صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (145)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الكهف": (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لله الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا)
القول الأقرب في قوله: (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لله) أن المعنى أنه في مثل ذلك المقام وتلك الحالة تكون الولاية والنصرة مقصورة على الله لا يملكها غيره.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
الولاية بالفتح النصرة والتولي.
كقوله تعالى: (الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) وكقوله:(ذَلِكَ بِأَنَّ الله مَوْلَى الَّذِينَ
آمَنُوا)
واختلف المفسرون في المراد بقوله: (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لله) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن المعنى أنه في مثل ذلك المقام وتلك الحالة تكون الولاية والنصرة مقصورة على الله لا يملكها غيره.
(ذكره الزمخشري*, والرازي*, والشنقيطي*) (واقتصر عليه ابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
وهذا هو القول الأقرب.
فلما ذكر الله تبارك وتعالى أن المشرك لم يكن له من يتولاه وينصره بقوله: {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ الله}, وقوله: {وَمَا كَاَن مُنْتَصِراً} ذكر أن آلهته التي يشرك بها لم تغن ولايتهم عنه شيئاً, فالولاية والنصرة مقصورة على الله في مثل تلك الحالة.
قال الزمخشري: "المعنى هنالك، أي: في ذلك المقام وتلك الحال النصرة لله وحده، لا يملكها غيره تقريراً لقوله: (ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله)"
وقال الرازي: "أي: في مثل ذلك المقام تكون الولاية لله يوالي أولياءه فيغلبهم على أعدائه"
القول الثاني: أن المعنى أنه في مثل تلك الحال الشديدة يتولى الله ويؤمن به كل محتاج مضطر, فيرجع إلى الله وإلى موالاته والخضوع له.
كقوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِالله وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ} (ذكره الماتريدي *, والزمخشري*, والرازي*, والشنقيطي*) (واقتصر عليه ابن كثير*)
القول الثالث: أن قوله: (هنالك) إشارة ليوم القيامة, فالمعنى هناك في يوم القيامة الولاية لله. (اقتصر عليه البغوي*) (وذكره ابن جرير*, والزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*)
وهذا القول بعيد.
وقرئت (الولاية) بالكسر. بمعنى السلطان والملك.
وقوله (الولاية لله الحق) {الحق} قرأه الجمهور بالجر، على أنه وصف الله تعالى، فهو كقوله تعالى {وَرُدُّوا إِلَى الله مَوْلاهُمُ الْحَقِّ}.
وقرئت {الحق} بالرفع على أنه صفة للولاية، فالمعنى {الولاية الحق} بخلاف ولاية غيره فهي كذب وباطل.
وقوله: (وَخَيْرٌ عُقْبًا) أي: عاقبة.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الكهف": (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لله الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا)
القول الأقرب في قوله: (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لله) أن المعنى أنه في مثل ذلك المقام وتلك الحالة تكون الولاية والنصرة مقصورة على الله لا يملكها غيره.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
الولاية بالفتح النصرة والتولي.
كقوله تعالى: (الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) وكقوله:(ذَلِكَ بِأَنَّ الله مَوْلَى الَّذِينَ
آمَنُوا)
واختلف المفسرون في المراد بقوله: (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لله) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن المعنى أنه في مثل ذلك المقام وتلك الحالة تكون الولاية والنصرة مقصورة على الله لا يملكها غيره.
(ذكره الزمخشري*, والرازي*, والشنقيطي*) (واقتصر عليه ابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
وهذا هو القول الأقرب.
فلما ذكر الله تبارك وتعالى أن المشرك لم يكن له من يتولاه وينصره بقوله: {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ الله}, وقوله: {وَمَا كَاَن مُنْتَصِراً} ذكر أن آلهته التي يشرك بها لم تغن ولايتهم عنه شيئاً, فالولاية والنصرة مقصورة على الله في مثل تلك الحالة.
قال الزمخشري: "المعنى هنالك، أي: في ذلك المقام وتلك الحال النصرة لله وحده، لا يملكها غيره تقريراً لقوله: (ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله)"
وقال الرازي: "أي: في مثل ذلك المقام تكون الولاية لله يوالي أولياءه فيغلبهم على أعدائه"
القول الثاني: أن المعنى أنه في مثل تلك الحال الشديدة يتولى الله ويؤمن به كل محتاج مضطر, فيرجع إلى الله وإلى موالاته والخضوع له.
كقوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِالله وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ} (ذكره الماتريدي *, والزمخشري*, والرازي*, والشنقيطي*) (واقتصر عليه ابن كثير*)
القول الثالث: أن قوله: (هنالك) إشارة ليوم القيامة, فالمعنى هناك في يوم القيامة الولاية لله. (اقتصر عليه البغوي*) (وذكره ابن جرير*, والزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*)
وهذا القول بعيد.
وقرئت (الولاية) بالكسر. بمعنى السلطان والملك.
وقوله (الولاية لله الحق) {الحق} قرأه الجمهور بالجر، على أنه وصف الله تعالى، فهو كقوله تعالى {وَرُدُّوا إِلَى الله مَوْلاهُمُ الْحَقِّ}.
وقرئت {الحق} بالرفع على أنه صفة للولاية، فالمعنى {الولاية الحق} بخلاف ولاية غيره فهي كذب وباطل.
وقوله: (وَخَيْرٌ عُقْبًا) أي: عاقبة.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/