صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (130)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الأنبياء": (ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ)
القول الراجح في قوله: (ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ) أنهم بعد أن تذكروا الحق وبطلان الأصنام وأقروا بأن عبادتها ظلم أدركتهم الشقاوة فردوا إلى نصرة الباطل والمكابرة.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
قوله: (نُكِسُوا) نكس الشيء أي: جعل أسفله أعلاه. شبههم في رجوعهم إلى الباطل بعد أن اتضح لهم الحق بمن نُكِّس فصار رأسه أسفل ورجلاه إلى أعلى.
واختلف المفسرون في المراد بالآية على ثلاثة أقوال:
الأول: أنهم بعد أن تذكروا الحق وبطلان الأصنام وأقروا بأن عبادتها ظلم أدركتهم الشقاوة فردوا إلى نصرة الباطل والمكابرة بعد أن أقروا على أنفسهم بالظلم (اقتصر على هذا القول البغوي*, وابن عاشور*) (وذكره الزمخشري*, والرازي*) (ورجحه القرطبي*, وصاحب الظلال*)
وهذا هو القول الراجح.
(وذكره ابن جرير* وابن كثير*) فذكرا قول السدي: "أنهم نكسوا في الفتنة"
ثم ضعفه ابن جرير بقوله: "فإنهم لم يكونوا خرجوا من الفتنة قبل ذلك فنكسوا فيها".
قلت: سبق قبل قليل أن القول الراجح أنهم تنبهوا فعلموا أن عبادة الأصنام باطلة حين قالوا: (إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ).
وذكر ابن كثير قول قتادة: "أدركت القوم حيرة".
ثم قال: "وقول قتادة أظهر في المعنى". (كما سيأتي في القول الثالث)
القول الثاني: أن المراد أنهم احتجوا على إبراهيم بما هو حجة لإبراهيم عليهم، فقالوا: لقد علمت ما هؤلاء الأصنام ينطقون. (رجحه ابن جرير*) (واقتصر عليه ابن عطية*) (وذكره الرازي*)
القول الثالث: أنهم قلبوا على رؤوسهم حقيقة، لفرط إطراقهم خجلاً وانكساراً مما بهتهم به إبراهيم عليه السلام، فما أحاروا جواباً إلا ما هو حجة عليهم. (ذكره الزمخشري*, والرازي*) (ورجحه ابن كثير*)
(وضعفه القرطبي*) فقال: "وفيه نظر لأنه لم يقل: نكسوا رؤوسهم بفتح الكاف بل قال: (نكسوا على رؤوسهم) أي: ردوا على ما كانوا عليه في أول الأمر, وكذا قال ابن عباس: أدركهم الشقاء فعادوا إلى كفرهم".
(وأما الماتريدي*) فاقتصر على قوله: " (نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ) للتفكر والنظر في قول إبراهيم حيث قال: (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ)"
قلت: وهذا قول غريب.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الأنبياء": (ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ)
القول الراجح في قوله: (ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ) أنهم بعد أن تذكروا الحق وبطلان الأصنام وأقروا بأن عبادتها ظلم أدركتهم الشقاوة فردوا إلى نصرة الباطل والمكابرة.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
قوله: (نُكِسُوا) نكس الشيء أي: جعل أسفله أعلاه. شبههم في رجوعهم إلى الباطل بعد أن اتضح لهم الحق بمن نُكِّس فصار رأسه أسفل ورجلاه إلى أعلى.
واختلف المفسرون في المراد بالآية على ثلاثة أقوال:
الأول: أنهم بعد أن تذكروا الحق وبطلان الأصنام وأقروا بأن عبادتها ظلم أدركتهم الشقاوة فردوا إلى نصرة الباطل والمكابرة بعد أن أقروا على أنفسهم بالظلم (اقتصر على هذا القول البغوي*, وابن عاشور*) (وذكره الزمخشري*, والرازي*) (ورجحه القرطبي*, وصاحب الظلال*)
وهذا هو القول الراجح.
(وذكره ابن جرير* وابن كثير*) فذكرا قول السدي: "أنهم نكسوا في الفتنة"
ثم ضعفه ابن جرير بقوله: "فإنهم لم يكونوا خرجوا من الفتنة قبل ذلك فنكسوا فيها".
قلت: سبق قبل قليل أن القول الراجح أنهم تنبهوا فعلموا أن عبادة الأصنام باطلة حين قالوا: (إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ).
وذكر ابن كثير قول قتادة: "أدركت القوم حيرة".
ثم قال: "وقول قتادة أظهر في المعنى". (كما سيأتي في القول الثالث)
القول الثاني: أن المراد أنهم احتجوا على إبراهيم بما هو حجة لإبراهيم عليهم، فقالوا: لقد علمت ما هؤلاء الأصنام ينطقون. (رجحه ابن جرير*) (واقتصر عليه ابن عطية*) (وذكره الرازي*)
القول الثالث: أنهم قلبوا على رؤوسهم حقيقة، لفرط إطراقهم خجلاً وانكساراً مما بهتهم به إبراهيم عليه السلام، فما أحاروا جواباً إلا ما هو حجة عليهم. (ذكره الزمخشري*, والرازي*) (ورجحه ابن كثير*)
(وضعفه القرطبي*) فقال: "وفيه نظر لأنه لم يقل: نكسوا رؤوسهم بفتح الكاف بل قال: (نكسوا على رؤوسهم) أي: ردوا على ما كانوا عليه في أول الأمر, وكذا قال ابن عباس: أدركهم الشقاء فعادوا إلى كفرهم".
(وأما الماتريدي*) فاقتصر على قوله: " (نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ) للتفكر والنظر في قول إبراهيم حيث قال: (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ)"
قلت: وهذا قول غريب.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/