النوال... (129) (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (129)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الأنبياء": (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ)
أقرب الأقوال في قوله: (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) أن المعنى فظن أن لن نضيق عليه, كما في قوله: (الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر)، أي يضيق.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بهذه الآية على خمسة أقوال:
الأول: أن المعنى فظن أن لن نضيق عليه، كما في قوله تعالى: (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ الله)
وكما في قوله: (الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر)، أي يضيق. (رجحه ابن جرير*) (واقتصر عليه الماتريدي*, وصاحب الظلال*) (وذكره البغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*, وابن عاشور*)
وهذا أقرب الأقوال.

القول الثاني: أن المعنى فظن أنه يعجز ربه فلا يقدر عليه. (ذكره الزمخشري*) (وضعفه ابن جرير*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, والشنقيطي*)

قال الزمخشري:"يجوز أن يسبق ذلك إلى وهمه بوسوسة الشيطان، ثم يردعه ويرده بالبرهان، كما يفعل المؤمن المحقق بنزغات الشيطان وما يوسوس إليه في كل وقت. ومنه قوله تعالى (وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا) والخطاب للمؤمنين".

قال ابن جرير: "لا يجوز أن ينسب إلى الكفر وقد اختاره لنبوته، ووصفه بأن ظن أن ربه يعجز عما أراد به ولا يقدر عليه، ووصف له بأنه جهل قدرة الله، وذلك وصف له بالكفر".

وقال ابن عطية:"هو قول مردود".

وقال الرازي:"من ظن عجز الله تعالى فهو كافر، ولا خلاف أنه لا يجوز نسبة ذلك إلى آحاد المؤمنين، فكيف إلى الأنبياء عليهم السلام".

وقال القرطبي: "وهذا قول مردود مرغوب عنه، لأنه كفر".

وقال الشنقيطي: "هو قول باطل بلا شك".

القول الثالث: أن ذلك بمعنى الاستفهام، والمراد أفظن أن لن نقدر عليه؟ (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*)

القول الرابع: أن المراد ظن أن لن نقدر ونقضي عليه بالعقوبة فهو من التقدير والقضاء. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*, وابن عاشور*)

القول الخامس: أن يكون من باب التمثيل، بمعنى: فكانت حاله ممثلة بحال من ظن أن لن نقدر عليه في مراغمته قومه، من غير انتظار لأمر الله. (ذكره الزمخشري*, والرازي*)


(وعند ابن عاشور* تأويلان آخران)
قال ابن عاشور: "وعندي فيه تأويلان آخران وهما:
أنه ظن وهو في جوف الحوت أن الله غير مخلصه في بطن الحوت لأنه رأى ذلك مستحيلاً عادة, وعلى هذا يكون التعقيب بحسب الواقعة، أي: ظن بعد أن ابتلعه الحوت.
أو أنه ظن بحسب الأسباب المعتادة أنه يهاجر من دار قومه، ولم يظن أن الله يعوقه عن ذلك إذ لم يسبق إليه وحي من الله".
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى