النوال... (165) (فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (165)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "يوسف": (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وقال ادخلوا مصر إِنْ شَاءَ الله آمِنِينَ)
القول الراجح في قوله: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) أنه قال ذلك بعد دخولهم.
والمراد: اسكنوا واستقروا وتمكنوا وأقيموا فيها آمنين.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
قوله: (آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ) أي: ضمهما إليه واختصهما بقربه.
وقد أشكل على بعض المفسرين كيف قال لهم يوسف: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) وهم قد دخلوها، فإن الله تبارك وتعالى أخبر أن يوسف ضم إليه أبويه ثم قال الله: (وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ).

وقد اختلف المفسرون في ذلك على قولين:
القول الأول: أن يوسف آوى إليه أبويه إليه قبل دخول مصر, فتلقاهم قبل أن يدخل مصر، فآوى إليه أبويه، ثم قال لهما ولمن معهما: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).
(رجح هذا القول ابن جرير*) (ومال اليه الرازي*) (واقتصر عليه الزمخشري*) (وذكره الماتريدي*، والبغوي*) (وضعفه ابن كثير*).

القول الثاني:
أن المراد: اسكنوا واستقروا وتمكنوا وأقيموا فيها آمنين.
(رجحه ابن كثير*) (واقتصر عليه ابن عاشور*) (وذكر القولين دون ترجيح ابن عطية*)
وهذا هو القول الراجح.

قال ابن كثير: "وما المانع أن يكون قال لهم بعدما دخلوا عليه وآواهم إليه: {ادخلوا مصر} وضمنه: اسكنوا مصر {إن شاء الله آمنين} أي: مما كنتم فيه من الجهد والقحط".

قال ابن عاشور: "قوله: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} جملة دعائية بقرينة قوله: {إِنْ شَاءَ اللَّهُ} لكونهم قد دخلوا مصر حينئذ. فالأمر في {ادْخُلُوا} للدعاء كالذي في قوله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ} والمقصود: تقييد الدخول ب {آمِنِينَ} وهو مناط الدعاء".
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى