النوال... (168) (قَالَ مَعَاذَ الله إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (168)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "يوسف": (قَالَ مَعَاذَ الله إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ)
الأقرب في قول يوسف: (إنه ربي) أنه يريد به الله تبارك وتعالى.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقول يوسف: (إنه ربي) على قولين:
الأول: أنه يريد به زوج المرأة فالمعنى: إنه سيدي ومالكي أحسن منزلتي وأكرمني فلا أخونه.
(اقتصر عليه ابن جرير*, والرازي*, وابن كثير*)
ويؤيده قوله لزوجته: (أَكْرِمِي مَثْوَاهُ)

القول الثاني: أنه يريد به الله تبارك وتعالى فالمعنى: إنه ربي تولاني بلطفه ونجاني وأحسن إلي فلا أركب ما حرمه. (مال اليه الماتريدي*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*) (وذكر القولين دون ترجيح البغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والقرطبي*, وابن عاشور*)

والأقرب هو القول الثاني, فإنه قال: (معاذ الله) ثم قال: (إنه ربي)
ويوسف كان متعلقاً بربه في كل أحواله يناجيه وينسب إليه الفضل بلفظ الربوبية.
فهاهو يقول: (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)
وقال: (فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ)
وقال: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ)
وقال: (هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا)
وقال: (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى