صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (155)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "القيامة": (وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ)
القول الراجح أن المراد من يرقيه ليشفيه مما قد نزل به.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (مَنْ رَاقٍ) على قولين:
القول الأول: أن المراد من يرقيه ليشفيه مما قد نزل به.
وهذا هو القول الراجح كما سيأتي.
وفي معناه قول من يقول: اطلبوا له الأطباء والمداوين.
القول الثاني: أن هذا من قول الملائكة، يقول بعضهم لبعض: من يرقى بنفسه فيصعد بها.
(كلهم ذكر القولين, ورجح مكمل أضواء البيان*, الأول
واقتصر عليه ابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
قال مكمل أضواء البيان: "في الآية قرينة على أن الأول أرجح, لأن قول الملائكة يكون في حق الشخص المتردد في أمره، وهذا هنا ليس موضع تردد, لأن نهاية السياق فيه (فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى)".
قلت: وقرينة أخرى وهي أن الملائكة لا حاجة بهم إلى السؤال فكل عالم بوظيفته المحددة قائم بها.
وأما ما ذكره بعض المفسرين من أن الملائكة تقول: من يرقى بروحه: أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب أو أن الملائكة يكرهون القرب من نفس من الكافر، فيقول ملك الموت: من يرقى بهذا الكافر.
فهي أيضاً أقوال ضعيفة.
قال مكمل أضواء البيان: "في هذا نظر، لأن الله تعالى جعل ملائكة للمشركين وهم ملائكة العذاب، وملائكة للمؤمنين، وهم ملائكة الرحمة. ولا يستكره فريق منهما أن يصعد بما تخصص له، بل قد لا يسمح للآخر بما يخصه.
كما في حديث الذي قتل مائة نفس، وأدركته الوفاة في منتصف الطريق، فحضرته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب يختصمون أيهم يصعد بروحه، كل يريد أن يتولى قبض روحه، أولئك يقولون: إنه قتل مائة نفس ولم يعمل خيراً قط، وأولئك يقولون: إنه خرج تائباً إلى الله تعالى".
قلت: ودليل آخر على ضعف هذه الأقوال.
وهو أن ملائكة الرحمة وملائكة العذاب لا يجتمعون عند المحتضر بل لا يكون إلا أحدهما حسب حال الميت.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "القيامة": (وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ)
القول الراجح أن المراد من يرقيه ليشفيه مما قد نزل به.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (مَنْ رَاقٍ) على قولين:
القول الأول: أن المراد من يرقيه ليشفيه مما قد نزل به.
وهذا هو القول الراجح كما سيأتي.
وفي معناه قول من يقول: اطلبوا له الأطباء والمداوين.
القول الثاني: أن هذا من قول الملائكة، يقول بعضهم لبعض: من يرقى بنفسه فيصعد بها.
(كلهم ذكر القولين, ورجح مكمل أضواء البيان*, الأول
واقتصر عليه ابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
قال مكمل أضواء البيان: "في الآية قرينة على أن الأول أرجح, لأن قول الملائكة يكون في حق الشخص المتردد في أمره، وهذا هنا ليس موضع تردد, لأن نهاية السياق فيه (فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى)".
قلت: وقرينة أخرى وهي أن الملائكة لا حاجة بهم إلى السؤال فكل عالم بوظيفته المحددة قائم بها.
وأما ما ذكره بعض المفسرين من أن الملائكة تقول: من يرقى بروحه: أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب أو أن الملائكة يكرهون القرب من نفس من الكافر، فيقول ملك الموت: من يرقى بهذا الكافر.
فهي أيضاً أقوال ضعيفة.
قال مكمل أضواء البيان: "في هذا نظر، لأن الله تعالى جعل ملائكة للمشركين وهم ملائكة العذاب، وملائكة للمؤمنين، وهم ملائكة الرحمة. ولا يستكره فريق منهما أن يصعد بما تخصص له، بل قد لا يسمح للآخر بما يخصه.
كما في حديث الذي قتل مائة نفس، وأدركته الوفاة في منتصف الطريق، فحضرته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب يختصمون أيهم يصعد بروحه، كل يريد أن يتولى قبض روحه، أولئك يقولون: إنه قتل مائة نفس ولم يعمل خيراً قط، وأولئك يقولون: إنه خرج تائباً إلى الله تعالى".
قلت: ودليل آخر على ضعف هذه الأقوال.
وهو أن ملائكة الرحمة وملائكة العذاب لا يجتمعون عند المحتضر بل لا يكون إلا أحدهما حسب حال الميت.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/