النوال... (219) (وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (219)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى: (وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)
القول الراجح أن الغاسق هو الليل إذا اشتد ظلامه.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (غَاسِقٍ) على أربعة أقوال:

القول الأول: أنه الليل إذا اشتد ظلامه. (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*) (واقتصر عليه ابن عاشور*, وصاحب الظلال*) (ورجحه مكمل أضواء البيان*)
وهذا القول هو الراجح.
والغسق اشتداد الظلمة كما قال تعالى: (إلى غسق الليل)
ومعنى (وَقَبَ) أي: إذا اشتد ظلامه ودخل في كل شيء.

قال الرازي: "تخرج السباع من آجامها والهوام من مكانها، ويهجم السارق والمكابر ويقع الحريق ويقل فيه الغوث، وقال قوم: إن في الليل تنتشر الأرواح المؤذية المسماة بالجن والشياطين، وذلك لأن قوة شعاع الشمس كأنها تقهرهم، أما في الليل فيحصل لهم نوع استيلاء"

قال ابن عاشور: "والغاسق: وصف الليل إذا اشتدت ظلمته يقال: غسق الليل يغسق إذا أظلم قال تعالى: (إلى غسق الليل)، فالغاسق صفة لموصوف محذوف لظهوره من معنى وصفه مثل الجواري في قوله تعالى: (ومن آياته الجوار في البحر)"

القول الثاني: أن المراد بالغاسق القمر (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, ومكمل أضواء البيان*)
قال الزمخشري: "ووقوبه: دخوله في الكسوف واسوداده".

وهذا القول ضعيف.
وأما ما يروى عن عائشة (أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر فقال: يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فإن هذا هو الغاسق إذا وقب)
فهذا الحديث الأقرب أنه لا يصح.
فقد تفرد به الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن.
والحارث هذا قليل الحديث وقد وصفه الحافظ بأنه صدوق يهم.
وأبو سلمة إمام روى عنه خلق وأمم من الرواة فيهم نقلة مشهورون وأئمة أثبات فتفرد الحارث من بينهم بهذا الحديث لا يقبل.
خاصة في هذا الحديث الذي يعتبر أصلاً في تفسير آية عظيمة من آيات المعوذات.
قال الامام أبو جعفر الطحاوي: "لا نعلم لهذا الحديث مخرجاً غير مخرجه هذا "

نعم جاء في بعض الروايات ذكر المنذر بن أبي المنذر متابعاً للحارث كما عند أحمد والطحاوي وغيرهما.
لكن هذا لا يقوى على النهوض بالحديث.
فإن المنذر هذا مجهول.
ثم إن احداً من الرواة لم يذكره مع الحارث غير أبي عامر العقدي.
فقد انفرد العقدي بذكر المنذر مخالفاً كل الرواة عن ابن أبي ذئب.
بل رواه جماعة عن العقدي نفسه فلم يذكروا المنذر هذا.
قال الطحاوي: "ولا نعلم أحداً ممن رواه عن ابن أبي ذئب ذكر في إسناده المنذر مع الحارث غير أبي عامر العقدي والمنذر هذا لا نعلم أن أحداً حدث عنه غير ابن أبي ذئب "
فالخلاصة أن الحديث لا يثبت بل هو ضعيف.

القول الثالث: أنه كوكب الثريا (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
وهذا القول ضعيف أيضاً.

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ) قال: النجم الغاسق.
قال ابن كثير: "هذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم".

القول الرابع: أنه الأسود من الحيات. (ذكره الزمخشري*, والقرطبي*) (وضعفه الرازي*)
قال الزمخشري: "ويجوز أن يراد بالغاسق: الأسود من الحيات: ووقبه: ضربه ونقبه".

قال الرازي: "واعلم أن هذا التأويل أضعف الوجوه المذكورة"
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
جزاك الله خير
من تجربه وبحث بينما نتجرم لغة القران نقاشا عربيا عربيا
فان التجربه اكتشاف كاكتشاف الهدهد مثلا يؤخذ بها
وقب اي ظهر فجئه في جوف حيوان او انسان ينتحله
وقد كان غاسقا اي لايرى ولكنه كان متواجد في هيئته
التي لايراها الانسان وهم شياطين الجن ومردتهم
.
المجال لايسع شرح تجاربي وبحثي
 
عودة
أعلى