النوال... (187) (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (187)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الأنبياء" (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ)

اختلف المفسرون في المراد بقوله: (فِي الظُّلُمَاتِ) على قولين:
الأول: أن المراد ظلمات بطن الحوت والبحر والليل. (اقتصر على هذا القول ابن جرير*, والماتريدي*, وابن كثير*, والشنقيطي*, وصاحب الظلال*)

القول الثاني: أن المراد الظلمات المتكاثفة في بطن الحوت (ذكر القولين الزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*)
وهذا القول أقرب.

قال الزمخشري: "في الظلمة الشديدة المتكاثفة في بطن الحوت، كقوله: (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ), وقوله: (يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ, وقيل: ظلمات بطن الحوت والبحر والليل.)".

وقال ابن عطية: "ويصح أن يعبر بالظلمات عن جوف الحوت الأول".
قلت: وتأمل قوله تعالى: (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ)

أما ما ذكره بعض المفسرين من قول سالم ابن أبي الجعد بأن المراد ظلمة حوت في جوف حوت آخر ابتلعه فهو قول غريب ضعيف جداً.
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى