النوال... (207) (لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (207)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "المائدة": (لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ)
وفي " الأنبياء " (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ)
وفي "فاطر" (إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ)
وفي "يس" (إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ)
وفي "ق" (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ بِالْغَيْبِ)
وفي "الحديد" (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ)
وفي "الملك" (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)

القول الراجح في قوله: (بالغيب) أن المراد يخشون الله ويخافونه لأنهم يؤمنون به ولم يروه.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (بالغيب) في هذه الآيات على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن المراد يخشون الله ويخافونه لأنهم يؤمنون به ولم يروه.
وهذا هو القول الراجح.
اقتصر عليه ابن جرير* في(المائدة) وفي(ق ) وفي(الملك)
واقتصر عليه الماتريدي* في(يس) .... وذكره في(الأنبياء)
واقتصر عليه البغوي* في كل المواضع إلا في(ق) فقد ذكر معه القول الثاني.
واقتصر عليه الزمخشري* في(الحديد) .... وذكره في(ق)
واقتصر عليه ابن عطية* في(فاطر) وفي(ق) .... وذكره في(المائدة) وفي(الأنبياء)
واقتصر عليه الرازي* في(الحديد) .... وذكره في(الأنبياء) وفي(يس) وفي(الملك)
واقتصر عليه القرطبي* في(الحديد) .... وذكره في(ق) .... وجمع في(الأنبياء) بين هذا القول والذي بعده.
وذكره ابن عاشور* في(المائدة)
واقتصر عليه صاحب الظلال* في كل المواضع إلا في(الملك) فقد جمع معه القول الثاني.

القول الثاني: أن المراد يخشون الله في غيبهم وخلواتهم حيث لا يطلع عليهم أحد.
اقتصر عليه ابن جرير* في(يس)
وذكره الماتريدي* في(المائدة)
وذكره البغوي* في( ق)
وذكره الزمخشري* في(فاطر) وفي( ق)
واقتصر عليه ابن عطية* في(يس) .... ورجحه في(المائدة) وفي(الأنبياء) .... وذكره في(الملك)
وذكره القرطبي* في(يس) وفي( ق) .... وجمع في(الأنبياء) بين هذا والذي قبله.
ورجحه الرازي* في(الأنبياء) .... وذكره في(المائدة) وفي(الملك)
واقتصر عليه ابن كثير* في كل المواضع.
واقتصر عليه ابن عاشور* في كل المواضع إلا في(المائدة) فقد ذكر معه القول الأول.
وجمع صاحب الظلال* في(الملك) بينه وبين القول الأول.

القول الثالث: أن المراد يخافون العقاب في الآخرة وهي غيب.
اقتصر عليه ابن جرير* في(الأنبياء) وفي(فاطر)
واقتصر عليه الماتريدي* في(ق) وفي(الملك) .... وذكره في(المائدة) وفي(الأنبياء)
واقتصر عليه الزمخشري* في(المائدة) .... وذكره في(فاطر) وفي(ق)
واقتصر عليه ابن عطية* في(الحديد) .... وذكره في(الأنبياء) وفي(الملك)
واقتصر عليه الرازي* في( ق) .... وذكره في(المائدة) وفي(الأنبياء) وفي(يس)
واقتصر عليه القرطبي* في(الملك) .... وذكره في(يس)

وأما قوله تعالى في سورة البقرة: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)
فالمراد بما غاب عنهم فيؤمنون بالله وصفاته وملائكته وكتبه ورسله، والبعث والنشور والحساب والوعد والوعيد والثواب والعقاب والجنة والنار، وغير ذلك.

وقيل: المراد بقوله: (بالغيب) أي: في حال غيبتهم وخلوهم عن الناس فيصدقون إذا غابوا وخلوا، لا كالمنافقين الذين يؤمنون إذا حضروا ويكفرون إذا غابوا. (ذكره ابن عطية*، والقرطبي*، وابن عاشور*)
وهو قول ضعيف.
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى