النوال... (176) (إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (176)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "مريم": (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا)
قوله: (علياً) أي: عالياً مرتفعاً.

وقد اختلف المفسرون في المراد بقوله: (ورفعناه) على قولين:
القول الأول: أن المراد رفع النبوة والتشريف والقدر والمنزلة. (رجحه الماتريدي*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)

القول الثاني: أن المراد الرفع الحقيقي إلى السماء, وأنه قد رفع إلى السماء الرابعة. (اقتصر عليه ابن جرير*, والقرطبي*, وابن كثير*) (ورجحه الرازي*)
(وذكر القولين البغوي*, وابن عطية*, والزمخشري*, وابن عاشور*)

قال الرازي: "هذا أولى، لأن الرفعة المقرونة بالمكان تكون رفعة في المكان لا في الدرجة".

واستدل أصحاب هذا القول بحديث الإسراء المشهور, وفيه أن النبي r رأى إدريس في السماء الرابعة وسلم عليه.

لكن قال ابن عاشور: "وأما حديث الإسراء فلا حجة فيه لهذا القول, لأنه ذكر فيه عدة أنبياء غيره وجدوا في السماوات"اهـ

والقائلون بأنه رفع إلى السماء اختلفوا, فقال بعضهم: إنه لم يمت.
وقال بعضهم: إنه رفع وقبض هناك.
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى