محمد محمود إبراهيم عطية
Member
هذا من الأدب الذي فيه رعاية من يشرب معه ، كما أن فيه رعاية نفسه أيضًا ، فربما تقذره هو - كما يتقذره الآخرون - إذا رأى فيه شيئًا خرج من تنفسه أو نفخه في الإناء .
في الصحيحين عَنْ أَبِى قَتَادَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَتَنَفَّسَ فِي الإِنَاءِ .
وروى أحمد وأبو داود والترمذي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الْإِنَاءِ ، أَوْ يُنْفَخَ فِيهِ .
قال ابن القيم - رحمه الله : وأما النفخ في الشراب فإنه يكسبه من فم النافخ رائحة كريهة يعاف لأجلها ، ولا سيما إن كان متغير الفم ؛ وبالجملة : فأنفاس النافخ تخالطه ، ولهذا جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين النهي عن التنفس في الإناء ، والنفخ فيه في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الْإِنَاءِ ، أَوْ يُنْفَخَ فِيهِ .ا.هـ .
وروى أبو يعلى والحاكم وصححه عَن أبي هُرَيرة رضي الله عنه قال : قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم : " لا يتنفس أحدكم في الإناء إذا كان يشرب فيه ، ولكن إذا أراد أن يتنفس فليؤخر ، ثم ليتنفس " .
ومعنى ( الْقَذَاةُ أَرَاهَا فِي الْإِنَاءِ ) أي : القشة ، أو شيء تستقذره النفس ، فيريد أن يبعده بنفخة ؛ قال : " أَهْرِقْهَا " أي : لا تبعده بالنفخ ، ولكن أهرقها ، أي : اسكب من الماء ما ينزل معه هذه القذاة .
ثم بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم لمن أراد أن يتنفس كيف يفعل ، فقال : " ولكن إذا أراد أن يتنفس فليؤخر ، ثم ليتنفس " أي : يؤخر الإناء عن فمه ، ثم يتنفس .