صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (132)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "النمل": (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
قوله: (الْخَبْءَ) أي: المخبوء والخفي.
والقول الراجح أن المراد بـ(الْخَبْءَ) الغيب وكل خفي, والراجح أنه قول الله تعالى لا قول الهدهد.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: ( يُخْرِجُ الْخَبْءَ) وهل هذا من قول الهدد أم هو قول الله تعالى.
فاختلفوا في المراد بقوله: ( يُخْرِجُ الْخَبْءَ) على قولين:
الأول: أن المراد أنه يخرج المطر في السماء، والنبات في الأرض. (ذكره ابن جرير*, وابن كثير*)
(واقتصر عليه الرازي* لكنه قال: "وهو يتناول جميع أنواع الأرزاق والأموال وإخراجه من السماء بالغيث، ومن الأرض بالنبات".
(واقتصر عليه ابن عاشور* وذكر نحو قول الرازي).
القول الثاني: أن المراد الغيب كله, فالمراد يعلم الغيب وكل خفي ولا يخفى عليه شيء. (ذكره ابن جرير* عن حكيم بن جابر, وذكره ابن كثير*) (واقتصر عليه الزمخشري*, وابن عطية*) (وذكر القولين الماتريدي*, والبغوي*, والقرطبي*, والشنقيطي*)
وهذا القول هو الراجح, ويدل عليه قوله: (ويعلم ما تخفون وما تعلنون)
فهذه الآية كقوله: (وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين)
وكقوله: (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين).
وكقوله: (يعلم السر وأخفى)
قال ابن كثير: "قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: يعلم كل خبيئة في السماء والأرض. وكذا قال عكرمة، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة، وغير واحد".
واختلفوا في قوله: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)
هل هو من قول الهدد أم هو قول الله تعالى على قولين:
الأول: أنه قول الهدهد (اقتصر عليه ابن جرير*, والبغوي*, وابن كثير*, وصاحب الظلال*) (وضعفه ابن عطية*)
القول الثاني: أنه قول الله تعالى (رجحه ابن عطية*, وابن عاشور*) (وذكر القولين الزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*)
والقول الثاني هو الأقرب.
قال ابن عطية: "يعترض على القول بأنه الهدهد بأنه غير مخاطب، فكيف يتكلم في معنى شرع، والثابت مع التأمل أن يكون من قول الله تعالى اعتراضاً بين الكلامين".
وقال ابن عاشور: "والأظهر أنه كلام آخر من القرآن ذيل به الكلام الملقى إلى سليمان".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "النمل": (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
قوله: (الْخَبْءَ) أي: المخبوء والخفي.
والقول الراجح أن المراد بـ(الْخَبْءَ) الغيب وكل خفي, والراجح أنه قول الله تعالى لا قول الهدهد.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: ( يُخْرِجُ الْخَبْءَ) وهل هذا من قول الهدد أم هو قول الله تعالى.
فاختلفوا في المراد بقوله: ( يُخْرِجُ الْخَبْءَ) على قولين:
الأول: أن المراد أنه يخرج المطر في السماء، والنبات في الأرض. (ذكره ابن جرير*, وابن كثير*)
(واقتصر عليه الرازي* لكنه قال: "وهو يتناول جميع أنواع الأرزاق والأموال وإخراجه من السماء بالغيث، ومن الأرض بالنبات".
(واقتصر عليه ابن عاشور* وذكر نحو قول الرازي).
القول الثاني: أن المراد الغيب كله, فالمراد يعلم الغيب وكل خفي ولا يخفى عليه شيء. (ذكره ابن جرير* عن حكيم بن جابر, وذكره ابن كثير*) (واقتصر عليه الزمخشري*, وابن عطية*) (وذكر القولين الماتريدي*, والبغوي*, والقرطبي*, والشنقيطي*)
وهذا القول هو الراجح, ويدل عليه قوله: (ويعلم ما تخفون وما تعلنون)
فهذه الآية كقوله: (وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين)
وكقوله: (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين).
وكقوله: (يعلم السر وأخفى)
قال ابن كثير: "قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: يعلم كل خبيئة في السماء والأرض. وكذا قال عكرمة، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة، وغير واحد".
واختلفوا في قوله: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)
هل هو من قول الهدد أم هو قول الله تعالى على قولين:
الأول: أنه قول الهدهد (اقتصر عليه ابن جرير*, والبغوي*, وابن كثير*, وصاحب الظلال*) (وضعفه ابن عطية*)
القول الثاني: أنه قول الله تعالى (رجحه ابن عطية*, وابن عاشور*) (وذكر القولين الزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*)
والقول الثاني هو الأقرب.
قال ابن عطية: "يعترض على القول بأنه الهدهد بأنه غير مخاطب، فكيف يتكلم في معنى شرع، والثابت مع التأمل أن يكون من قول الله تعالى اعتراضاً بين الكلامين".
وقال ابن عاشور: "والأظهر أنه كلام آخر من القرآن ذيل به الكلام الملقى إلى سليمان".
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/