صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (211)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "هود": (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ)
القول الراجح في قوله: (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) أن الضمير عائد على الابن. وصفاً له بالمصدر على جهة المبالغة.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) على قولين:
القول الأول: أن الضمير في قوله: "إنه" عائد على الابن. وصفاً له بالمصدر على جهة المبالغة. (اقتصر عليه ابن عاشور*)
وهذا هو القول الراجح.
قال ابن عطية: "جعله وصفاً له بالمصدر على جهة المبالغة.
كما قالت الخنساء تصف ناقة ذهب عنها ولدها:
ترتع ما غفلت حتى إذا ادكرت ... فإنما هي إقبال وإدبار"
القول الثاني: أن الضمير في قوله: "إنه" عائد على سؤال نوح.
والمعنى: إن سؤالك إياي أن أنجيه عمل غير صالح، فلا تسئلن يا نوح ما ليس لك به علم.
(رجحه ابن جرير*) (واقتصر عليه البغوي*) (وضعفه الزمخشري*) (وذكر القولين ابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
(واقتصر الماتريدي*) على الثاني لكنه قال: "ويجوز أن يصرف إلى ابنه، أي: أنه عمل غير صالح وهو عمل الكفر، (عمل غير صالح) أي: الذي كان عليه عمل غير صالح".
قال ابن جرير: "وقد مضت إجابتي إياك في دعائك: (لا تَذَر على الأرض مع الكافرين ديَّارًا) من غير استثناء أحد منهم فسؤالك عمل غير صالح، لأنه مسألة منك إليّ أن لا أفعل ما قد تقدم مني القول بأني أفعله. فذلك هو العمل غير الصالح".
(وذكر ابن عطية* قولاً ثالثاً انفرد به).
قال ابن عطية: "وقالت فرقة: الضمير عائد على ركوب ولد نوح معهم الذي يتضمنه سؤال نوح، المعنى: أن ركوب الكافر مع المؤمنين عمل غير صالح"
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "هود": (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ)
القول الراجح في قوله: (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) أن الضمير عائد على الابن. وصفاً له بالمصدر على جهة المبالغة.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) على قولين:
القول الأول: أن الضمير في قوله: "إنه" عائد على الابن. وصفاً له بالمصدر على جهة المبالغة. (اقتصر عليه ابن عاشور*)
وهذا هو القول الراجح.
قال ابن عطية: "جعله وصفاً له بالمصدر على جهة المبالغة.
كما قالت الخنساء تصف ناقة ذهب عنها ولدها:
ترتع ما غفلت حتى إذا ادكرت ... فإنما هي إقبال وإدبار"
القول الثاني: أن الضمير في قوله: "إنه" عائد على سؤال نوح.
والمعنى: إن سؤالك إياي أن أنجيه عمل غير صالح، فلا تسئلن يا نوح ما ليس لك به علم.
(رجحه ابن جرير*) (واقتصر عليه البغوي*) (وضعفه الزمخشري*) (وذكر القولين ابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
(واقتصر الماتريدي*) على الثاني لكنه قال: "ويجوز أن يصرف إلى ابنه، أي: أنه عمل غير صالح وهو عمل الكفر، (عمل غير صالح) أي: الذي كان عليه عمل غير صالح".
قال ابن جرير: "وقد مضت إجابتي إياك في دعائك: (لا تَذَر على الأرض مع الكافرين ديَّارًا) من غير استثناء أحد منهم فسؤالك عمل غير صالح، لأنه مسألة منك إليّ أن لا أفعل ما قد تقدم مني القول بأني أفعله. فذلك هو العمل غير الصالح".
(وذكر ابن عطية* قولاً ثالثاً انفرد به).
قال ابن عطية: "وقالت فرقة: الضمير عائد على ركوب ولد نوح معهم الذي يتضمنه سؤال نوح، المعنى: أن ركوب الكافر مع المؤمنين عمل غير صالح"
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/