صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (144)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ) (في سورتي "هود" و"المؤمنون")
القول الراجح أن المراد بقوله: (وَفَارَ التَّنُّورُ) تنور الخبز الذي يوقد فيه.
والأقرب أنه ليس تنوراً معيناً بل صارت الأرض عيوناً تفور، حتى فار الماء من التنانير كما سياتي في قول ابن كثير.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (وَفَارَ التَّنُّورُ) على خمسة أقوال:
القول الأول: أنه تنور الخبز الذي يوقد فيه.
قالوا: كانت هذه أمارة جعلها الله لنوح، أي: إذا فار التنور فاركب في السفينة فقد أتى الناسَ الهلاكُ والغرق.
(رجح هذا القول ابن جرير*, والرازي*, وابن كثير*) (ورجحه الزمخشري*, وابن عطية* عند تفسير آية "المؤمنون") (وذكره الماتريدي*, والقرطبي*, وابن عاشور*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)
وهذا القول هو الراجح.
قال البغوي: "وهو قول أكثر المفسرين".
وكذا قال ابن عطية.
وقال الرازي: "هو قول جماعة عظيمة من المفسرين"
وقال ابن كثير: "وهذا قول جمهور السلف وعلماء الخلف".
تنبيه:
ذهب كثير من المفسرين إلى أنه تنور معين لنوح.
والأقرب ما ذكره ابن كثير حيث يقول: "أي: صارت الأرض عيوناً تفور، حتى فار الماء من التنانير التي هي مكان النار، صارت تفور ماء".
القول الثاني: أن المراد بالتنور وجه الأرض (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*)
(وذكره الزمخشري* عند تفسير آية "المؤمنون")
القول الثالث: أن المراد بالتنور أعالي الأرض (ذكره ابن جرير*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*) (وذكره الزمخشري* عند تفسير آية "المؤمنون")
القول الرابع: أن المراد بالتنور تنوير الصبح وهو ضياؤه وإشراقه.
(ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*) (وذكره الزمخشري* عند تفسير آية "المؤمنون")
(وضعفه ابن عطية*) فقال: "التصريف يضعفه وكان يلزم أن يكون التنور"
القول الخامس: أن هذا مجاز والمراد غلبة الماء واشتداد الأمر كما يقال لشدة الحرب: (حمي الوطيس). (ذكره ابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*) (وذكره الزمخشري* عند تفسير آية "المؤمنون")
(وذكره ابن عاشور*) وقال: "وهذا أحسن ما حكي عن المفسرين".
(ورجح ابن عاشور*) أنه مجاز لكن لبلوغ الشيء إلى أقصى ما يتحمل.
فقال: "والذي يظهر لي أن قوله: (وفار التنور) مثل لبلوغ الشيء إلى أقصى ما يتحمل مثله، كما يقال: بلغ السيل الزبى، وامتلأ الصاع، وفاضت الكأس وتفاقم.
والمعنى: بأن نفاذ أمرنا فيهم وبلغوا من طول مدة الكفر مبلغاً لا يغتفر لهم بعد"
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ) (في سورتي "هود" و"المؤمنون")
القول الراجح أن المراد بقوله: (وَفَارَ التَّنُّورُ) تنور الخبز الذي يوقد فيه.
والأقرب أنه ليس تنوراً معيناً بل صارت الأرض عيوناً تفور، حتى فار الماء من التنانير كما سياتي في قول ابن كثير.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (وَفَارَ التَّنُّورُ) على خمسة أقوال:
القول الأول: أنه تنور الخبز الذي يوقد فيه.
قالوا: كانت هذه أمارة جعلها الله لنوح، أي: إذا فار التنور فاركب في السفينة فقد أتى الناسَ الهلاكُ والغرق.
(رجح هذا القول ابن جرير*, والرازي*, وابن كثير*) (ورجحه الزمخشري*, وابن عطية* عند تفسير آية "المؤمنون") (وذكره الماتريدي*, والقرطبي*, وابن عاشور*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)
وهذا القول هو الراجح.
قال البغوي: "وهو قول أكثر المفسرين".
وكذا قال ابن عطية.
وقال الرازي: "هو قول جماعة عظيمة من المفسرين"
وقال ابن كثير: "وهذا قول جمهور السلف وعلماء الخلف".
تنبيه:
ذهب كثير من المفسرين إلى أنه تنور معين لنوح.
والأقرب ما ذكره ابن كثير حيث يقول: "أي: صارت الأرض عيوناً تفور، حتى فار الماء من التنانير التي هي مكان النار، صارت تفور ماء".
القول الثاني: أن المراد بالتنور وجه الأرض (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*)
(وذكره الزمخشري* عند تفسير آية "المؤمنون")
القول الثالث: أن المراد بالتنور أعالي الأرض (ذكره ابن جرير*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*) (وذكره الزمخشري* عند تفسير آية "المؤمنون")
القول الرابع: أن المراد بالتنور تنوير الصبح وهو ضياؤه وإشراقه.
(ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*) (وذكره الزمخشري* عند تفسير آية "المؤمنون")
(وضعفه ابن عطية*) فقال: "التصريف يضعفه وكان يلزم أن يكون التنور"
القول الخامس: أن هذا مجاز والمراد غلبة الماء واشتداد الأمر كما يقال لشدة الحرب: (حمي الوطيس). (ذكره ابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*) (وذكره الزمخشري* عند تفسير آية "المؤمنون")
(وذكره ابن عاشور*) وقال: "وهذا أحسن ما حكي عن المفسرين".
(ورجح ابن عاشور*) أنه مجاز لكن لبلوغ الشيء إلى أقصى ما يتحمل.
فقال: "والذي يظهر لي أن قوله: (وفار التنور) مثل لبلوغ الشيء إلى أقصى ما يتحمل مثله، كما يقال: بلغ السيل الزبى، وامتلأ الصاع، وفاضت الكأس وتفاقم.
والمعنى: بأن نفاذ أمرنا فيهم وبلغوا من طول مدة الكفر مبلغاً لا يغتفر لهم بعد"
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/