صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (135)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الأنبياء": (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ)
القول الصحيح أن المراد بقوله: (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) أنه خلق عجولاً, وأنه مطبوع على العجلة.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) على قولين:
القول الأول: أن المراد بالإنسان آدم عليه السلام, وأن المعنى أنه خلق من عجل في خلقته، فقيل: إنه لما نفخ فيه الروح في ركبتيه ذهب لينهض.
وقيل: لما دخل الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة، فلما دخل في جوفه اشتهى الطعام، فوثب قبل أن تبلغ الروح رجليه. (ذكره ابن جرير*, والزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*, والشنقيطي*)
وقيل: المراد خلق على عجل، فخلقه الله في آخر النهار يوم الجمعة قبل غروب الشمس على عجل في خلقه إياه قبل مغيبها. (رجحه ابن جرير*) (وذكره البغوي*, والزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*) (وضعفه ابن عطية*)
القول الثاني: أن المراد بالإنسان جنس الإنسان, والمعنى أنه خلق عجولاً, وأنه مطبوع على العجلة كما قال في سورة الإسراء: {{وكان الإنسان عجولا}} (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, والقرطبي*, وابن كثير*) (ورجحه ابن عطية*, والرازي*, والشنقيطي*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)
وهذا القول هو الصواب فهو كقوله تعالى: {خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ} أي: ضعفاء.
(واقتصر عليه ابن عاشور* لكنه أشار إلى القول بأن المراد الطين وضعفه)
قال القرطبي: "أي: ركب على العجلة فخلق عجولاً، كما قال الله تعالى: (الله الذي خلقكم من ضعف) أي خلق الإنسان ضعيفاً. ويقال: خلق الإنسان من الشر أي شريراً إذا بالغت في وصفه به"
وفي الآية أقوال أخرى ضعيفة وبعضها ضعيف جداً.
فقيل: إنه من المقلوب، وإنما المراد أنه خُلق العجل من الإنسان. (ضعفه ابن جرير*, وقال عنه: إنه فاسد) (وضعفه الرازي*) (وذكره ابن عطية*, والقرطبي*)
وقيل: المراد بسرعة وتعجيل على غير ترتيب خلق سائر الآدميين من النطفة ثم العلقة ثم المضغة وغيرها. (انفرد به البغوي*)
وقيل: العجل الطين بلغة حمير. (ذكره البغوي*, والزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*) (وضعفه ابن عطية*, وابن عاشور*, والشنقيطي*)
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الأنبياء": (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ)
القول الصحيح أن المراد بقوله: (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) أنه خلق عجولاً, وأنه مطبوع على العجلة.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) على قولين:
القول الأول: أن المراد بالإنسان آدم عليه السلام, وأن المعنى أنه خلق من عجل في خلقته، فقيل: إنه لما نفخ فيه الروح في ركبتيه ذهب لينهض.
وقيل: لما دخل الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة، فلما دخل في جوفه اشتهى الطعام، فوثب قبل أن تبلغ الروح رجليه. (ذكره ابن جرير*, والزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*, والشنقيطي*)
وقيل: المراد خلق على عجل، فخلقه الله في آخر النهار يوم الجمعة قبل غروب الشمس على عجل في خلقه إياه قبل مغيبها. (رجحه ابن جرير*) (وذكره البغوي*, والزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*) (وضعفه ابن عطية*)
القول الثاني: أن المراد بالإنسان جنس الإنسان, والمعنى أنه خلق عجولاً, وأنه مطبوع على العجلة كما قال في سورة الإسراء: {{وكان الإنسان عجولا}} (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, والقرطبي*, وابن كثير*) (ورجحه ابن عطية*, والرازي*, والشنقيطي*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)
وهذا القول هو الصواب فهو كقوله تعالى: {خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ} أي: ضعفاء.
(واقتصر عليه ابن عاشور* لكنه أشار إلى القول بأن المراد الطين وضعفه)
قال القرطبي: "أي: ركب على العجلة فخلق عجولاً، كما قال الله تعالى: (الله الذي خلقكم من ضعف) أي خلق الإنسان ضعيفاً. ويقال: خلق الإنسان من الشر أي شريراً إذا بالغت في وصفه به"
وفي الآية أقوال أخرى ضعيفة وبعضها ضعيف جداً.
فقيل: إنه من المقلوب، وإنما المراد أنه خُلق العجل من الإنسان. (ضعفه ابن جرير*, وقال عنه: إنه فاسد) (وضعفه الرازي*) (وذكره ابن عطية*, والقرطبي*)
وقيل: المراد بسرعة وتعجيل على غير ترتيب خلق سائر الآدميين من النطفة ثم العلقة ثم المضغة وغيرها. (انفرد به البغوي*)
وقيل: العجل الطين بلغة حمير. (ذكره البغوي*, والزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*) (وضعفه ابن عطية*, وابن عاشور*, والشنقيطي*)
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/