صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (208)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الحج": (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا)
(هُوَ سَمَّاكُمُ) يعني الله تعالى سماكم المسلمين من قبل، أي: من قبل نزول القرآن في الكتب المتقدمة. وفي هذا أي: في القران.
هذا قول أكثر المفسرين.
وهو الصواب.
(رجحه ابن جرير*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والشنقيطي*) (وصوبه ابن كثير*) (واقتصر عليه ابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
فإن الأفعال كلها في السياق راجعة إلى الله، من قوله: (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)
قال ابن كثير: "قلت: وهذا هو الصواب، لأنه تعالى قال: {هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج}، ثم حثهم وأغراهم على ما جاء به الرسول، صلوات الله وسلامه عليه، بأنه ملة أبيهم إبراهيم الخليل، ثم ذكر منته تعالى على هذه الأمة بما نوه به من ذكرها والثناء عليها في سالف الدهر وقديم الزمان في كتب الأنبياء، يتلى على الأحبار والرهبان، فقال: {هو سماكم المسلمين من قبل} أي: من قبل هذا القرآن {وفي هذا} القرآن"
وقيل: الضمير يعود إلى إبراهيم.
أي: هو سماكم المسلمين في أيامه من قبل هذا الوقت وفي هذا الوقت، وهو قوله: (وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ)
وهذا قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
(ضعفه ابن جرير*, وابن عطية*, والشنقيطي*) (وذكر القولين الماتريدي*, والبغوي*, والقرطبي*)
ومما يضعف هذا القول قوله: (وَفِي هَذَا)
قال ابن جرير: "لأنه معلوم أن إبراهيم لم يسمّ أمة محمد مسلمين في القرآن"
قال القرطبي: "قال النحاس: وهذا القول مخالف لقول عظماء الأمة".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الحج": (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا)
(هُوَ سَمَّاكُمُ) يعني الله تعالى سماكم المسلمين من قبل، أي: من قبل نزول القرآن في الكتب المتقدمة. وفي هذا أي: في القران.
هذا قول أكثر المفسرين.
وهو الصواب.
(رجحه ابن جرير*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والشنقيطي*) (وصوبه ابن كثير*) (واقتصر عليه ابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
فإن الأفعال كلها في السياق راجعة إلى الله، من قوله: (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)
قال ابن كثير: "قلت: وهذا هو الصواب، لأنه تعالى قال: {هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج}، ثم حثهم وأغراهم على ما جاء به الرسول، صلوات الله وسلامه عليه، بأنه ملة أبيهم إبراهيم الخليل، ثم ذكر منته تعالى على هذه الأمة بما نوه به من ذكرها والثناء عليها في سالف الدهر وقديم الزمان في كتب الأنبياء، يتلى على الأحبار والرهبان، فقال: {هو سماكم المسلمين من قبل} أي: من قبل هذا القرآن {وفي هذا} القرآن"
وقيل: الضمير يعود إلى إبراهيم.
أي: هو سماكم المسلمين في أيامه من قبل هذا الوقت وفي هذا الوقت، وهو قوله: (وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ)
وهذا قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
(ضعفه ابن جرير*, وابن عطية*, والشنقيطي*) (وذكر القولين الماتريدي*, والبغوي*, والقرطبي*)
ومما يضعف هذا القول قوله: (وَفِي هَذَا)
قال ابن جرير: "لأنه معلوم أن إبراهيم لم يسمّ أمة محمد مسلمين في القرآن"
قال القرطبي: "قال النحاس: وهذا القول مخالف لقول عظماء الأمة".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/