صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (115)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الروم": (وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ)
القول الصحيح أن الضمير في قوله: (فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا) يعود على الزرع والنبات.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في قوله: (فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا) على ماذا يعود الضمير على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه يعود على الزرع والنبات (اقتصر على هذا القول ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, وابن كثير*, وابن عاشور*) (ورجحه ابن عطية*) (وذكره الزمخشري*, وصاحب الظلال*)
(واقتصر عليه كذلك الشنقيطي عند تفسير قوله تعالى في سورة الزمر: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا).
وهذا القول هو الصحيح.
ومما يدل على ذلك سياق الآيات.
حيث يقول الله تعالى قبل هذه الآية: (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
وقد وصف الله تعالى الزرع بالاصفرار في آيات أخرى.
كقوله في سورة الزمر: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا)
وقوله في سورة الحديد: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا)
ولذلك قال: (فرأوه) وهذا الضمير الأصل أنه يعود على مذكر.
القول الثاني: أنه يعود إلى الريح (اقتصر عليه الرازي*) (وذكره صاحب الظلال*) (وضعفه ابن عطية*)
قال القرطبي: "الريح يجوز تذكيره. قال محمد بن يزيد: لا يمتنع تذكير كل مؤنث غير حقيقي، نحو أعجبني الدار وشبهه".
القول الثالث: أنه يعود على السحاب. (ذكره الزمخشري*) (وضعفه ابن عطية*) (وذكر الأقوال الثلاثة القرطبي*)
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الروم": (وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ)
القول الصحيح أن الضمير في قوله: (فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا) يعود على الزرع والنبات.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في قوله: (فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا) على ماذا يعود الضمير على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه يعود على الزرع والنبات (اقتصر على هذا القول ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, وابن كثير*, وابن عاشور*) (ورجحه ابن عطية*) (وذكره الزمخشري*, وصاحب الظلال*)
(واقتصر عليه كذلك الشنقيطي عند تفسير قوله تعالى في سورة الزمر: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا).
وهذا القول هو الصحيح.
ومما يدل على ذلك سياق الآيات.
حيث يقول الله تعالى قبل هذه الآية: (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
وقد وصف الله تعالى الزرع بالاصفرار في آيات أخرى.
كقوله في سورة الزمر: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا)
وقوله في سورة الحديد: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا)
ولذلك قال: (فرأوه) وهذا الضمير الأصل أنه يعود على مذكر.
القول الثاني: أنه يعود إلى الريح (اقتصر عليه الرازي*) (وذكره صاحب الظلال*) (وضعفه ابن عطية*)
قال القرطبي: "الريح يجوز تذكيره. قال محمد بن يزيد: لا يمتنع تذكير كل مؤنث غير حقيقي، نحو أعجبني الدار وشبهه".
القول الثالث: أنه يعود على السحاب. (ذكره الزمخشري*) (وضعفه ابن عطية*) (وذكر الأقوال الثلاثة القرطبي*)
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/