صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (140)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "طه": (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا)
أقرب الأقوال في قوله: (زرقا) أن المراد زرقة ألوان أجسادهم وهو الظاهر والمتبادر من الآية.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (زرقا) على أربعة أقوال:
القول الأول: أن المراد ما يظهر في أعينهم من الزرقة من شدة العطش (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
القول الثاني: (زرقا) أي: عميا (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*)
قال الزمخشري: لأن حدقة من يذهب نور بصره تزراق.
القول الثالث: أن المراد زرق العيون (ذكره البغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*) (واقتصر عليه ابن كثير*) (واقتصر عليه الشنقيطي* عند تفسير قوله تعالى في سورة "آل عمران" (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) وعند تفسير قوله تعالى في سورة "الرحمن": (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ).
القول الرابع: أن المراد زرقة ألوان أجسادهم (ذكره ابن عطية*), (ومال إليه ابن عاشور*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)
وهذا أقرب الأقوال, وهو الظاهر والمتبادر من الآية.
قال ابن عطية: "وهي غاية في التشويه لأنهم يجيئون كلون الرماد".
وقال ابن عاشور: "وهو في جلد الإنسان قبيح المنظر لأنه يشبه لون ما أصابه حرق نار".
وقال صاحب الظلال: "يحشرون زرق الوجوه من الكدر والغم".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "طه": (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا)
أقرب الأقوال في قوله: (زرقا) أن المراد زرقة ألوان أجسادهم وهو الظاهر والمتبادر من الآية.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (زرقا) على أربعة أقوال:
القول الأول: أن المراد ما يظهر في أعينهم من الزرقة من شدة العطش (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)
القول الثاني: (زرقا) أي: عميا (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*)
قال الزمخشري: لأن حدقة من يذهب نور بصره تزراق.
القول الثالث: أن المراد زرق العيون (ذكره البغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*) (واقتصر عليه ابن كثير*) (واقتصر عليه الشنقيطي* عند تفسير قوله تعالى في سورة "آل عمران" (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) وعند تفسير قوله تعالى في سورة "الرحمن": (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ).
القول الرابع: أن المراد زرقة ألوان أجسادهم (ذكره ابن عطية*), (ومال إليه ابن عاشور*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)
وهذا أقرب الأقوال, وهو الظاهر والمتبادر من الآية.
قال ابن عطية: "وهي غاية في التشويه لأنهم يجيئون كلون الرماد".
وقال ابن عاشور: "وهو في جلد الإنسان قبيح المنظر لأنه يشبه لون ما أصابه حرق نار".
وقال صاحب الظلال: "يحشرون زرق الوجوه من الكدر والغم".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/