النوال... (217) (اللَّهُ الصَّمَدُ)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (217)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى: (اللَّهُ الصَّمَدُ)
القول الراجح في قوله: (الصَّمَدُ) أن المراد الذي يُصمد إليه في الحوائج والذي قد انتهى سؤدده الكامل في جميع صفاته.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (اللَّهُ الصَّمَدُ) على أربعة أقوال:

القول الأول: أنه الذي لا جوف له.
(ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*) (وذكره الشنقيطي* عند تفسير قوله تعالى في "الأنعام": (وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ) (وضعفه ابن عطية*)

القول الثاني: أنه الباقي الذي لا يفنى.
(ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والرازي*, وابن كثير*) (وذكره الشنقيطي* عند تفسير قوله تعالى في "الأنعام": (وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ)

القول الثالث: أنه الذي قد انتهى سؤدده الكامل في جميع صفاته.
(ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*) (وذكره الشنقيطي* عند تفسير قوله تعالى في "الأنعام": (وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ)

القول الرابع: أنه السيد الذي يُصمد إليه في الحوائج.
(رجحه ابن جرير*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*) (واقتصر عليه الزمخشري*, وصاحب الظلال*) (وذكره الماتريدي*, والبغوي*, وابن كثير*, وابن عشور*) (وذكره الشنقيطي* عند تفسير قوله تعالى في "الأنعام": (وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ)

قال ابن جرير: "الصمد عند العرب: هو السيد الذي يُصمد إليه، الذي لا أحد فوقه، وكذلك تسمي أشرافها.
ومنه قول الشاعر:
ألا بَكَرَ النَّاعي بِخَيْرَيْ بَنِي أسَدْ ... بِعَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ"

والراجح أن المراد ما جاء في القولين الأخيرين.
فهو الذي يُصمد إليه في الحوائج والذي قد انتهى سؤدده الكامل في جميع صفاته.

قال ابن القيم في "الكافية الشافية":
وهو الإله السيد الصمد الذي ... صمدت إليه الخلق بالإذعان
الكامل الأوصاف من كل الوجوه ... كماله ما فيه من نقصان
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى