صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (17)
اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "السجدة": (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ)
القول الراجح في الآية أن الضمير يعود على الكتاب وما يتضمنه القول من الشدة والمحنة التي لقي موسى.
والمراد أنك ستلقى مثل هذا الكتاب ونظير هذا الوحي وستحمل مثل ما حمل موسى وستلقى مثله, فهو تسلية للنبي r.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في قوله تعالى: (مِّن لِّقَائِهِ) على من يعود الضمير.
على أقوال كثيرة أهمها قولان:
القول الأول: أنه يعود على موسى, والمراد: فلا تكن في مرية من لقاء موسى ليلة المعراج. (اقتصر عليه ابن جرير*) (وضعفه ابن عاشور*)
(وذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
(واقتصر عليه ابن كثير* لكن ذكر رواية للطبراني فيها قول آخر سأذكره في الأقوال الضعيفة في آخر الموضوع)
وقيل: فلا تكن في مرية من لقائه أي: لقاء موسى يوم القيامة (ذكره الماتريدي*, والزمخشري*, والقرطبي*) (وضعفه ابن عطية*)
القول الثاني: أنه يعود على الكتاب وما يتضمنه القول من الشدة والمحنة التي لقي موسى. (ذكره ابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*) (ورجحه ابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
والمراد أنك ستلقى مثل هذا الكتاب ونظير هذا الوحي وستحمل مثل ما حمل موسى وستلقى مثله, فهو تسلية للنبي r.
وهذا القول هو الراجح, ويؤيده السياق والمعنى كما سيأتي.
(وذكره الزمخشري*) لكنه قال: "فلا تكن في شك من أنك لقيت مثله ولقيت نظيره".
قال ابن عاشور معقباً: "ويجوز أن يكون الضمير عائداً إلى الكتاب كما في "الكشاف" لكن على أن يكون المعنى: فلا تكن في شك من لقاء الكتاب، أي من أن تلقى من إيتائك الكتاب ما هو شنشنة تلقِّي الكتب الإلهية كما تلقاها موسى. فالنهي مستعمل في التحذير ممن ظن أن لا يلحقه في إيتاء الكتاب من المشقة ما لقيه الرسل من قبله، أي من جانب أذى قومه وإعراضهم".
فهذا القول الثاني هو الأقرب إذاً.
قال القرطبي: "فالهاء عائدة على محذوف، والمعنى من لقاء ما لاقى".
قال ابن عطية: "قال الحسن: الضمير عائد على ما يتضمنه القول من الشدة والمحنة التي لقي موسى، وذلك أن إخباره بأنه آتى موسى الكتاب كأنه قال: {ولقد آتينا موسى} هذا العبء الذي أنت بسبيله فلا تمتر أنك تلقى ما لقي هو من المحنة بالناس، وكأن الآية تسلية لمحمد صلى الله عليه وسلم".
وقال الرازي: "يحتمل أن تكون الآية واردة لا للتقرير بل لتسلية النبي عليه السلام, فإنه لما أتى بكل آية وذكَّر بها وأعرض عنها قومه حزن عليهم، فقيل له: تذَكَّرْ حال موسى ولا تحزن فإنه لقي ما لقيت وأوذي كما أوذيت.
وعلى هذا فاختيار موسى عليه السلام لحكمة، وهي أن أحداً من الأنبياء لم يؤذه قومه إلا الذين لم يؤمنوا به، وأما الذين آمنوا به فلم يخالفوه غير قوم موسى, فإن من لم يؤمن به آذاه مثل فرعون وغيره, ومن آمن به من بني إسرائيل أيضاً آذاه بالمخالفة وطلب أشياء منه, مثل طلب رؤية الله جهرة ومثل قولهم: (فاذهب أنت وربك فقاتلا)
ثم بين له أن هدايته غير خالية عن المنفعة كما أنه لم تخل هداية موسى، فقال: (وجعلناه هدى لبني إسرائيل وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا) فحيث جعل الله كتاب موسى هدى وجعل منهم أئمة يهدون كذلك يجعل كتابك هدى ويجعل من أمتك صحابة يهدون"
وقال ابن عاشور: "لما جرى ذكر إعراض المشركين عن آيات الله وهي آيات القرآن في قوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا} استطرد إلى تسلية النبي صلى الله عليه وسلم بأن ما لقي من قومه هو نظير ما لقيه موسى من قوم فرعون الذين أرسل إليهم فالخبر مستعمل في التسلية بالتنظير والتمثيل... وأريد بقوله: {آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} أرسلنا موسى، فذكر إيتائه الكتاب كناية عن إرساله".
وقال: "فيكون هذا في معنى آيات كثيرة في هذا المعنى وردت في القرآن كقوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ} {فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا }
ولصاحب الظلال كلام جميل في بيان ترجيح هذا القول.
قال رحمه الله: "وتفسير هذه العبارة المعترضة: «فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ» على معنى تثبيت الرسول صلى اللّه عليه وسلم على الحق الذي جاء به, وتقرير أنه الحق الواحد الثابت الذي جاء به موسى في كتابه والذي يلتقي عليه الرسولان ويلتقي عليه الكتابان ..
فإن اللقاء على الحق الثابت والعقيدة الواحدة هو الذي يستحق الذكر، والذي ينسلك في سياق التثبيت على ما يلقاه النبي صلى اللّه عليه وسلم من التكذيب والإعراض، ويلقاه المسلمون من الشدة واللأواء. وكذلك هو الذي يتسق مع ما جاء بعده في الآية: «وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ» .. للإيحاء للقلة المسلمة يومذاك في مكة أن تصبر كما صبر المختارون من بني إسرائيل، وتوقن كما أيقنوا، ليكون منهم أئمة للمسلمين كما كان أولئك أئمة لبني إسرائيل. ولتقرير طريق الإمامة والقيادة وهو الصبر واليقين".
(وجوز ابن عاشور) أن يكون بشارة للنبي صلى الله عليه وسلّم بأن الله سيظهر هذا الدين كما كانت عاقبة موسى النصر.
قال: "يجوز أن يكون الضمير عائداً إلى موسى على معنى: من مثل ما لقي موسى من إرساله وهو أن كانت عاقبة النصر له على قوم فرعون، وحصول الاهتداء بالكتاب الذي أوتيه، وتأييده باهتداء بني إسرائيل، فيكون هذا المعنى بشارة للنبي صلى الله عليه وسلّم بأن الله سيظهر هذا الدين". (هذا القول انفرد به ابن عاشور*)
وفي الآية أقوال بعيدة.
فقيل: الضمير عائد على ملك الموت الذي تقدم ذكره (انفرد بذكره ابن عطية*, وضعفه)
وقيل: الضمير عائد إلى الله تعالى. أي: فلا تكن في مرية من لقاء موسى ربه عز وجل. (ذكر ابن كثير رواية للطبراني فيها هذا القول مروي عن ابن عباس).
وقيل: المراد من لقاء موسى التوراة, فإن الله ألقى الكتاب عليه - أي: التوراة - حقاً، فلقيها عياناً. (ذكره الماتريدي*)
ونحوه قول من قال: من تلَقِّي موسى كتاب الله بالرضا والقبول (ذكره البغوي*, والزمخشري*, والقرطبي*)
وقيل: يجوز أن يكون الخطاب في قوله {فَلا تَكُن} لغير معين وهو موجه للذين امتروا في أن القرآن, أي: فلا تكونوا في مرية من إنزال القرآن على محمد كما أنزل على موسى. (انفرد به ابن عاشور*)
قال ابن عاشور: "ويجوز أن يكون الخطاب في قوله {فَلا تَكُن} لغير معين وهو موجه للذين امتروا في أن القرآن أنزل من عند الله سواء كانوا المشركين أو الذين يلقنونهم من أهل الكتاب، أي لا تمتروا في إنزال القرآن على بشر فقد أنزل الكتاب على موسى فلا تكونوا في مرية من إنزال القرآن على محمد. وهذا كقوله تعالى: {إِذْ قَالُوا مَآ أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَىْءٍا قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِى جَآءَ بِهِا مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ }. فالنهي مستعمل في حقيقته من طلب الكف عن المرية في إنزال القرآن".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "السجدة": (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ)
القول الراجح في الآية أن الضمير يعود على الكتاب وما يتضمنه القول من الشدة والمحنة التي لقي موسى.
والمراد أنك ستلقى مثل هذا الكتاب ونظير هذا الوحي وستحمل مثل ما حمل موسى وستلقى مثله, فهو تسلية للنبي r.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في قوله تعالى: (مِّن لِّقَائِهِ) على من يعود الضمير.
على أقوال كثيرة أهمها قولان:
القول الأول: أنه يعود على موسى, والمراد: فلا تكن في مرية من لقاء موسى ليلة المعراج. (اقتصر عليه ابن جرير*) (وضعفه ابن عاشور*)
(وذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
(واقتصر عليه ابن كثير* لكن ذكر رواية للطبراني فيها قول آخر سأذكره في الأقوال الضعيفة في آخر الموضوع)
وقيل: فلا تكن في مرية من لقائه أي: لقاء موسى يوم القيامة (ذكره الماتريدي*, والزمخشري*, والقرطبي*) (وضعفه ابن عطية*)
القول الثاني: أنه يعود على الكتاب وما يتضمنه القول من الشدة والمحنة التي لقي موسى. (ذكره ابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*) (ورجحه ابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
والمراد أنك ستلقى مثل هذا الكتاب ونظير هذا الوحي وستحمل مثل ما حمل موسى وستلقى مثله, فهو تسلية للنبي r.
وهذا القول هو الراجح, ويؤيده السياق والمعنى كما سيأتي.
(وذكره الزمخشري*) لكنه قال: "فلا تكن في شك من أنك لقيت مثله ولقيت نظيره".
قال ابن عاشور معقباً: "ويجوز أن يكون الضمير عائداً إلى الكتاب كما في "الكشاف" لكن على أن يكون المعنى: فلا تكن في شك من لقاء الكتاب، أي من أن تلقى من إيتائك الكتاب ما هو شنشنة تلقِّي الكتب الإلهية كما تلقاها موسى. فالنهي مستعمل في التحذير ممن ظن أن لا يلحقه في إيتاء الكتاب من المشقة ما لقيه الرسل من قبله، أي من جانب أذى قومه وإعراضهم".
فهذا القول الثاني هو الأقرب إذاً.
قال القرطبي: "فالهاء عائدة على محذوف، والمعنى من لقاء ما لاقى".
قال ابن عطية: "قال الحسن: الضمير عائد على ما يتضمنه القول من الشدة والمحنة التي لقي موسى، وذلك أن إخباره بأنه آتى موسى الكتاب كأنه قال: {ولقد آتينا موسى} هذا العبء الذي أنت بسبيله فلا تمتر أنك تلقى ما لقي هو من المحنة بالناس، وكأن الآية تسلية لمحمد صلى الله عليه وسلم".
وقال الرازي: "يحتمل أن تكون الآية واردة لا للتقرير بل لتسلية النبي عليه السلام, فإنه لما أتى بكل آية وذكَّر بها وأعرض عنها قومه حزن عليهم، فقيل له: تذَكَّرْ حال موسى ولا تحزن فإنه لقي ما لقيت وأوذي كما أوذيت.
وعلى هذا فاختيار موسى عليه السلام لحكمة، وهي أن أحداً من الأنبياء لم يؤذه قومه إلا الذين لم يؤمنوا به، وأما الذين آمنوا به فلم يخالفوه غير قوم موسى, فإن من لم يؤمن به آذاه مثل فرعون وغيره, ومن آمن به من بني إسرائيل أيضاً آذاه بالمخالفة وطلب أشياء منه, مثل طلب رؤية الله جهرة ومثل قولهم: (فاذهب أنت وربك فقاتلا)
ثم بين له أن هدايته غير خالية عن المنفعة كما أنه لم تخل هداية موسى، فقال: (وجعلناه هدى لبني إسرائيل وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا) فحيث جعل الله كتاب موسى هدى وجعل منهم أئمة يهدون كذلك يجعل كتابك هدى ويجعل من أمتك صحابة يهدون"
وقال ابن عاشور: "لما جرى ذكر إعراض المشركين عن آيات الله وهي آيات القرآن في قوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا} استطرد إلى تسلية النبي صلى الله عليه وسلم بأن ما لقي من قومه هو نظير ما لقيه موسى من قوم فرعون الذين أرسل إليهم فالخبر مستعمل في التسلية بالتنظير والتمثيل... وأريد بقوله: {آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} أرسلنا موسى، فذكر إيتائه الكتاب كناية عن إرساله".
وقال: "فيكون هذا في معنى آيات كثيرة في هذا المعنى وردت في القرآن كقوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ} {فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا }
ولصاحب الظلال كلام جميل في بيان ترجيح هذا القول.
قال رحمه الله: "وتفسير هذه العبارة المعترضة: «فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ» على معنى تثبيت الرسول صلى اللّه عليه وسلم على الحق الذي جاء به, وتقرير أنه الحق الواحد الثابت الذي جاء به موسى في كتابه والذي يلتقي عليه الرسولان ويلتقي عليه الكتابان ..
فإن اللقاء على الحق الثابت والعقيدة الواحدة هو الذي يستحق الذكر، والذي ينسلك في سياق التثبيت على ما يلقاه النبي صلى اللّه عليه وسلم من التكذيب والإعراض، ويلقاه المسلمون من الشدة واللأواء. وكذلك هو الذي يتسق مع ما جاء بعده في الآية: «وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ» .. للإيحاء للقلة المسلمة يومذاك في مكة أن تصبر كما صبر المختارون من بني إسرائيل، وتوقن كما أيقنوا، ليكون منهم أئمة للمسلمين كما كان أولئك أئمة لبني إسرائيل. ولتقرير طريق الإمامة والقيادة وهو الصبر واليقين".
(وجوز ابن عاشور) أن يكون بشارة للنبي صلى الله عليه وسلّم بأن الله سيظهر هذا الدين كما كانت عاقبة موسى النصر.
قال: "يجوز أن يكون الضمير عائداً إلى موسى على معنى: من مثل ما لقي موسى من إرساله وهو أن كانت عاقبة النصر له على قوم فرعون، وحصول الاهتداء بالكتاب الذي أوتيه، وتأييده باهتداء بني إسرائيل، فيكون هذا المعنى بشارة للنبي صلى الله عليه وسلّم بأن الله سيظهر هذا الدين". (هذا القول انفرد به ابن عاشور*)
وفي الآية أقوال بعيدة.
فقيل: الضمير عائد على ملك الموت الذي تقدم ذكره (انفرد بذكره ابن عطية*, وضعفه)
وقيل: الضمير عائد إلى الله تعالى. أي: فلا تكن في مرية من لقاء موسى ربه عز وجل. (ذكر ابن كثير رواية للطبراني فيها هذا القول مروي عن ابن عباس).
وقيل: المراد من لقاء موسى التوراة, فإن الله ألقى الكتاب عليه - أي: التوراة - حقاً، فلقيها عياناً. (ذكره الماتريدي*)
ونحوه قول من قال: من تلَقِّي موسى كتاب الله بالرضا والقبول (ذكره البغوي*, والزمخشري*, والقرطبي*)
وقيل: يجوز أن يكون الخطاب في قوله {فَلا تَكُن} لغير معين وهو موجه للذين امتروا في أن القرآن, أي: فلا تكونوا في مرية من إنزال القرآن على محمد كما أنزل على موسى. (انفرد به ابن عاشور*)
قال ابن عاشور: "ويجوز أن يكون الخطاب في قوله {فَلا تَكُن} لغير معين وهو موجه للذين امتروا في أن القرآن أنزل من عند الله سواء كانوا المشركين أو الذين يلقنونهم من أهل الكتاب، أي لا تمتروا في إنزال القرآن على بشر فقد أنزل الكتاب على موسى فلا تكونوا في مرية من إنزال القرآن على محمد. وهذا كقوله تعالى: {إِذْ قَالُوا مَآ أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَىْءٍا قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِى جَآءَ بِهِا مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ }. فالنهي مستعمل في حقيقته من طلب الكف عن المرية في إنزال القرآن".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/