صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (177)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الأنبياء": (فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ)
القول الراجح أن الضمير في قوله: (لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ) يعود إلى الصنم الكبير.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
قوله: (جُذَاذًا) أي: حطاماً قطعاً. من الجذ وهو القطع.
واختلف المفسرون على أي شيء يعود الضمير في قوله: (لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ) على ثلاثة أقوال:
الأول: أنه يعود إلى إبراهيم, أي: لعلهم يرجعون إلى دينه وشرعه. (اقتصر عليه ابن جرير*) (وذكره البغوي*, والرازي*, والقرطبي*) (ورجحه ابن عطية*)
(وذكره الماتريدي*) بقوله: "لعلهم إلى الحجة يرجعون"
القول الثاني: أنه يعود إلى إبراهيم: أي: فيبكتهم بما أجاب به من قوله: (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ) (ذكره البغوي*, والزمخشري*, والرازي*)
القول الثالث: أنه يعود إلى الصنم الكبير. (ذكره الزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*) (واقتصر عليه ابن كثير* كما يبدو, وكذلك اقتصر عليه ابن عاشور*, وصاحب الظلال*) (وضعفه ابن عطية*)
قال ابن عطية: "يضعف ذلك دخول الترجي في الكلام".
وهذا القول هو الراجح, وهو المتبادر والواضح من السياق.
وما غرض إبراهيم في أن يرجعوا إلى الصنم الكبير؟
قال الزمخشري: "ومعنى هذا: لعلهم يرجعون إليه كما يرجع إلى العالم في حل المشكلات، فيقولون له: ما لهؤلاء مكسورة ومالك صحيحاً والفأس على عاتقك؟ قال هذا بناء على ظنه بهم، لما جرب وذاق من مكابرتهم لعقولهم واعتقادهم في آلهتهم وتعظيمهم لها.
أو قاله مع علمه أنهم لا يرجعون إليه استهزاء بهم واستجهالاً، وأن قياس حال من يسجد له ويؤهله للعبادة أن يرجع إليه في حل كل مشكل".
قال الزمخشري: "فإن قلت: فإذا رجعوا إلى الصنم بمكابرتهم لعقولهم ورسوخ الإشراك في أعراقهم، فأي فائدة دينية في رجوعهم إليه حتى يجعله إبراهيم صلوات الله عليه غرضاً؟
قلت: إذا رجعوا إليه تبين أنه عاجز لا ينفع ولا يضر، وظهر أنهم في عبادته على جهل عظيم".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الأنبياء": (فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ)
القول الراجح أن الضمير في قوله: (لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ) يعود إلى الصنم الكبير.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
قوله: (جُذَاذًا) أي: حطاماً قطعاً. من الجذ وهو القطع.
واختلف المفسرون على أي شيء يعود الضمير في قوله: (لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ) على ثلاثة أقوال:
الأول: أنه يعود إلى إبراهيم, أي: لعلهم يرجعون إلى دينه وشرعه. (اقتصر عليه ابن جرير*) (وذكره البغوي*, والرازي*, والقرطبي*) (ورجحه ابن عطية*)
(وذكره الماتريدي*) بقوله: "لعلهم إلى الحجة يرجعون"
القول الثاني: أنه يعود إلى إبراهيم: أي: فيبكتهم بما أجاب به من قوله: (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ) (ذكره البغوي*, والزمخشري*, والرازي*)
القول الثالث: أنه يعود إلى الصنم الكبير. (ذكره الزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*) (واقتصر عليه ابن كثير* كما يبدو, وكذلك اقتصر عليه ابن عاشور*, وصاحب الظلال*) (وضعفه ابن عطية*)
قال ابن عطية: "يضعف ذلك دخول الترجي في الكلام".
وهذا القول هو الراجح, وهو المتبادر والواضح من السياق.
وما غرض إبراهيم في أن يرجعوا إلى الصنم الكبير؟
قال الزمخشري: "ومعنى هذا: لعلهم يرجعون إليه كما يرجع إلى العالم في حل المشكلات، فيقولون له: ما لهؤلاء مكسورة ومالك صحيحاً والفأس على عاتقك؟ قال هذا بناء على ظنه بهم، لما جرب وذاق من مكابرتهم لعقولهم واعتقادهم في آلهتهم وتعظيمهم لها.
أو قاله مع علمه أنهم لا يرجعون إليه استهزاء بهم واستجهالاً، وأن قياس حال من يسجد له ويؤهله للعبادة أن يرجع إليه في حل كل مشكل".
قال الزمخشري: "فإن قلت: فإذا رجعوا إلى الصنم بمكابرتهم لعقولهم ورسوخ الإشراك في أعراقهم، فأي فائدة دينية في رجوعهم إليه حتى يجعله إبراهيم صلوات الله عليه غرضاً؟
قلت: إذا رجعوا إليه تبين أنه عاجز لا ينفع ولا يضر، وظهر أنهم في عبادته على جهل عظيم".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/