النوال... (114) (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (114)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الكهف": (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي)
وقال في سورة "لقمان" (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

المداد هو الحبر الذي يكتب به, سمي المداد مداداً لإمداده الكاتب.
ونفد أي: فني وانتهى.
والمعنى لو كان ماء البحر مداداً وحبراً لقلم تكتب به كلمات الله الدالة على علمه وحكمته وآياته وصفاته وعظمته لفني البحر ولم تنفد كلمات الله الدالة على ذلك.

وقوله: (ولو جئنا بمثله مدداً) أي: ولو جئنا بمثل ماء البحر مدداً وزيادة لنفد أيضاً قبل أن تنفد كلمات الله.

وقال في سورة لقمان (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
والمعنى: لو أن جميع أشجار الأرض بريت أقلاماً وجعل البحر ومعه سبعة أبحر حبراً فكتبت بها كلمات الله لفنيت الأقلام والبحار ولم تنفد كلمات الله.

قال الحسن: "لو جعل شجر الأرض أقلاماً، وجعل البحور مداداً، وقال الله: إن من أمري كذا، ومن أمري كذا، لنفد ماء البحور وتكسرت الأقلام".

قال صاحب الظلال: "ولقد يدرك البشر الغرور بما يكشفونه من أسرار في أنفسهم وفي الآفاق، فتأخذهم نشوة الظفر العلمي، فيحسبون أنهم علموا كل شيء، أو أنهم في الطريق! ولكن المجهول يواجههم بآفاقه المترامية التي لا حد لها، فإذا هم ما يزالون على خطوات من الشاطئ، والخضم أمامهم أبعد من الأفق الذي تدركه أبصارهم".
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى