صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (154)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "ابراهيم": (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ)
قوله: (وأفئدتهم هواء) أي: خالية فارغة ليس فيها شيء, فمعنى الهواء الخلو والفراغ وليس الهواء المعروف.
والقول الأقرب أن المراد خالية خاوية ليس فيها عقل ولا إدراك ولا تعي شيئاً من شدة الهول والوجل والفزع, لأن سياق الآية في بيان شدة الهلع والخوف.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (وأفئدتهم هواء) على قولين:
القول الأول: أن المراد خالية خاوية ليس فيها عقل ولا إدراك ولا تعي شيئاً من شدة الهول والوجل والفزع. (ذكره البغوي*, وابن كثير*) (واقتصر عليه الرازي*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
القول الثاني: أن المراد ليس فيها من الخير شيء. (ذكره ابن عطية*)
(وذكر القولين ابن جرير*, والماتريدي*, والزمخشري*, والقرطبي*)
والمعنى الأول هو الأقرب, لأن سياق الآية في بيان شدة الهلع والخوف.
كما في قوله: (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً) أي: خالياً من كل أي من كل شيء إلا من هم موسى.
قال ابن عاشور: قوله: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء} تشبيه بليغ، إذ هي كالهواء في الخلو من الإدراك لشدة الهول.
والهواء في كلام العرب: الخلاء. وليس هو المعنى المصطلح عليه في علم الطب وعلم الهيئة".
تنبيه:
ذكر المفسرون قولاً منسوباً لقتادة وغيره أن المراد أن أمكنة أفئدتهم خالية لأن القلوب لدى الحناجر قد خرجت من أماكنها من شدة الخوف.
وهذا قول بعيد عجيب.
فإن الله وصف القلوب ذاتها بأنها هواء وليس الوصف لأماكنها.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "ابراهيم": (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ)
قوله: (وأفئدتهم هواء) أي: خالية فارغة ليس فيها شيء, فمعنى الهواء الخلو والفراغ وليس الهواء المعروف.
والقول الأقرب أن المراد خالية خاوية ليس فيها عقل ولا إدراك ولا تعي شيئاً من شدة الهول والوجل والفزع, لأن سياق الآية في بيان شدة الهلع والخوف.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (وأفئدتهم هواء) على قولين:
القول الأول: أن المراد خالية خاوية ليس فيها عقل ولا إدراك ولا تعي شيئاً من شدة الهول والوجل والفزع. (ذكره البغوي*, وابن كثير*) (واقتصر عليه الرازي*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
القول الثاني: أن المراد ليس فيها من الخير شيء. (ذكره ابن عطية*)
(وذكر القولين ابن جرير*, والماتريدي*, والزمخشري*, والقرطبي*)
والمعنى الأول هو الأقرب, لأن سياق الآية في بيان شدة الهلع والخوف.
كما في قوله: (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً) أي: خالياً من كل أي من كل شيء إلا من هم موسى.
قال ابن عاشور: قوله: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء} تشبيه بليغ، إذ هي كالهواء في الخلو من الإدراك لشدة الهول.
والهواء في كلام العرب: الخلاء. وليس هو المعنى المصطلح عليه في علم الطب وعلم الهيئة".
تنبيه:
ذكر المفسرون قولاً منسوباً لقتادة وغيره أن المراد أن أمكنة أفئدتهم خالية لأن القلوب لدى الحناجر قد خرجت من أماكنها من شدة الخوف.
وهذا قول بعيد عجيب.
فإن الله وصف القلوب ذاتها بأنها هواء وليس الوصف لأماكنها.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/