النوال... (139) (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (139)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الإسراء": (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ)
القول الراجح في المراد بالآية ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا عين لما أسري به من مكة إلى بيت المقدس.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بهذه الآية على أربعة أقوال:
القول الأول: أنها رؤيا عين، وهي ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به من مكة إلى بيت المقدس. (رجحه ابن جرير*, والرازي*, والشنقيطي*) (واقتصر عليه ابن كثير*, وصاحب الظلال*) (وذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والقرطبي*, وابن عاشور*)
وهذا هو القول الراجح.

تنبيه:
البغوي والشنقيطي وصاحب الظلال ذكروا المعراج مع الإسراء والبقية لم يذكروا إلا الإسراء.

قال ابن جرير: "وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب لإجماع الحجة من أهل التأويل على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك"

قال القرطبي: "وبقول ابن عباس قالت عائشة ومعاوية والحسن ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير والضحاك وابن أبي نجيح وابن زيد".
وذكر البغوي أنه أيضاً قول سعيد بن جبير ومسروق وعكرمة وابن جريج.

قال ابن عاشور: "والرؤيا أشهر استعمالها في رؤيا النوم، وتستعمل في رؤية العين كما نقل عن ابن عباس في هذه الآية، قال: هي رؤيا عين أريها النبي ليلة أسري به إلى بيت المقدس"

القول الثاني: أن المراد الرؤيا التي رأى الرسول صلى الله عليه وسلم عام الحديبية أنه يدخل مكة هو وأصحابه وسار لأجل العمرة فصده المشركون، فرجع إلى المدينة وكان رجوعه في ذلك العام بعد ما أخبر أنه يدخلها فتنة لبعضهم، حتى دخلها في العام المقبل، فأنزل الله تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ) (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, وابن عاشور*) (وضعفه القرطبي*)

القول الثالث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في منامه بني أمية ينزون على منبره نزو القردة (ذكره ابن جرير*, والزمخشري*, والقرطبي*) (وضعفه ابن عطية*, وابن كثير*, والشنقيطي*)

وهو قول ساقط والحديث المروي فيه واه.
قال ابن عطية: "فيه نظر"
وقال الشنقيطي: "لا يعول عليه إذ لا أساس له من الصحة"
وذكره ابن كثير لكن في تفسير قوله تعالى: (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ)
فقال: "وقد قيل: المراد بالشجرة الملعونة: بنو أمية. وهو غريب ضعيف".

القول الرابع: أن الله أرى محمداً في المنام مصارع كفار قريش في بدر، فقد كان يقول: والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم، ويقول: هذا مصرع فلان، هذا مصرع فلان، فتسامعت قريش بهذا، فكانوا يضحكون ويستسخرون ويستعجلون به استهزاء فكان فتنة لهم حيث اتخذوه سخرياً. (ذكره الزمخشري*, والرازي*, وابن عاشور*)
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى