صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (203)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ)
القول الصحيح أن المراد بالآية: حتى أتاكم الموت فصرتم إلى المقابر فدفنتم فيها.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) على قولين:
القول الأول: أن المراد حتى أتاكم الموت فصرتم إلى المقابر فدفنتم فيها (اقتصر عليه ابن جرير*, والزمخشري*, والرازي*, وصاحب الظلال*) (وذكره الماتريدي*) (وصححه ابن كثير*, ومكمل أضواء البيان*)
وهو القول هو المتبادر والمشهور والصحيح.
وأخرج البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على رجل يعوده فقال: لا بأس طهور إن شاء الله. فقال الرجل: كلا بل حمى تفور على شيخ كبير كيما تزيره القبور. قال النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: فنعم إذاً)
وقال الله تعالى: (زرتم) لأنها إقامة مؤقتة يرجع منها إلى مصيره يوم البعث.
قال القرطبي: "فصرتم في المقابر زواراً، ترجعون منها كرجوع الزائر إلى منزله من جنة أو نار".
وروي عن ميمون بن مهران قال: كنت جالساً عند عمر بن عبد العزيز، فقرأ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} فلبث هنيهة فقال: يا ميمون، ما أرى المقابر إلا زيارة، وما للزائر بد من أن يرجع إلى منزله.
وذُكر أن بعض الأعراب سمع رجلاً يتلو هذه الآية: {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} فقال: بُعثَ القوم ورب الكعبة. أي: إن الزائر سيرحل من مقامه ذلك إلى غيره.
القول الثاني: أن المراد حتى أتيتم إلى المقابر تفاخرون بأعداد موتاكم.
قيل: نزلت في حيين من قريش كان بينهم تفاخر، فتعادوا أيهم أكثر عدداً, ثم قالوا: نعد موتانا، حتى زاروا القبور فعدوهم.
(ذكر القولين دون ترجيح البغوي*, وابن عطية*, والقرطبي*, وابن عاشور*)
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ)
القول الصحيح أن المراد بالآية: حتى أتاكم الموت فصرتم إلى المقابر فدفنتم فيها.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) على قولين:
القول الأول: أن المراد حتى أتاكم الموت فصرتم إلى المقابر فدفنتم فيها (اقتصر عليه ابن جرير*, والزمخشري*, والرازي*, وصاحب الظلال*) (وذكره الماتريدي*) (وصححه ابن كثير*, ومكمل أضواء البيان*)
وهو القول هو المتبادر والمشهور والصحيح.
وأخرج البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على رجل يعوده فقال: لا بأس طهور إن شاء الله. فقال الرجل: كلا بل حمى تفور على شيخ كبير كيما تزيره القبور. قال النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: فنعم إذاً)
وقال الله تعالى: (زرتم) لأنها إقامة مؤقتة يرجع منها إلى مصيره يوم البعث.
قال القرطبي: "فصرتم في المقابر زواراً، ترجعون منها كرجوع الزائر إلى منزله من جنة أو نار".
وروي عن ميمون بن مهران قال: كنت جالساً عند عمر بن عبد العزيز، فقرأ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} فلبث هنيهة فقال: يا ميمون، ما أرى المقابر إلا زيارة، وما للزائر بد من أن يرجع إلى منزله.
وذُكر أن بعض الأعراب سمع رجلاً يتلو هذه الآية: {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} فقال: بُعثَ القوم ورب الكعبة. أي: إن الزائر سيرحل من مقامه ذلك إلى غيره.
القول الثاني: أن المراد حتى أتيتم إلى المقابر تفاخرون بأعداد موتاكم.
قيل: نزلت في حيين من قريش كان بينهم تفاخر، فتعادوا أيهم أكثر عدداً, ثم قالوا: نعد موتانا، حتى زاروا القبور فعدوهم.
(ذكر القولين دون ترجيح البغوي*, وابن عطية*, والقرطبي*, وابن عاشور*)
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/