صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (104)
اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "يوسف": (فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ)
القول الراجح أن جواب قوله: (فَلَمَّا) قوله: (أوحينا) ودخلت الواو في الجواب.
أي: فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب جاء الوحي من الله ليوسف.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في جواب (فلما) أين هو على ستة أقوال:
القول الأول: أن الجواب قوله: (أوحينا) ودخلت الواو في الجواب.
(اقتصر على هذا القول البغوي*) (وذكره القرطبي*, والشنقيطي*) (وذكره ابن عاشور* وقال: فيه نظر)
وهذا القول هو الراجح, فهو كقوله تعالى: (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنادَيْناهُ)
أي: فلما أسلما وتله للجبين وكاد أن يفعل جاء النداء من الله تبارك وتعالى.
وهكذا هنا فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب جاء الوحي من الله ليوسف.
فإن المراد والله أعلم بيان الجانب الآخر من الحدث, وهو الوحي والنداء.
ففي لحظة بروز الشدة والضيق الشديد واليأس يأتي النداء والوحي بهدية الفرج واليسر.
القول الثاني: أن الجواب قوله: (أجمعوا) (اقتصر عليه ابن جرير*, وابن عطية*)
القول الثالث: أنه محذوف وتقديره (جعلوه فيها) (اقتصر عليه الرازي*) (وذكره القرطبي*, والشنقيطي*, وابن عاشور*)
القول الرابع: أنه محذوف وتقديره (فعلوا به ما فعلوا من الأذى) (اقتصر عليه الزمخشري*) (وذكره الشنقيطي*)
القول الخامس: أن تقديره (عظمت فتنتهم) (ذكره القرطبي*, والشنقيطي*)
القول السادس: أن الجواب قوله: (قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق) (ذكره القرطبي*, والشنقيطي*)
قلت: الأقوال الثلاثة الأخيرة واضح ضعفها.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.
قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "يوسف": (فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ)
القول الراجح أن جواب قوله: (فَلَمَّا) قوله: (أوحينا) ودخلت الواو في الجواب.
أي: فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب جاء الوحي من الله ليوسف.
والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في جواب (فلما) أين هو على ستة أقوال:
القول الأول: أن الجواب قوله: (أوحينا) ودخلت الواو في الجواب.
(اقتصر على هذا القول البغوي*) (وذكره القرطبي*, والشنقيطي*) (وذكره ابن عاشور* وقال: فيه نظر)
وهذا القول هو الراجح, فهو كقوله تعالى: (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنادَيْناهُ)
أي: فلما أسلما وتله للجبين وكاد أن يفعل جاء النداء من الله تبارك وتعالى.
وهكذا هنا فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب جاء الوحي من الله ليوسف.
فإن المراد والله أعلم بيان الجانب الآخر من الحدث, وهو الوحي والنداء.
ففي لحظة بروز الشدة والضيق الشديد واليأس يأتي النداء والوحي بهدية الفرج واليسر.
القول الثاني: أن الجواب قوله: (أجمعوا) (اقتصر عليه ابن جرير*, وابن عطية*)
القول الثالث: أنه محذوف وتقديره (جعلوه فيها) (اقتصر عليه الرازي*) (وذكره القرطبي*, والشنقيطي*, وابن عاشور*)
القول الرابع: أنه محذوف وتقديره (فعلوا به ما فعلوا من الأذى) (اقتصر عليه الزمخشري*) (وذكره الشنقيطي*)
القول الخامس: أن تقديره (عظمت فتنتهم) (ذكره القرطبي*, والشنقيطي*)
القول السادس: أن الجواب قوله: (قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق) (ذكره القرطبي*, والشنقيطي*)
قلت: الأقوال الثلاثة الأخيرة واضح ضعفها.
والله تعالى أعلم.
للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/