صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (172)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "النور": (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا)
قال الزمخشري: "شبه أعمالهم في ظلمتها وسوادها لكونها باطلة وفي خلوها عن نور الحق بظلمات متراكمة من لج البحر والأمواج والسحاب"
القول الأقرب في قوله: (لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا) أن المراد إذا أخرج يده لم يقرب أن يراها.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن المراد إذا أخرج يده لم يقرب أن يراها. (ذكر هذا القول ابن عطية*) (واقتصر عليه الماتريدي*, والزمخشري*, وابن كثير*, وصاحب الظلال*) (ورجحه الرازي*)
وهذا القول هو الأقرب.
قال الزمخشري: "مبالغة في لم يرها أي: لم يقرب أن يراها فضلاً عن أن يراها.
ومثله قول ذي الرمة:
إذا غير النأي المحبين لم يكد ... رسيس الهوى من حب مية يبرح
أي لم يقرب من البراح فما باله يبرح"
القول الثاني: أن المراد: إذا أخرج يده لم يرها. فقوله: (لَمْ يَكَدْ) صلة.
قال ابن جرير: "نظير دخول الظن فيما هو يقين من الكلام، كقوله: (وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) ونحو ذلك".
القول الثالث: أن يكون قد رآها بعد بطء وجهد، كما يقول القائل لآخر: ما كدت أراك من الظلمة، وقد رآه (ذكره ابن عطية*) (وضعفه الرازي*) (وذكر الأقوال الثلاثة ابن جرير*, والبغوي*, والقرطبي*)
قال الرازي: "هذا القول ضعيف لأن المقصود من هذا التمثيل المبالغة في جهالة الكفار وذلك إنما يحصل إذا لم توجد الرؤية البتة مع هذه الظلمات".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "النور": (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا)
قال الزمخشري: "شبه أعمالهم في ظلمتها وسوادها لكونها باطلة وفي خلوها عن نور الحق بظلمات متراكمة من لج البحر والأمواج والسحاب"
القول الأقرب في قوله: (لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا) أن المراد إذا أخرج يده لم يقرب أن يراها.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن المراد إذا أخرج يده لم يقرب أن يراها. (ذكر هذا القول ابن عطية*) (واقتصر عليه الماتريدي*, والزمخشري*, وابن كثير*, وصاحب الظلال*) (ورجحه الرازي*)
وهذا القول هو الأقرب.
قال الزمخشري: "مبالغة في لم يرها أي: لم يقرب أن يراها فضلاً عن أن يراها.
ومثله قول ذي الرمة:
إذا غير النأي المحبين لم يكد ... رسيس الهوى من حب مية يبرح
أي لم يقرب من البراح فما باله يبرح"
القول الثاني: أن المراد: إذا أخرج يده لم يرها. فقوله: (لَمْ يَكَدْ) صلة.
قال ابن جرير: "نظير دخول الظن فيما هو يقين من الكلام، كقوله: (وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) ونحو ذلك".
القول الثالث: أن يكون قد رآها بعد بطء وجهد، كما يقول القائل لآخر: ما كدت أراك من الظلمة، وقد رآه (ذكره ابن عطية*) (وضعفه الرازي*) (وذكر الأقوال الثلاثة ابن جرير*, والبغوي*, والقرطبي*)
قال الرازي: "هذا القول ضعيف لأن المقصود من هذا التمثيل المبالغة في جهالة الكفار وذلك إنما يحصل إذا لم توجد الرؤية البتة مع هذه الظلمات".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/