنأى به عن رضاه.. فإذا تردى وسقط في نهاية العثرات والانحرافات لم يغن عنه ماله الذي بخل به، والذي استغنى به كذلك عن الله وهداه.. «وما يغني عنه ماله إذا تردى» .. "
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى