صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (184)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "ابراهيم": (وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)
القول الأقرب أن الكفار هم الذين استفتحوا.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
(استفتحوا) طلبوا الفتح أي: الحكم والقضاء من الله بينهم وبين مخالفيهم.
وقيل: المعنى استنصروا الله, والمعنى الأول أقرب, وهو كقول الرسل: (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).
وقوله للكفار:{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}
وقد اختلف المفسرون في الذين استفتحوا على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنهم الرسل استفتحوا وطلبوا أن يحكم الله بينهم وبين أقوامهم فنصروا وظفروا، وخاب كل جبار عنيد, كما قال تعالى عن الرسل أنهم قالوا: (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).
القول الثاني: أنهم الكفار هم الذين استفتحوا استكباراً وعلواً فخابوا ولم يفلحوا باستفتاحهم.
(كلهم ذكر القولين سوى الماتريدي*, والشنقيطي*) (وأما صاحب الظلال* فاقتصر على القول الثالث كما سيأتي)
والقول الثاني هو الأقرب, وسياق الآيات يوضحه, فإن أصل الكلام عن قول الكفار كما قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا)
وقال الله تعالى: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}
القول الثالث: أنهم الرسل وقومهم كل منهم استفتح وطلب الحكم. (ذكره القرطبي*, واقتصر عليه صاحب الظلال*)
قال صاحب الظلال: "وهكذا تلتقي القوة الصغيرة الهزيلة قوة الطغاة الظالمين بالقوة الجبارة الطامة قوة الجبار المهيمن المتكبر فقد انتهت مهمة الرسل عند البلاغ المبين والمفاصلة التي تميز المؤمنين من المكذبين.
ووقف الطغاة المتجبرون بقوتهم الهزيلة الضئيلة في صف، ووقف الرسل الداعون المتواضعون ومعهم قوة الله سبحانه في صف. ودعا كلاهما بالنصر والفتح .. وكانت العاقبة كما يجب أن تكون (وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "ابراهيم": (وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)
القول الأقرب أن الكفار هم الذين استفتحوا.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
(استفتحوا) طلبوا الفتح أي: الحكم والقضاء من الله بينهم وبين مخالفيهم.
وقيل: المعنى استنصروا الله, والمعنى الأول أقرب, وهو كقول الرسل: (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).
وقوله للكفار:{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}
وقد اختلف المفسرون في الذين استفتحوا على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنهم الرسل استفتحوا وطلبوا أن يحكم الله بينهم وبين أقوامهم فنصروا وظفروا، وخاب كل جبار عنيد, كما قال تعالى عن الرسل أنهم قالوا: (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).
القول الثاني: أنهم الكفار هم الذين استفتحوا استكباراً وعلواً فخابوا ولم يفلحوا باستفتاحهم.
(كلهم ذكر القولين سوى الماتريدي*, والشنقيطي*) (وأما صاحب الظلال* فاقتصر على القول الثالث كما سيأتي)
والقول الثاني هو الأقرب, وسياق الآيات يوضحه, فإن أصل الكلام عن قول الكفار كما قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا)
وقال الله تعالى: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}
القول الثالث: أنهم الرسل وقومهم كل منهم استفتح وطلب الحكم. (ذكره القرطبي*, واقتصر عليه صاحب الظلال*)
قال صاحب الظلال: "وهكذا تلتقي القوة الصغيرة الهزيلة قوة الطغاة الظالمين بالقوة الجبارة الطامة قوة الجبار المهيمن المتكبر فقد انتهت مهمة الرسل عند البلاغ المبين والمفاصلة التي تميز المؤمنين من المكذبين.
ووقف الطغاة المتجبرون بقوتهم الهزيلة الضئيلة في صف، ووقف الرسل الداعون المتواضعون ومعهم قوة الله سبحانه في صف. ودعا كلاهما بالنصر والفتح .. وكانت العاقبة كما يجب أن تكون (وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/