النوال... (169) (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (169)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "يوسف": (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ)
القول الراجح أن الذي ظن هو يوسف, والمراد بالظن حقيقة الظن لا اليقين, لأن هذا هو المتبادر والظاهر من لفظ الآية, وتأويل الرؤى ليس من الوحي فلا يصل إلى حد اليقين.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في من هو الذي ظن, وما المراد بالظن هنا على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه يوسف, والمراد بالظن العلم واليقين (رجحه ابن جرير*, وابن عطية*, والقرطبي*) (واقتصر عليه البغوي*, وابن عاشور*) (وذكره الماتريدي*, والرازي*)

وورود الظن بمعنى اليقين كثير كقوله تعالى: (الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم) وقوله: (إني ظننت أني ملاق حسابيه).

قال ابن جرير: "الأنبياء غير جائز منها أن تخبر بخبر عن أمر أنه كائن ثم لا يكون، لأن ذلك لو جاز عليها في أخبارها لم يؤمن مثل ذلك في كل أخبارها".

وقال الماتريدي: "لأنه لا يحتمل أن يشك فيما يعبر وقد علمه الله تأويل الأحاديث بقوله: (وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ) وقال: (ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي)".

وقال القرطبي: "هذا القول أصح وأشبه بحال الأنبياء وأن ما قاله للفتيين في تعبير الرؤيا كان عن وحي، وإنما يكون ظناً في حكم الناس، وأما في حق الأنبياء فإن حكمهم حق كيفما وقع".

القول الثاني: أنه يوسف, والمراد بالظن حقيقة الظن لا اليقين (ضعفه ابن جرير*) (وذكره الزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*) (واقتصر عليه ابن كثير*)

وهذا القول هو الراجح والله تعالى أعلم, لأن هذا هو المتبادر والظاهر من لفظ الآية, وتأويل الرؤى ليس من الوحي فلا يصل إلى حد اليقين, وإن كان قد يقوى إلى أن يكون قريباً من اليقين.

ولهذا قال ابن عاشور: "الظن هنا مستعمل في القريب من القطع لأنه لا يشك في صحة تعبيره الرؤيا".

القول الثالث: أن الذي ظن هو الناجي نفسه, أي: لما سمع تأويل يوسف للرؤيا ظن أنه ناج, فقال يوسف لهذا الذي ظن النجاة: اذكرني, والمراد بالظن مجرد الظن (ذكره الماتريدي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*).
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى