صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (205)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "لقمان": (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)
القول الراجح أن المراد في قوله: (يشتري) من يختار لهو الحديث ويستحبه ويؤثره.
والأقرب أن المراد بلهو الحديث الخوض في الباطل والكفر.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
في قوله: (يشتري) قولان:
الأول: أن المراد الشراء المعروف بالثمن (رجحه ابن جرير*)
القول الثاني: أن المراد من يختار لهو الحديث ويستحبه ويؤثره.
وهذا هو الراجح.
(ذكر القولين الماتريدي*, والزمخشري*,, وابن عطية*, والقرطبي*)
قال الماتريدي: "قال بعضهم: ليس على حقيقة الاشتراء نفسه، ولكن على الإيثار والاختيار، ولكن آثروا واختاروا الضلال مع قبحه عندهم على الهدى مع حسنه، فعلى ذلك آثروا لهو الحديث واختاروه على الحق وحكمة الحديث"
قال ابن عطية: "فكأن ترك ما يجب وامتثال هذه المنكرات شراء لها على حد قوله تعالى: (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى)"
واختلف المفسرون في المراد بلهو الحديث على أربعة أقوال:
القول الأول: أن المراد رجل كان يشتري كتباً فيها أخبار العجم فيحدث بها, ليضل الناس عن استماع القرآن (ذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والقرطبي*) (ورجحه ابن عاشور*)
قال البغوي: "قال الكلبي ومقاتل: نزلت في النضر بن الحارث بن كلدة كان يتجر فيأتي الحيرة ويشتري أخبار العجم فيحدث بها قريشاً ويقول: إن محمداً يحدثكم بحديث عاد وثمود وأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن"
ويرى صاحب الظلال أن النص أعم من هذا الحادث الخاص إذا صح أنه وارد فيه.
فيقول:
"بعض الروايات تشير إلى أنه كان تصويراً لحادث معين في الجماعة الإسلامية الأولى. وقد كان النضر بن الحارث يشتري الكتب المحتوية لأساطير الفرس وقصص أبطالهم وحروبهم ثم يجلس في طريق الذاهبين لسماع القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم محاولاً أن يجذبهم إلى سماع تلك الأساطير والاستغناء بها عن قصص القرآن الكريم.
ولكن النص أعم من هذا الحادث الخاص إذا صح أنه وارد فيه. وهو يصور فريقاً من الناس واضح السمات، قائماً في كل حين. وقد كان قائماً على عهد الدعوة الأولى في الوسط المكي الذي نزلت فيه هذه الآيات".
القول الثاني: أن المراد به الغناء (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, وابن عاشور*) (ورجحه القرطبي*) (ومال إليه ابن كثير*)
وهو قول ابن مسعود وابن عباس وجابر ومجاهد وعكرمة.
قال القرطبي: "وذكره أبو الفرج الجوزي عن الحسن وسعيد بن جبير وقتادة والنخعي".
وقال القرطبي: "وعن ابن عمر أنه الغناء، وكذلك قال عكرمة وميمون بن مهران ومكحول. وقال الحسن: لهو الحديث المعازف والغناء".
ووجه الكلام على هذا التأويل: يشتري ذات لهو الحديث، أو ذا لهو الحديث، فيكون مشترياً لهو الحديث (قاله ابن جرير*, والبغوي*, والقرطبي*)
وروي في ذلك حديث فيه تفسير للنبي صلى الله عليه وسلم بذلك لكنه حديث واه.
روي عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل بيع المغنيات، ولا شراؤهن، ولا التجارة فيهن، ولا أثمانهن، وفيهن نزلت هذه الآية (ومن الناس من يشترى لهو الحديث).
القاسم هو ابن عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة, وهو متكلم فيه ومختلف فيه, وفي حديث الضعفاء عنه مناكير واضطراب كما قال البخاري.
وكان أحمد يرى أن البلاء من القاسم نفسه.
وعلي بن يزيد الألهاني ضعيف بالاتفاق ومنكر الحديث.
قال ابن معين: علي بن يزيد عن القاسم عن أبي إمامة هي ضعاف كلها.
وعبيد الله بن زحر ضعيف أيضاً.
وقال فيه ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات, فإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات.
القول الثالث: أنه الكفر والشرك والخوض في الباطل.
(ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
قال ابن جرير: "قال ابن زيد في قوله: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيل اللهِ بغيرِ عِلْمٍ وِيتَّخِذَها هُزُوًا) قال: هؤلاء أهل الكفر، ألا ترى إلى قوله: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا) فليس هكذا أهل الإسلام، قال: وناس يقولون: هي فيكم وليس كذلك، قال: وهو الحديث الباطل الذي كانوا يلغون فيه".
قال ابن عطية: "والذي يترجح أن الآية نزلت في لهو الحديث منضاف إلى كفر فلذلك اشتدت ألفاظ الآية بقوله: (ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً), والتوعد بالعذاب المهين"
قلت: سياق الآيات يدل على الخوض في الباطل والكفر ومن قرأ الآيات رأى ذلك ولذلك عقب هذه الآيات بقوله: (إن الذين آمنوا لهم جنات النعيم)
قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)
ولهذا قال الرازي: "لما بين أن القرآن كتاب حكيم يشتمل على آيات حكمية بين من حال الكفار أنهم يتركون ذلك ويشتغلون بغيره"
القول الرابع : أنه كل كلام أو لهو يلهي أو يشتمل على باطل (رجحه ابن جرير*, وصاحب الظلال*) (ومال اليه ابن عطية*) (وذكره الزمخشري*, والقرطبي*)
قال ابن جرير: "والصواب أن يقال: عنى به كل ما كان من الحديث ملهياً عن سبيل الله مما نهى الله عن استماعه أو رسوله، والغناء والشرك من ذلك".
وقال الزمخشري: "اللهو كل باطل ألهى عن الخير وعما يعني ولهو الحديث نحو السمر بالأساطير والأحاديث التي لا أصل لها، والتحدث بالخرافات والمضاحيك وفضول الكلام، وما لا ينبغي من كان وكان، ونحو الغناء وتعلم الموسيقار، وما أشبه ذلك".
وقال ابن عطية: "ولهو الحديث كل ما يلهي من غناء وخنى ونحوه، والآية باقية المعنى في أمة محمد ولكن ليس ليضلوا عن سبيل الله بكفر ولا يتخذوا الآيات هزواً ولا عليهم هذا الوعيد، بل ليعطل عبادة ويقطع زماناً بمكروه"
وقال صاحب الظلال: "ولهو الحديث كل كلام يلهي القلب ويأكل الوقت، ولا يثمر خيراً ولا يؤتي حصيلة تليق بوظيفة الإنسان المستخلف في هذه الأرض لعمارتها بالخير والعدل والصلاح. والنص عام لتصوير نموذج من الناس موجود في كل زمان وفي كل مكان".
فائدة:
إضافة اللهو إلى الحديث بمعنى (من) كقولك: باب الخشب, وباب الحديد.
والمعنى: من يشترى اللهو من الحديث.
قال الزمخشري: "فإن قلت: ما معنى إضافة اللهو إلى الحديث؟
قلت: معناها التبيين، وهي الإضافة بمعنى (من) وأن يضاف الشيء إلى ما هو منه، كقولك: صفة خز، وباب ساج. والمعنى: من يشترى اللهو من الحديث، لأن اللهو يكون من الحديث ومن غيره"
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "لقمان": (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)
القول الراجح أن المراد في قوله: (يشتري) من يختار لهو الحديث ويستحبه ويؤثره.
والأقرب أن المراد بلهو الحديث الخوض في الباطل والكفر.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
في قوله: (يشتري) قولان:
الأول: أن المراد الشراء المعروف بالثمن (رجحه ابن جرير*)
القول الثاني: أن المراد من يختار لهو الحديث ويستحبه ويؤثره.
وهذا هو الراجح.
(ذكر القولين الماتريدي*, والزمخشري*,, وابن عطية*, والقرطبي*)
قال الماتريدي: "قال بعضهم: ليس على حقيقة الاشتراء نفسه، ولكن على الإيثار والاختيار، ولكن آثروا واختاروا الضلال مع قبحه عندهم على الهدى مع حسنه، فعلى ذلك آثروا لهو الحديث واختاروه على الحق وحكمة الحديث"
قال ابن عطية: "فكأن ترك ما يجب وامتثال هذه المنكرات شراء لها على حد قوله تعالى: (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى)"
واختلف المفسرون في المراد بلهو الحديث على أربعة أقوال:
القول الأول: أن المراد رجل كان يشتري كتباً فيها أخبار العجم فيحدث بها, ليضل الناس عن استماع القرآن (ذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والقرطبي*) (ورجحه ابن عاشور*)
قال البغوي: "قال الكلبي ومقاتل: نزلت في النضر بن الحارث بن كلدة كان يتجر فيأتي الحيرة ويشتري أخبار العجم فيحدث بها قريشاً ويقول: إن محمداً يحدثكم بحديث عاد وثمود وأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن"
ويرى صاحب الظلال أن النص أعم من هذا الحادث الخاص إذا صح أنه وارد فيه.
فيقول:
"بعض الروايات تشير إلى أنه كان تصويراً لحادث معين في الجماعة الإسلامية الأولى. وقد كان النضر بن الحارث يشتري الكتب المحتوية لأساطير الفرس وقصص أبطالهم وحروبهم ثم يجلس في طريق الذاهبين لسماع القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم محاولاً أن يجذبهم إلى سماع تلك الأساطير والاستغناء بها عن قصص القرآن الكريم.
ولكن النص أعم من هذا الحادث الخاص إذا صح أنه وارد فيه. وهو يصور فريقاً من الناس واضح السمات، قائماً في كل حين. وقد كان قائماً على عهد الدعوة الأولى في الوسط المكي الذي نزلت فيه هذه الآيات".
القول الثاني: أن المراد به الغناء (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, وابن عاشور*) (ورجحه القرطبي*) (ومال إليه ابن كثير*)
وهو قول ابن مسعود وابن عباس وجابر ومجاهد وعكرمة.
قال القرطبي: "وذكره أبو الفرج الجوزي عن الحسن وسعيد بن جبير وقتادة والنخعي".
وقال القرطبي: "وعن ابن عمر أنه الغناء، وكذلك قال عكرمة وميمون بن مهران ومكحول. وقال الحسن: لهو الحديث المعازف والغناء".
ووجه الكلام على هذا التأويل: يشتري ذات لهو الحديث، أو ذا لهو الحديث، فيكون مشترياً لهو الحديث (قاله ابن جرير*, والبغوي*, والقرطبي*)
وروي في ذلك حديث فيه تفسير للنبي صلى الله عليه وسلم بذلك لكنه حديث واه.
روي عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل بيع المغنيات، ولا شراؤهن، ولا التجارة فيهن، ولا أثمانهن، وفيهن نزلت هذه الآية (ومن الناس من يشترى لهو الحديث).
القاسم هو ابن عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة, وهو متكلم فيه ومختلف فيه, وفي حديث الضعفاء عنه مناكير واضطراب كما قال البخاري.
وكان أحمد يرى أن البلاء من القاسم نفسه.
وعلي بن يزيد الألهاني ضعيف بالاتفاق ومنكر الحديث.
قال ابن معين: علي بن يزيد عن القاسم عن أبي إمامة هي ضعاف كلها.
وعبيد الله بن زحر ضعيف أيضاً.
وقال فيه ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات, فإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات.
القول الثالث: أنه الكفر والشرك والخوض في الباطل.
(ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
قال ابن جرير: "قال ابن زيد في قوله: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيل اللهِ بغيرِ عِلْمٍ وِيتَّخِذَها هُزُوًا) قال: هؤلاء أهل الكفر، ألا ترى إلى قوله: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا) فليس هكذا أهل الإسلام، قال: وناس يقولون: هي فيكم وليس كذلك، قال: وهو الحديث الباطل الذي كانوا يلغون فيه".
قال ابن عطية: "والذي يترجح أن الآية نزلت في لهو الحديث منضاف إلى كفر فلذلك اشتدت ألفاظ الآية بقوله: (ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً), والتوعد بالعذاب المهين"
قلت: سياق الآيات يدل على الخوض في الباطل والكفر ومن قرأ الآيات رأى ذلك ولذلك عقب هذه الآيات بقوله: (إن الذين آمنوا لهم جنات النعيم)
قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)
ولهذا قال الرازي: "لما بين أن القرآن كتاب حكيم يشتمل على آيات حكمية بين من حال الكفار أنهم يتركون ذلك ويشتغلون بغيره"
القول الرابع : أنه كل كلام أو لهو يلهي أو يشتمل على باطل (رجحه ابن جرير*, وصاحب الظلال*) (ومال اليه ابن عطية*) (وذكره الزمخشري*, والقرطبي*)
قال ابن جرير: "والصواب أن يقال: عنى به كل ما كان من الحديث ملهياً عن سبيل الله مما نهى الله عن استماعه أو رسوله، والغناء والشرك من ذلك".
وقال الزمخشري: "اللهو كل باطل ألهى عن الخير وعما يعني ولهو الحديث نحو السمر بالأساطير والأحاديث التي لا أصل لها، والتحدث بالخرافات والمضاحيك وفضول الكلام، وما لا ينبغي من كان وكان، ونحو الغناء وتعلم الموسيقار، وما أشبه ذلك".
وقال ابن عطية: "ولهو الحديث كل ما يلهي من غناء وخنى ونحوه، والآية باقية المعنى في أمة محمد ولكن ليس ليضلوا عن سبيل الله بكفر ولا يتخذوا الآيات هزواً ولا عليهم هذا الوعيد، بل ليعطل عبادة ويقطع زماناً بمكروه"
وقال صاحب الظلال: "ولهو الحديث كل كلام يلهي القلب ويأكل الوقت، ولا يثمر خيراً ولا يؤتي حصيلة تليق بوظيفة الإنسان المستخلف في هذه الأرض لعمارتها بالخير والعدل والصلاح. والنص عام لتصوير نموذج من الناس موجود في كل زمان وفي كل مكان".
فائدة:
إضافة اللهو إلى الحديث بمعنى (من) كقولك: باب الخشب, وباب الحديد.
والمعنى: من يشترى اللهو من الحديث.
قال الزمخشري: "فإن قلت: ما معنى إضافة اللهو إلى الحديث؟
قلت: معناها التبيين، وهي الإضافة بمعنى (من) وأن يضاف الشيء إلى ما هو منه، كقولك: صفة خز، وباب ساج. والمعنى: من يشترى اللهو من الحديث، لأن اللهو يكون من الحديث ومن غيره"
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/