النوال... (166) (فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (166)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الكهف": (فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا)

القول الراجح في قوله: (فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء) أن المراد ميقات ظهور خروج يأجوج ومأجوج من وراء هذا الردم, وذلك بعد قتل عيسى ابن مريم عليه السلام الدجال, وهو من علامات الساعة الكبرى.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
قوله: (قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي) أي: هذا السد رحمة من ربي على عباده, حيث حال بينهم وبين يأجوج ومأجوج وصار حاجزاً يمنعهم من العيث في الأرض والفساد.

واختلف المفسرون في المراد بقوله: (فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء) على قولين:

القول الأول: أن المراد ميقات ظهور خروج يأجوج ومأجوج من وراء هذا الردم, وذلك بعد قتل عيسى ابن مريم عليه السلام الدجال, وهو من علامات الساعة الكبرى. (اقتصر عليه ابن جرير*, والماتريدي*, والشنقيطي*)

(واقتصر عليه الزمخشري*, والرازي* مقتصرين على قولهما: فإذا دنا مجيء يوم القيامة وشارف أن يأتي جعل السد دكاء)

(واقتصر عليه ابن عاشور بقوله: "وقد كان ابتداء ذلك الوعد يوم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فتح اليوم من ردم يأجوج هكذا). وعقد بين إصبعيه الإبهام والسبابة")
وهذا القول الأول هو الراجح.

القول الثاني: أن المراد به يوم القيامة (ذكر القولين البغوي*, وابن عطية*, والقرطبي*, وابن كثير*)

وقوله: (دَكَّاء) أي: مدكوكاً مسوى بالأرض
تقول العرب: ناقة دكاء: إذا كان ظهرها مستوياً لا سنام لها.
قال ابن عطية: في الكلام حذف تقديره جعله مثل دكاء.
وقال ابن عاشور: ذلك على التشبيه البليغ.
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى