النوال... (158) (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (158)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "يوسف": (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ)

القول الراجح أن سبب إسناد الدعوة والكيد إليهن جميعاً أنهن حصل منهن أو من بعضهن مراودة وإغراء ليوسف حقيقة.
لتصريح الآية بذلك في كل المواضع.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في سبب إسناد الدعوة والكيد إليهن جميعاً في قوله: (يدعونني إليه) وقوله: (وإلا تصرف عني كيدهن) وقوله: (أصب إليهن) وقوله: (فصرف عنه كيدهن) على قولين:

الأول: لأنهن زينَّ له مطاوعتها وعدم مخالفتها وحثثنه على ذلك وتمالأن على تحريضه على إجابتها, وعلى لومه وتحذيره.
(اقتصر عليه الزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, وابن عاشور*)

القول الثاني: لأنه حصل منهن أو من بعضهن مراودة وإغراء ليوسف حقيقة.
(رجحه الماتريدي* واقتصر عليه) (واقتصر عليه ابن جرير* كما يفهم من قوله, واقتصر عليه صاحب الظلال*) (وذكر القولين دون ترجيح البغوي*, والقرطبي*)

وهذا القول الثاني هو الراجح, لتصريح الآية بذلك في كل المواضع.
ولأنهن فتن به جميعاً, ولذلك حصل منهن أن قطعن أيديهن.
ومما يؤيده قول الملك لهن بعد ذلك: (مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لله مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ)

قال الماتريدي: "فيه دلالة أنه قد كان منهن من المراودة والدعاء ما كان من امرأة العزيز من المراودة والدعاء إلى نفسها حيث قال: (السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ), ألا ترى أنه قال في موضع آخر: (مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ)"

قال صاحب الظلال: "لم يقل: ما تدعوني إليه. فهن جميعاً كن مشتركات في الدعوة سواء بالقول أم بالحركات واللفتات.
وإذاً هو يستنجد ربه أن يصرف عنه محاولاتهن لإيقاعه في حبائلهن خيفة أن يضعف في لحظة أمام الإغراء الدائم، فيقع فيما يخشاه على نفسه".

وقوله: (أَصْبُ إِلَيْهِنَّ) أي: أميل إليهن.
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى