صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (163)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "القلم": (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ)
القول الأقرب في قوله: (كَالصَّرِيمِ) أن المراد كأنها مصرومة فليس فيها شيء فقد ذهب الطائف الذي طاف عليها بكل ثمرها.
أو أن المراد بالصريم الليل لأنها احترقت فاسودت.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (كَالصَّرِيمِ) على أربعة أقوال:
القول الأول: أن المراد بالصريم الليل لأنها احترقت فاسودت.
(ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*) (واقتصر عليه ابن كثير*)
والليل يسمى صريماً وكذا النهار لأن كل واحد منهما ينصرم بالآخر.
القول الثاني: أن المراد بالصريم النهار لأنها يبست وذهبت خضرتها. (ذكره البغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
القول الثالث: أن المراد كأنها مصرومة فليس فيها شيء (اقتصر عليه الماتريدي*) (وذكره البغوي*, والزمخشري*, والرازي*)
ففعيل بمعنى مفعول مثل قتيل مقتول وجريح مجروح فالصريم المصروم، فكانت شبيهة بالمصرومة في هلاك الثمر فقد ذهب الطائف الذي طاف عليها بكل ثمرها.
وهذا القول أقرب الأقوال يليه القول الأول والله أعلم.
القول الرابع: أن المراد بالصريم الرمال (ذكره الزمخشري*)
وأما (ابن جرير*) فقال: "فأصبحت كأرض تدعى الصريم معروفة بهذا الاسم".
وأما (ابن عطية*) فقال: "رملة باليمن معروفة لا تنبت فشبه جنتهم بها". (وذكره ابن عاشور*)
وأما (الرازي*) فقال: "الصريم من الرمل قطعة ضخمة تنصرم عن سائر الرمال، وجمعه الصرائم، وعلى هذا شبهت الجنة وهي محترقة لا ثمر فيها ولا خير بالرملة المنقطعة عن الرمال، وهي لا تنبت شيئاً ينتفع به"
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "القلم": (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ)
القول الأقرب في قوله: (كَالصَّرِيمِ) أن المراد كأنها مصرومة فليس فيها شيء فقد ذهب الطائف الذي طاف عليها بكل ثمرها.
أو أن المراد بالصريم الليل لأنها احترقت فاسودت.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (كَالصَّرِيمِ) على أربعة أقوال:
القول الأول: أن المراد بالصريم الليل لأنها احترقت فاسودت.
(ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*) (واقتصر عليه ابن كثير*)
والليل يسمى صريماً وكذا النهار لأن كل واحد منهما ينصرم بالآخر.
القول الثاني: أن المراد بالصريم النهار لأنها يبست وذهبت خضرتها. (ذكره البغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
القول الثالث: أن المراد كأنها مصرومة فليس فيها شيء (اقتصر عليه الماتريدي*) (وذكره البغوي*, والزمخشري*, والرازي*)
ففعيل بمعنى مفعول مثل قتيل مقتول وجريح مجروح فالصريم المصروم، فكانت شبيهة بالمصرومة في هلاك الثمر فقد ذهب الطائف الذي طاف عليها بكل ثمرها.
وهذا القول أقرب الأقوال يليه القول الأول والله أعلم.
القول الرابع: أن المراد بالصريم الرمال (ذكره الزمخشري*)
وأما (ابن جرير*) فقال: "فأصبحت كأرض تدعى الصريم معروفة بهذا الاسم".
وأما (ابن عطية*) فقال: "رملة باليمن معروفة لا تنبت فشبه جنتهم بها". (وذكره ابن عاشور*)
وأما (الرازي*) فقال: "الصريم من الرمل قطعة ضخمة تنصرم عن سائر الرمال، وجمعه الصرائم، وعلى هذا شبهت الجنة وهي محترقة لا ثمر فيها ولا خير بالرملة المنقطعة عن الرمال، وهي لا تنبت شيئاً ينتفع به"
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/