صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (105)
اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الكهف": (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا)
قوله: (مَطْلِعَ الشَّمْسِ) المراد: جهة أقصى المشرق من سلطانه ومملكته.
والقول الأقرب أن المراد بقوله: (لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا) قرب الشمس منهم وفعلها فيهم ونيلها منهم.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في قوله: (وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه لا جبل هناك ولا شجر، وأرضهم لا تحتمل بناء، فكانوا يغورون في المياه، أو يدخلون في الأسراب اتقاء حر الشمس (اقتصر عليه ابن جرير*, وابن كثير*) (وذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
القول الثاني: أنهم كانوا عراة ليس لهم ما يسترهم شيء (ذكره البغوي*, والزمخشري*, والرازي*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
القول الثالث: أن المراد قرب الشمس منهم وفعلها فيهم ونيلها منهم. (انفرد به ابن عطية*)
قال ابن عطية: "والظاهر من اللفظ أنها عبارة بليغة عن قرب الشمس منهم وفعلها، لقدرة الله تعالى فيهم، ونيلها منهم، ولو كان لهم أسراب تغني لكان ستراً كثيفاً، وإنما هم في قبضة القدرة، سواء كان لهم أسراب أو دور أو لم يكن، ألا ترى أن الستر عندنا نحن إنما هو من السحاب والغمام وبرد الهواء، ولو سلط الله علينا الشمس لأحرقتنا، فسبحان المنفرد بالقدرة التامة"اهـ
قلت: قول ابن عطية هو الأقوى والأقرب.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "الكهف": (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا)
قوله: (مَطْلِعَ الشَّمْسِ) المراد: جهة أقصى المشرق من سلطانه ومملكته.
والقول الأقرب أن المراد بقوله: (لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا) قرب الشمس منهم وفعلها فيهم ونيلها منهم.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في قوله: (وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا) على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه لا جبل هناك ولا شجر، وأرضهم لا تحتمل بناء، فكانوا يغورون في المياه، أو يدخلون في الأسراب اتقاء حر الشمس (اقتصر عليه ابن جرير*, وابن كثير*) (وذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
القول الثاني: أنهم كانوا عراة ليس لهم ما يسترهم شيء (ذكره البغوي*, والزمخشري*, والرازي*, وابن عاشور*, وصاحب الظلال*)
القول الثالث: أن المراد قرب الشمس منهم وفعلها فيهم ونيلها منهم. (انفرد به ابن عطية*)
قال ابن عطية: "والظاهر من اللفظ أنها عبارة بليغة عن قرب الشمس منهم وفعلها، لقدرة الله تعالى فيهم، ونيلها منهم، ولو كان لهم أسراب تغني لكان ستراً كثيفاً، وإنما هم في قبضة القدرة، سواء كان لهم أسراب أو دور أو لم يكن، ألا ترى أن الستر عندنا نحن إنما هو من السحاب والغمام وبرد الهواء، ولو سلط الله علينا الشمس لأحرقتنا، فسبحان المنفرد بالقدرة التامة"اهـ
قلت: قول ابن عطية هو الأقوى والأقرب.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/