صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (201)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "عبس": (مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ)
القول الأقرب أن المراد بقوله: (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) طريق الحياة الذي قدره الله عليه, فيسر سبيل الحياة في هذه الأرض, ولولا ذلك ما أمكنه العيش والبقاء لحظة واحدة.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن المراد طريق خروجه من بطن أمه (رجحه ابن جرير*) (ومال إليه الرازي*) (وذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والقرطبي*, وابن عاشور*)
القول الثاني: أن المراد طريق الخير والشر يسره الله عليه وسهل له معرفته والعمل به, كما في قوله تعالى: (إنا هديناه السبيل), وقوله: (وهديناه النجدين) (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والقرطبي*, وصاحب الظلال*) (ورجحه ابن كثير*, ومكمل أضواء البيان*)
تنبيه:
الذين ذكروا هذا القول من المفسرين كثير منهم ذكر أن المراد طريقا الحق والباطل كلاهما.
وبعضهم كالماتريدي وابن عطية ذكره على أن فيه احتمالين أو قولين.
الأول: طريقا الحق والباطل.
والثاني: طريق الحق والسبيل إلى الله.
القول الثالث: أن المراد طريق الحياة الذي قدره الله عليه. (ذكره البغوي*, والقرطبي*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
وهذا القول الثالث هو الأقرب في معنى الآية, فإن المراد والله أعلم أعم من كونه يسر معرفة طريق الهداية والعمل به, بل يشمل تيسير سبيل الحياة في هذه الأرض, ولولا ذلك ما أمكنه العيش والبقاء لحظة واحدة.
قال البغوي: وقيل: يسر على كل أحد ما خلقه له وقدره عليه.
وقال القرطبي: قال أبو بكر بن طاهر: يسر على كل أحد ما خلقه له وقدره عليه، دليله قوله عليه السلام: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له).
وقال ابن عاشور: "السبيل: الطريق، وهو مستعار لما يفعله الإنسان من أعماله وتصرفاته تشبيهاً للأعمال بطريق يمشي فيه الماشي تشبيه المحسوس بالمعقول".
وقال صاحب الظلال: "فمهد له سبيل الحياة. أو مهد له سبيل الهداية. ويسره لسلوكه بما أودعه من خصائص واستعدادات. سواء لرحلة الحياة، أو للاهتداء فيها".
وقال الرازي: "قال أبو مسلم: المراد من هذه الآية هو المراد من قوله: (وهديناه النجدين) فهو يتناول التمييز بين كل خير وشر يتعلق بالدنيا، وبين كل خير وشر يتعلق بالدين, أي: جعلناه متمكناً من سلوك سبيل الخير والشر، والتيسير يدخل فيه الإقدار والتعريف والعقل وبعثة الأنبياء".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "عبس": (مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ)
القول الأقرب أن المراد بقوله: (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) طريق الحياة الذي قدره الله عليه, فيسر سبيل الحياة في هذه الأرض, ولولا ذلك ما أمكنه العيش والبقاء لحظة واحدة.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن المراد طريق خروجه من بطن أمه (رجحه ابن جرير*) (ومال إليه الرازي*) (وذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والقرطبي*, وابن عاشور*)
القول الثاني: أن المراد طريق الخير والشر يسره الله عليه وسهل له معرفته والعمل به, كما في قوله تعالى: (إنا هديناه السبيل), وقوله: (وهديناه النجدين) (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والقرطبي*, وصاحب الظلال*) (ورجحه ابن كثير*, ومكمل أضواء البيان*)
تنبيه:
الذين ذكروا هذا القول من المفسرين كثير منهم ذكر أن المراد طريقا الحق والباطل كلاهما.
وبعضهم كالماتريدي وابن عطية ذكره على أن فيه احتمالين أو قولين.
الأول: طريقا الحق والباطل.
والثاني: طريق الحق والسبيل إلى الله.
القول الثالث: أن المراد طريق الحياة الذي قدره الله عليه. (ذكره البغوي*, والقرطبي*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
وهذا القول الثالث هو الأقرب في معنى الآية, فإن المراد والله أعلم أعم من كونه يسر معرفة طريق الهداية والعمل به, بل يشمل تيسير سبيل الحياة في هذه الأرض, ولولا ذلك ما أمكنه العيش والبقاء لحظة واحدة.
قال البغوي: وقيل: يسر على كل أحد ما خلقه له وقدره عليه.
وقال القرطبي: قال أبو بكر بن طاهر: يسر على كل أحد ما خلقه له وقدره عليه، دليله قوله عليه السلام: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له).
وقال ابن عاشور: "السبيل: الطريق، وهو مستعار لما يفعله الإنسان من أعماله وتصرفاته تشبيهاً للأعمال بطريق يمشي فيه الماشي تشبيه المحسوس بالمعقول".
وقال صاحب الظلال: "فمهد له سبيل الحياة. أو مهد له سبيل الهداية. ويسره لسلوكه بما أودعه من خصائص واستعدادات. سواء لرحلة الحياة، أو للاهتداء فيها".
وقال الرازي: "قال أبو مسلم: المراد من هذه الآية هو المراد من قوله: (وهديناه النجدين) فهو يتناول التمييز بين كل خير وشر يتعلق بالدنيا، وبين كل خير وشر يتعلق بالدين, أي: جعلناه متمكناً من سلوك سبيل الخير والشر، والتيسير يدخل فيه الإقدار والتعريف والعقل وبعثة الأنبياء".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/