النوال... (134) (ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (134)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "النمل": (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ الله وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ)

القول الراجح أن المراد بقوله: (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) النفخة الثانية نفسها التي ذكرت في سورة الزمر, والمعنى أنهم في النفخة الثانية يحيون فزعين من هول ما يعاينون.
والقول الأقرب أن المراد بقوله: (إِلَّا مَنْ شَاءَ الله) المؤمنون.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بهذه النفخة التي تفزع من في السموات ومن في الأرض.
واختلفوا في المراد بقوله: (إِلَّا مَنْ شَاءَ الله)

فاختلفوا في المراد بهذه النفخة على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنها نفخة قبل نفخة الصعق, فينفخ إسرافيل في الصور ثلاث نفخات: نفخة الفزع، ونفخة الصعق، ونفخة القيام لرب العالمين (ذكره الماتريدي*, والبغوي*) ( ورجحه ابن عطية*) (واقتصر عليه ابن كثير*)

القول الثاني: أنها النفخة الأولى نفسها التي ذكرت في سورة الزمر, والمعنى أنهم يفزعون فيصعقون, فليس ثم إلا نفختان. (ذكره الماتريدي*, والبغوي*) (واقتصر عليه الزمخشري*, والرازي*, وصاحب الظلال*) (ورجحه القرطبي*)

القول الثالث: أنها النفخة الثانية نفسها التي ذكرت في سورة الزمر, والمعنى أنهم في النفخة الثانية يحيون فزعين من هول ما يعاينون (ذكره القرطبي*, وقال: هو اختيار القشيري) (واقتصر عليه ابن عاشور*, ورجحه)
(واقتصر عليه ابن جرير* فيما يبدو حيث قال: "ففزع من في السموات من الملائكة ومن في الأرض من الجن والإنس والشياطين من هول ما يعاينون ذلك اليوم").
وهذا القول هو الراجح.

ويدل عليه أن الله تعالى لما ذكر الفزع في هذه الآية ذكر ما يدل على القيامة فقال: (وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)

قال ابن عاشور: "فالفزع حاصل مما بعد النفخة وليس هو فزعاً من النفخة لأن الناس حين النفخة أموات".

واختلف المفسرون في المراد بقوله: (إِلَّا مَنْ شَاءَ الله) على خمسة أقوال:
الأول: أنهم الشهداء (اقتصر عليه ابن جرير*, وابن كثير*, وصاحب الظلال*) (وذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*) (ورجحه القرطبي*)

القول الثاني: أنهم جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وملك الموت (ذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)

القول الثالث: أنهم رضوان، والحور، ومالك، والزبانية (ذكره البغوي*, والزمخشري*, والرازي*)

القول الرابع: أنهم الأنبياء والرسل. (ذكره الماتريدي*, والقرطبي*)

القول الخامس: أنهم المؤمنون، لأن الله تعالى قال عقب هذا: (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ). (ذكره الماتريدي*, والقرطبي*) (واقتصر عليه ابن عاشور*)
وهو أقرب الأقوال والله تعالى أعلم.

قال ابن عاشور: "الاستثناء مجمل يبينه قوله تعالى بعد: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} إلى قوله: {لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ}, وذلك بأن يبادرهم الملائكة بالبشارة. قال تعالى: {وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} وقال: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}".

وقوله: (دَاخِرِينَ) أي: صاغرين أذلاء.
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى