النوال... (206) (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (206)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الشعراء": (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)

القول الراجح أن المراد يراك حين تقوم بين يدي ربك في صلاة الليل ويرى تقلبك في المصلين المؤتمين بك في الصلوات بين قيام وركوع وسجود وجلوس.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بهذه الآية على أقوال أهمها قولان:
سأذكرهما ثم سأذكر الأقوال الضعيفة.

القول الأول: أن المراد يراك حين تقوم بين يدي ربك في صلاة الليل ويرى تقلبك في المصلين المؤتمين بك في الصلوات بين قيام وركوع وسجود وجلوس. (رجحه ابن جرير*, والشنقيطي*) (وذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*) (واقتصر عليه ابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
وهذا هو القول الراجح.

القول الثاني: أن المراد يرى تصرفك وذهابك ومجيئك في أصحابك المؤمنين. (ضعفه ابن جرير*) (وذكره البغوي*, وابن عطية*)
(وذكره الزمخشري* بقوله: "كلما قمت وتقلبت مع الساجدين في كفاية أمور الدين") (وكذلك ذكره الرازي*)

وفي الآية أقوال ضعيفة:
فقيل: يرى تقلبك في صلاتك حين تقوم، ثم تركع، وحين تسجد. (ذكره ابن جرير*, والقرطبي*)

وقيل: يرى تقلبك في المصلين، وإبصارك منهم من هو خلفك كما تبصر من أمامك (ضعفه ابن جرير*, والماتريدي*, وابن عطية*, والقرطبي*) (وذكره البغوي*, والرازي*, وابن كثير*)

وقد روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (هل ترون قبلتي هاهنا فو الله ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم إني لأراكم من وراء ظهري) متفق عليه.
لكن القول بأن هذا هو المراد بالآية ضعيف.

وقيل: المراد تصرفك في أحوالك كما كانت الأنبياء من قبلك تفعله.
فالساجدون على هذا القول هم الأنبياء. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*)

وقيل: المراد تقلبك في أصلاب الأنبياء من نبي إلى نبي حتى أخرجك في هذه الأمة. (ذكره البغوي*, والقرطبي*, وابن كثير*) (وضعفه الشنقيطي*)

وقيل: المراد ما كان يفعله في جوف الليل من قيامه للتهجد، وتقلبه في تصفح أحوال المتهجدين من أصحابه، ليطلع عليهم من حيث لا يشعرون، ويستبطن سر أمرهم، وكيف يعبدون الله، وكيف يعملون لآخرتهم، (ذكره الزمخشري*, والرازي*)

قال الزمخشري: "كما يحكى أنه حين نسخ فرض قيام الليل طاف تلك الليلة ببيوت أصحابه لينظر ما يصنعون لحرصه عليهم وعلى ما يوجد منهم من فعل الطاعات وتكثير الحسنات، فوجدها كبيوت الزنابير لما سمع منها من دندنتهم بذكر الله والتلاوة".
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى