النوال... (175) (لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (175)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "يوسف": (لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ)
القول الراجح في قوله: (للسائلين) أن المراد لكل أحد.
وإنما هذا أسلوب يستعمل في اللغة للتشويق والحث على تطلب معرفة الخبر.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (للسائلين) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أي: لمن سأل عن خبرهم وقصتهم (اقتصر عليه ابن جرير*, والرازي*, وابن كثير*, وصاحب الظلال*) (وذكره الماتريدي*, والزمخشري*, وابن عطية*)
قال صاحب الظلال: آيات وأمارات على حقائق كثيرة لمن ينقب عن الآيات ويسأل ويهتم.

القول الثاني: أن المراد آيات لكل أحد (ذكره البغوي*, وابن عطية*, وابن عاشور*)
وهذا القول هو الراجح, وإنما هذا أسلوب يستعمل في اللغة للتشويق والحث على تطلب معرفة الخبر.

قال ابن عاشور: "والسائلون: مراد منهم من يتوقع منه السؤال عن المواعظ والحكم كقوله تعالى: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ}. ومثل هذا يستعمل في كلام العرب للتشويق، والحث على تطلب الخبر والقصة.
قال أنيف بن زبان النبهاني:
فلما التقينا بين السيف بيننا ... لسائلة عنا حفي سؤالها"

القول الثالث: أن المراد بهم اليهود لأنهم سألوه عن قصتهم, فالمراد أنها آية لهم على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ذكرها عن طريق الوحي وليس من كتاب أو رواية عن أحد (ذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*) (واقتصر عليه القرطبي*) (وضعفه ابن عاشور*)

وهذا القول بعيد
قال ابن عاشور: هذا لا يستقيم لأن السورة مكية ولم يكن لليهود مخالطة للمسلمين بمكة.
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى