صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (183)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "المرسلات": (إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ)
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (كَالْقَصْرِ) وبقوله: (جِمَالَتٌ)
فاختلفوا في قوله: (كَالْقَصْرِ) على قولين:
القول الأول: أن المراد القصر المعروف وهو البناء العظيم.
(رجحه ابن جرير*) (واقتصر عليه ابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
قال ابن جرير: "وذلك لدلالة قوله: (كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ) على صحته، والعرب تشبه الإبل بالقصور المبنية، كما قال الأخطل في صفة ناقة:
كأنها بُرْجُ رُوميٍّ يُشَيِّدُه ... لُزَّ بِجصّ وآجُرٍّ وأحْجارِ"
وقال ابن جرير: "وقيل: (بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ) ولم يقل: كالقصور، والشرر جمع، كما قيل: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) ولم يقل الأدبار، لأن الدبر بمعنى الأدبار، وفعل ذلك توفيقاً بين رءوس الآيات ومقاطع الكلام، لأن العرب تفعل ذلك كذلك، وبلسانها نزل القرآن".
القول الثاني: أن المراد قطع الخشب العظام (ذكر القولين الماتريدي*, والبغوي* والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
الواحدة قصرة، كجمر وجمرة, وتمر وتمرة.
قال ابن عباس: (كنا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرع أو فوق ذلك فنرفعه للشتاء فنسميه القصر). أخرجه البخاري.
وقيل هي أصول النخل, وقيل: أعناق النخل.
واختلفوا في قوله: (جِمَالَتٌ) على قولين:
القول الأول: أن المراد الجمال. أي: الإبل (رجحه ابن جرير*) (وذكره ابن عاشور*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)
القول الثاني: حبال السفن الغليظة.
قال ابن عباس: ({كأنه جمالات صفر} حبال السفن تجمع حتى تكون كأوساط الرجال) أخرجه البخاري.
(ذكر القولين الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "المرسلات": (إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ)
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (كَالْقَصْرِ) وبقوله: (جِمَالَتٌ)
فاختلفوا في قوله: (كَالْقَصْرِ) على قولين:
القول الأول: أن المراد القصر المعروف وهو البناء العظيم.
(رجحه ابن جرير*) (واقتصر عليه ابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
قال ابن جرير: "وذلك لدلالة قوله: (كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ) على صحته، والعرب تشبه الإبل بالقصور المبنية، كما قال الأخطل في صفة ناقة:
كأنها بُرْجُ رُوميٍّ يُشَيِّدُه ... لُزَّ بِجصّ وآجُرٍّ وأحْجارِ"
وقال ابن جرير: "وقيل: (بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ) ولم يقل: كالقصور، والشرر جمع، كما قيل: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) ولم يقل الأدبار، لأن الدبر بمعنى الأدبار، وفعل ذلك توفيقاً بين رءوس الآيات ومقاطع الكلام، لأن العرب تفعل ذلك كذلك، وبلسانها نزل القرآن".
القول الثاني: أن المراد قطع الخشب العظام (ذكر القولين الماتريدي*, والبغوي* والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
الواحدة قصرة، كجمر وجمرة, وتمر وتمرة.
قال ابن عباس: (كنا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرع أو فوق ذلك فنرفعه للشتاء فنسميه القصر). أخرجه البخاري.
وقيل هي أصول النخل, وقيل: أعناق النخل.
واختلفوا في قوله: (جِمَالَتٌ) على قولين:
القول الأول: أن المراد الجمال. أي: الإبل (رجحه ابن جرير*) (وذكره ابن عاشور*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)
القول الثاني: حبال السفن الغليظة.
قال ابن عباس: ({كأنه جمالات صفر} حبال السفن تجمع حتى تكون كأوساط الرجال) أخرجه البخاري.
(ذكر القولين الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*)
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/