النوال... (133) (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تبصرون)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (133)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "النمل": (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ)
القول الأقرب أن المراد بقوله: (وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ) تعلمون أنها فاحشة شنيعة, وأنه لم يسبقكم إلى ذلك أحد من العالمين.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) على قولين:
الأول: أن المراد تعلمون أنها فاحشة شنيعة, وأنه لم يسبقكم إلى ذلك أحد من العالمين. (اقتصر على هذا القول ابن جرير*, والماتريدي*)

القول الثاني: أن المراد تبصرون هذا الفعل بأعينكم فتتكشفون ويرى بعضكم بعضاً ولا تستترون (اقتصر عليه ابن كثير*, وابن عاشور*)
(وذكر القولين البغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*)

والقول الأول أقرب فليس المراد والله أعلم بيان شناعة تكشفهم ورؤية بعضهم لبعض, بل المراد بيان شناعة انسلاخهم من الفطرة وهم يدركون ذلك ويعلمون أنه استبدال للطيب بالخبيث ولذلك يقولون: (أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)

(وزاد الزمخشري* وتبعه الرازي*) قولاً ثالثاً ولكن فيه ضعف, فقال: "أو تبصرون آثار العصاة قبلكم وما نزل بهم"

(واقتصر صاحب الظلال*) على القول الثاني في أول كلامه, لكنه قال بعد ذلك: "وهم يبصرون الحياة في جميع أنواعها وأجناسها تجري على نسق الفطرة، وهم وحدهم الشواذ في وسط الحياة والأحياء".
وهذا المعنى ينسجم مع القول الأول.
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى