صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (198)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الأعراف": (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ الله)
القول الراجح في قوله: (كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا) أن المراد كأنك قد استحفيت المسألة وبالغت في السؤال عنها حتى علمتها.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن المراد كأنك حفي بهم. أي: بار بهم وفرح بسؤالهم. وكأن بينك وبينهم مودة.
وقوله: (عنها) متعلقة بيسألونك أي: يسألونك عنها كأنك حفي بهم. (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, وابن عاشور*)
القول الثاني: أن المراد كأنك قد استحفيت المسألة وبالغت في السؤال عنها حتى علمتها (رجحه ابن جرير*, وابن كثير*) (وذكره الماتريدي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)
وهذا القول هو الراجح.
قال الزمخشري "وهذا التركيب معناه المبالغة. ومنه: إحفاء الشارب. واحتفاء البقل: استئصاله. وأحفى في المسألة، إذا ألحف. وحفى بفلان وتحفى به: بالغ في البرّ به".
ولماذا قال حفي عنها ولم يقل حفي بها؟
أما ابن جرير فقال: "فوجَّه هؤلاء تأويل قوله: (كأنك حفي عنها)، إلى حفي بها، وقالوا: تقول العرب: "تحفّيت له في المسألة"، و"تحفيت عنه". قالوا: ولذلك قيل: "أتينا فلانًا نسأل به"، بمعنى نسأل عنه".
وأما الزمخشري فقال: "حقيقته: كأنك بليغ في السؤال عنها، لأن من بالغ في المسألة عن الشيء والتنقير عنه استحكم علمه فيه ورصن"
وأما ابن عاشور فقال: "ويجوز أن يكون مشتقاً من أحفاه إذا ألح عليه في فعل، فيكون فعيلاً بمعنى مفعل مثل حكيم، أي: كأنك ملح في السؤال عنها، أي: ملح على الله في سؤال تعيين وقت الساعة كقوله تعالى: (إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا)"
والاقرب قول الزمخشري.
القول الثالث: هو كالقول السابق لكن قوله: (عنها) متعلق بيسألونك أي: يسألونك عنها كأنك حفي بها وكأنك استحفيت السؤال عنها حتى علمتها.
(اقتصر عليه البغوي*) (وذكره الماتريدي*, والزمخشري*, والرازي*)
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الأعراف": (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ الله)
القول الراجح في قوله: (كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا) أن المراد كأنك قد استحفيت المسألة وبالغت في السؤال عنها حتى علمتها.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن المراد كأنك حفي بهم. أي: بار بهم وفرح بسؤالهم. وكأن بينك وبينهم مودة.
وقوله: (عنها) متعلقة بيسألونك أي: يسألونك عنها كأنك حفي بهم. (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, وابن عاشور*)
القول الثاني: أن المراد كأنك قد استحفيت المسألة وبالغت في السؤال عنها حتى علمتها (رجحه ابن جرير*, وابن كثير*) (وذكره الماتريدي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)
وهذا القول هو الراجح.
قال الزمخشري "وهذا التركيب معناه المبالغة. ومنه: إحفاء الشارب. واحتفاء البقل: استئصاله. وأحفى في المسألة، إذا ألحف. وحفى بفلان وتحفى به: بالغ في البرّ به".
ولماذا قال حفي عنها ولم يقل حفي بها؟
أما ابن جرير فقال: "فوجَّه هؤلاء تأويل قوله: (كأنك حفي عنها)، إلى حفي بها، وقالوا: تقول العرب: "تحفّيت له في المسألة"، و"تحفيت عنه". قالوا: ولذلك قيل: "أتينا فلانًا نسأل به"، بمعنى نسأل عنه".
وأما الزمخشري فقال: "حقيقته: كأنك بليغ في السؤال عنها، لأن من بالغ في المسألة عن الشيء والتنقير عنه استحكم علمه فيه ورصن"
وأما ابن عاشور فقال: "ويجوز أن يكون مشتقاً من أحفاه إذا ألح عليه في فعل، فيكون فعيلاً بمعنى مفعل مثل حكيم، أي: كأنك ملح في السؤال عنها، أي: ملح على الله في سؤال تعيين وقت الساعة كقوله تعالى: (إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا)"
والاقرب قول الزمخشري.
القول الثالث: هو كالقول السابق لكن قوله: (عنها) متعلق بيسألونك أي: يسألونك عنها كأنك حفي بها وكأنك استحفيت السؤال عنها حتى علمتها.
(اقتصر عليه البغوي*) (وذكره الماتريدي*, والزمخشري*, والرازي*)
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/