صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (157)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "المزمل" (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا)
معنى الآية: كيف تتقون يوماً يجعل الولدان شيباً إن كفرتم.
فيوماً مفعول (تتقون) هذا هو المعنى الصحيح للآية. (اقتصر عليه ابن جرير*, والماتريدي*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
(وذكره البغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*) (وذكره ابن كثير* وقال عنه: إنه أولى)
وذكر بعض المفسرين أنه يجوز وجه آخر.
وهو أن المعنى: فكيف تتقون الله وتخشونه إن جحدتم يوم القيامة وكفرتم به.
فيوماً مفعول (كفرتم) (ذكره الزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*) (وذكره ابن كثير* وقال: هو معنى حسن، ولكن الأول أولى)
قال الزمخشري: "يجوز أن ينتصب بكفرتم على تأويل جحدتم، أي: فكيف تتقون الله وتخشونه إن جحدتم يوم القيامة والجزاء"
قلت: هذا القول ضعيف والصواب الأول.
نقل القرطبي ابن الأنباري قوله: "ومنهم من نصب اليوم بكفرتم وهذا قبيح، لأن اليوم إذا علق بكفرتم احتاج إلى صفة، أي: كفرتم بيوم"
قلت: وأضعف منه القول بأن (يوماً) ظرف وأن المعنى:
كيف لكم بالتقوى في يوم القيامة إن كفرتم في الدنيا يعني لا سبيل لكم إلى التقوى إذا وافيتم يوم القيامة.
(ذكره البغوي*, والزمخشري*, والرازي*)
تنبيه:
على كل الأقوال لا يصح الوقوف على (كفرتم)
وأما قول القرطبي: "وقال بعض المفسرين: وقف التمام على قوله: (كفرتم) والابتداء (يوماً) يذهب إلى أن اليوم مفعول (يجعل) والفعل لله عز وجل، وكأنه قال: يجعل الله الولدان شيباً في يوم".
فهذا القول ركيك غريب شديد الضعف.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "المزمل" (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا)
معنى الآية: كيف تتقون يوماً يجعل الولدان شيباً إن كفرتم.
فيوماً مفعول (تتقون) هذا هو المعنى الصحيح للآية. (اقتصر عليه ابن جرير*, والماتريدي*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
(وذكره البغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*) (وذكره ابن كثير* وقال عنه: إنه أولى)
وذكر بعض المفسرين أنه يجوز وجه آخر.
وهو أن المعنى: فكيف تتقون الله وتخشونه إن جحدتم يوم القيامة وكفرتم به.
فيوماً مفعول (كفرتم) (ذكره الزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*) (وذكره ابن كثير* وقال: هو معنى حسن، ولكن الأول أولى)
قال الزمخشري: "يجوز أن ينتصب بكفرتم على تأويل جحدتم، أي: فكيف تتقون الله وتخشونه إن جحدتم يوم القيامة والجزاء"
قلت: هذا القول ضعيف والصواب الأول.
نقل القرطبي ابن الأنباري قوله: "ومنهم من نصب اليوم بكفرتم وهذا قبيح، لأن اليوم إذا علق بكفرتم احتاج إلى صفة، أي: كفرتم بيوم"
قلت: وأضعف منه القول بأن (يوماً) ظرف وأن المعنى:
كيف لكم بالتقوى في يوم القيامة إن كفرتم في الدنيا يعني لا سبيل لكم إلى التقوى إذا وافيتم يوم القيامة.
(ذكره البغوي*, والزمخشري*, والرازي*)
تنبيه:
على كل الأقوال لا يصح الوقوف على (كفرتم)
وأما قول القرطبي: "وقال بعض المفسرين: وقف التمام على قوله: (كفرتم) والابتداء (يوماً) يذهب إلى أن اليوم مفعول (يجعل) والفعل لله عز وجل، وكأنه قال: يجعل الله الولدان شيباً في يوم".
فهذا القول ركيك غريب شديد الضعف.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/