صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (167)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الكهف": (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا)
القول الأقرب في قوله: (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) أن المراد وقت خروج يأجوج ومأجوج يدخل بعضهم على بعض كموج الماء ويختلط بعضهم ببعض لكثرتهم.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن المراد وقت خروج يأجوج ومأجوج يدخل بعضهم على بعض كموج الماء ويختلط بعضهم ببعض لكثرتهم. (رجحه الرازي*, والشنقيطي*) (وضعفه القرطبي*)
القول الثاني: أن المراد جميع الناس حين تقوم القيامة (اقتصر على هذا القول ابن جرير*, وصاحب الظلال*) (وذكره ابن عطية*)
(وذكر القولين البغوي*, والزمخشري*, وابن كثير*)
القول الثالث: أن المراد أنهم بقوا خلف السد يموج بعضهم في بعض لما منعوا من الخروج (ذكره ابن عطية*, والرازي*) (ورجحه القرطبي*) (واقتصر عليه الماتريدي*, و ابن عاشور*)
قال ابن عطية: "يحتمل أن يريد بقوله: {يومئذ} يوم كمال السد، فالضمير في قوله {بعضهم} على ذلك {يأجوج ومأجوج}، واستعارة «الموج» لهم عبارة عن الحيرة وتردد بعضهم في بعض كالمولهين من هم وخوف ونحوه، فشبههم بموج البحر الذي يضطرب بعضه في بعض... ومن تأول الآية إلى قوله: {يموج في بعض} في أمر يأجوج ومأجوج تأول القول وتركناهم يموجون دأباً على مر الدهر وتناسل القرون منهم فنائهم".
قال القرطبي: هذا أظهر الأقوال.
قلت: القول الأول هو الأقرب, وهو كقوله تعالى: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا).
وقد دلت السنة على هذا في ذكر خروج يأجوج ومأجوج بعد قتل الدجال وإفسادهم في الأرض كما في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه وغيره.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الكهف": (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا)
القول الأقرب في قوله: (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) أن المراد وقت خروج يأجوج ومأجوج يدخل بعضهم على بعض كموج الماء ويختلط بعضهم ببعض لكثرتهم.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن المراد وقت خروج يأجوج ومأجوج يدخل بعضهم على بعض كموج الماء ويختلط بعضهم ببعض لكثرتهم. (رجحه الرازي*, والشنقيطي*) (وضعفه القرطبي*)
القول الثاني: أن المراد جميع الناس حين تقوم القيامة (اقتصر على هذا القول ابن جرير*, وصاحب الظلال*) (وذكره ابن عطية*)
(وذكر القولين البغوي*, والزمخشري*, وابن كثير*)
القول الثالث: أن المراد أنهم بقوا خلف السد يموج بعضهم في بعض لما منعوا من الخروج (ذكره ابن عطية*, والرازي*) (ورجحه القرطبي*) (واقتصر عليه الماتريدي*, و ابن عاشور*)
قال ابن عطية: "يحتمل أن يريد بقوله: {يومئذ} يوم كمال السد، فالضمير في قوله {بعضهم} على ذلك {يأجوج ومأجوج}، واستعارة «الموج» لهم عبارة عن الحيرة وتردد بعضهم في بعض كالمولهين من هم وخوف ونحوه، فشبههم بموج البحر الذي يضطرب بعضه في بعض... ومن تأول الآية إلى قوله: {يموج في بعض} في أمر يأجوج ومأجوج تأول القول وتركناهم يموجون دأباً على مر الدهر وتناسل القرون منهم فنائهم".
قال القرطبي: هذا أظهر الأقوال.
قلت: القول الأول هو الأقرب, وهو كقوله تعالى: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا).
وقد دلت السنة على هذا في ذكر خروج يأجوج ومأجوج بعد قتل الدجال وإفسادهم في الأرض كما في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه وغيره.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/