مساعد الطيار
مستشار
- إنضم
- 15/04/2003
- المشاركات
- 1,698
- مستوى التفاعل
- 5
- النقاط
- 38
الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين المبعوث للثقلين ، محمد بن عبد الله ، وعلى آله الطيبين ، وصحابته الغرِّ الميامين ، وعلى تابعيهم ومن تبعهم إلى يوم الدين ، أما بعد :
فقد كان يُلحُّ عليَّ بعض الأصحاب في فتح درس في علوم القرآن ؛ نظرًا لخلوِّ مدارس المساجد من هذه المادة الهامَّة ، وكنت أقدِّم رجلاً وأُأخِّر أخرى ؛ تهيُّبًا لهذا الموضوع ، وخشية من ازدحام الوقت فيضعف التحضير لهذه المادة العلمية ، وما زلت أُمنِّي النفس به ، وأرجو أن يحصل ، حتى كان ما كان ، إذ ألحَّ عليَّ أخوين كريمين من أهل مكة في أن أفتح درسًا شهريًّا في الإتقان يكون في يوم واحد منه بواقع ثلاثة دروس ، فاستجبت لهما تحت إلحاحهما ، وتركت الأمر لله يفعل ما يشاء .
ولما رأيت الأمر يتوجَّه عمدت إلى جلسة التفسير التي أعقدها في تفسير الطبري ، فاقترحت على من يحضر معي أن نجعل نصف ساعة للإتقان نتدارسه ونعلق عليه بما يمُنُّ الله به ، فكان ولله الحمد نافعًا مفيدًا . واستمر الحال كذلك حتى بدأت بإلقاء هذه الدروس في مكة المكرمة ، فكانت بدايتها في شهر محرم من سنة 1426 ، حيث ألقيت ثلاثة دروس في مقدمة تشمل ( علوم القرآن .. المصطلح ومراحل النشأة والكتب ) ، وقد ظهر لي في ألقائها فوائد جديدة تتعلق بعلوم القرآن ، فلله الحمد والمنَّة ، ثم ألقيت في شهر صفر من هذا العام ثلاثة دروس ، وقد شملت مقدمة كتاب الإتقان ، والنوع الأول من أنواع علوم القرآن ( المكي والمدني ) ، وقد رأيت ـ بعد الاستشارة ـ أن أطرح في الملتقى خلاصة ما ألقيه من هذه الدروس على أسلوب التعليق والنُّكت ، فأذكر ذلك في نقاطٍ لتكون أيسر وأضبط .
وإني إذ أطرح ذلك لأرجو أن يُتحفني إخواني باقتراحاتهم حول دراسة هذا الكتاب الذي صار أصلاً من أصول كُتب علوم القرآن ، وأتمنى أن يسددوا ما يرون من نقص فيما أكتب ، والله أسأل لي ولكم التوفيق والسداد .
هذا ، وقد سمَّيت هذه التعليقات بهذا العنوان :
[align=center]النكت على الإتقان في علوم القرآن[/align]
تيمُّنًا بفعل أسلافنا من العلماء ، ولأنَّ المقصود ليس شرح الكتاب بحذافيره ، وإنما التعليق على ما يحتاج إلى تعليق ، والتنبيه على لطائف وفوائد ومستدركات ، فأسأل الله في ذلك المعونة التوفيق ، إنه سميع مجيب .
قال السيوطي :
(1 :4 ) ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين إذ لم يدونوا كتابا في أنواع علوم القرآن كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث فسمعت شيخنا أستاذ الأستاذين وإنسان عين الناظرين خلاصة الوجود علامة الزمان فخر العصر وعين الأوان أبا عبد الله محيي الدين الكافيجي مد الله في أجله وأسبغ عليه ظله يقول : » قد دونت في علوم التفسير كتابا لم أسبق إليه « ، فكتبته عنه ، فإذا هو صغير الحجم جدا وحاصل ما فيه بابان الأول في ذكر معنى التفسير والتأويل والقرآن والسورة والآية والثاني في شروط القول فيه بالرأي وبعدهما خاتمة في آداب العالم والمتعلم فلم يشف لي ذلك غليلا ولم يهدني إلى المقصود سبيلا .
التعليق :
1 ـ الكافيجي : محمد بن سليمان ( ت : 879 ) لُقِّب بذلك لكثرة اشتغالة بالكافية في النحو لابن الحاجب .
2 ـ يُفهم من قوله : » مد الله في أجله وأسبغ عليه ظله « يشير إلى أن السيوطي كتب كتابة قبل وفاة شيخه ؛ أي قبل سنة 879 ، والله أعلم .
3 ـ جاء عنوان كتاب الكافيجي في أحد النسخ التي اعتمد عليها محقق الكتاب ناصر بن محمد المطرودي ( التيسير في قواعد علم التفسير ) .
4 ـ استفاد السيوطي من كتاب الكافيجي ـ على صغر حجمه ـ في كتابية التحبير والإتقان .
5 ـ اختزل السيوطي ذكر عناوين كتاب شيخة ، وكذا ذكر أنواع العلوم التي تطرَّق إليها ، أو أشار إليها ، ويظهر هذا بقراءة ما دوَّنه الكافيَجي ، وموازنته بعرض السيوطي لكتاب ( التيسير في قواعد علم التفسير ).
فالباب الأول : الذي قال عنه السيوطي : » الأول في ذكر معنى التفسير والتأويل والقرآن والسورة والآية « فيه عدد من المسائل المتعلقة بعلوم القرآن ، منها : حكم التفسير بالرأي ، والعلوم التي يحتاج إليها المفسر ، وإعجاز القرآن ، ووجوب التواتر في نقل القرآن ، وشروط القراءة الصحيحة ، والمحكم والمتشابه ، ونزول القرآن ، وأسباب النُّزول « . أفاده محقق كتاب التيسير .
قال السيوطي :
(1 : 4 ) قال : » ثم أوقفني شيخنا شيخ مشايخ الإسلام قاضي القضاة وخلاصة الأنام حامل لواء المذهب المطلبي علم الدين البلقيني رحمه الله تعالى على كتاب في ذلك لأخيه قاضي القضاة جلال الدين سماه ( مواقع العلوم من مواقع النجوم ) فرأيته تأليفا لطيفا ومجموعا ظريفا ذا ترتيب وتقرير وتنويع وتحبير .
قال في خطبته قد اشتهرت عن الإمام الشافعي رضي الله عنه مخاطبة لبعض خلفاء بني العباس فيها ذكر بعض أنواع القرآن يحصل منها لمقصدنا الاقتباس وقد صنف في علوم الحديث جماعة في القديم والحديث وتلك الأنواع في سنده دون متنه وفي مسنديه وأهل فنه وأنواع القرآن شاملة وعلومه كاملة فأردت أن أذكر في هذا التصنيف ما وصل إلى علمي مما حواه القرآن الشريف من أنواع علمه المنيف وينحصر في أمور
الأمر الأول مواطن النزول وأوقاته ووقائعه وفي ذلك اثنا عشر نوعا المكي المدني السفري الحضري الليلي النهاري الصيفي الشتائي الفراشي النومي أسباب النزول أول ما نزل آخر ما نزل
الأمر الثاني السند وهو ستة أنواع المتواتر الآحاد الشاذ قراءات النبي e الرواة الحفاظ
الأمر الثالث الأداء وهو ستة أنواع الوقف الابتداء الإمالة المد تخفيف الهمزة الإدغام
الأمر الرابع : الألفاظ وهو سبعة أنواع الغريب المعرب المجاز المشترك المترادف الاستعارة التشبيه .
الأمر الخامس المعاني المتعلقة بالأحكام وهو أربعة عشر نوعا العام الباقي على عمومه العام المخصوص العام الذي أريد به الخصوص ما خص فيه الكتاب السنة ما خصصت فيه السنة الكتاب المجمل المبين المؤول المفهوم المطلق المقيد الناسخ والمنسوخ نوع من الناسخ والمنسوخ وهو ما عمل به من الأحكام مدة معينة والعامل به واحد من المكلفين
الأمر السادس : المعاني المتعلقة بالألفاظ وهو خمسة أنواع الفصل الوصل الإيجاز الإطناب القصر .
وبذلك تكملت الأنواع خمسين ومن الأنواع ما لا يدخل تحت الحصر الأسماء الكنى الألقاب المبهمات فهذا نهاية ما حصر من الأنواع هذا آخر ما ذكره القاضي جلال الدين في الخطبة ثم تكلم في كل نوع منها بكلام مختصر يحتاج إلى تحرير وتتمات وزوائد مهمات فصنفت في ذلك كتابا سميته التحبير في علوم التفسير ضمنته ما ذكر البلقيني من الأنواع مع زيادة مثلها وأضفت إليه فوائد سمحت القريحة بنقلها
التعليق :
1 ـ علم الدين البلقيني : صالح بن عمر بن رسلان ( ت : 868 ) .
2 ـ جلال الدين البلقيني : عبد الرحمن بن عمر بن رسلان ( ت : 824 ) .
3 ـ تقسيم البلقيني ( ت : 824 ) من أنفس التقاسيم ، حيث عمدَ إلى نوعٍ كلي ثم ذكر ما يندرج تحته .
4 ـ يظهر أثر التصنيف في العلوم على تقسيم البلقيني ( ت : 824 ) لأنواع علوم القرآن في أمرين
الأول : أنه أراد أن يناظر بعلوم الحديث ، فيجعل كتابًا يحتوي على علوم القرآن كما هو الواقع في علوم الحديث .
وهذا الأمر قد سبق إليه الزركشي ( ت : 794 ) كما سيأتي ، و أشار إليه السيوطي في خطبة كتابه الإتقان بقوله : » ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين إذ لم يدونوا كتابا في أنواع علوم القرآن كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث « .
كما أشار إلى ذلك في مقدمة كتابه التحبير فقال : » وإن مما أهمل المتقدمون تدوينه حتى تحلى في آخر الزمان بأحسن زينة علم التفسير الذي هو كمصطلح الحديث فلم يدونه أحد لا في القديم ولا في الحديث حتى جاء شيخ الإسلام وعمدة الأنام علامة العصر قاضي القضاة جلال الدين البلقيني رحمه الله تعالى فعمل فيه كتابه مواقع العلوم من مواقع النجوم « .
الثاني : أنَّ من الأقسام الستة ما هو من علوم مشاركة ، وليس من صلب علوم القرآن ، وقد أخذ من هذه العلوم مصطلحاتها ، فذكرها ، وإليك التفصيل :
قوله : » الأمر الثاني السند وهو ستة أنواع المتواتر الآحاد الشاذ قراءات النبي الرواة الحفاظ « هذا التقسيم مأخوذ من مصطلح الحديث .
قوله : » الأمر الرابع : الألفاظ وهو سبعة أنواع الغريب المعرب المجاز المشترك المترادف الاستعارة التشبيه « . هذا مأخوذ من علوم اللغة .
قوله : » الأمر الخامس المعاني المتعلقة بالأحكام وهو أربعة عشر نوعا العام الباقي على عمومه العام المخصوص العام الذي أريد به الخصوص ما خص فيه الكتاب السنة ما خصصت فيه السنة الكتاب المجمل المبين المؤول المفهوم المطلق المقيد الناسخ والمنسوخ نوع من الناسخ والمنسوخ وهو ما عمل به من الأحكام مدة معينة والعامل به واحد من المكلفين « . هذا مأخوذ من علم أصول الفقه .
قوله : » الأمر السادس : المعاني المتعلقة بالألفاظ وهو خمسة أنواع الفصل الوصل الإيجاز الإطناب القصر « . هذا مأخوذ من علم البلاغة .
5 ـ قول البلقيني في الأمر الرابع : » المعاني المتعلقة بالأحكام « ، يمكن الاصطلاح عليها بعبارة ( عوارض الألفاظ ) .
6 ـ قول البلقيني في الأمر السادس : » المعاني المتعلقة بالألفاظ « يمكن الاصطلاح عليها بعلم البلاغة ، أو ينبَّه أنها من جهة البلاغة × لأنه مرَّ في الأمر الرابع قوله : » الألفاظ ، وهي سبعة أنواع ... « .
قال السيوطي :
( 1 : 6 ) : » هذا آخر ما ذكره القاضي جلال الدين في الخطبة ثم تكلم في كل نوع منها بكلام مختصر يحتاج إلى تحرير وتتمات وزوائد مهمات فصنفت في ذلك كتابا سميته ( التحبير في علوم التفسير ) ضمنته ما ذكر البلقيني من الأنواع مع زيادة مثلها وأضفت إليه فوائد سمحت القريحة بنقلها
وقلت في خطبته أما بعد فإن العلوم وإن كثر عددها وانتشر في الخافقين مددها فغايتها بحر قعره لا يدرك ونهايتها طود شامخ لا يستطاع إلى ذروته أن يسلك ولهذا يفتح لعالم بعد آخر من الأبواب ما لم يتطرق إليه من المتقدمين الأسباب وإن مما أهمل المتقدمون تدوينه حتى تحلى في آخر الزمان بأحسن زينة علم التفسير الذي هو كمصطلح الحديث فلم يدونه أحد لا في القديم ولا في الحديث حتى جاء شيخ الإسلام وعمدة الأنام علامة العصر قاضي القضاة جلال الدين البلقيني رحمه الله تعالى فعمل فيه كتابه مواقع العلوم من مواقع النجوم فنقحه وهذبه وقسم أنواعه ورتبه ولم يسبق إلى هذه المرتبة فإنه جعله نيفا وخمسين نوعا منقسمة إلى ستة أقسام وتكلم في كل نوع منها بالمتين من الكلام فكان كما قال الإمام أبو السعادات ابن الأثير في مقدمة نهايته كل مبتدئ لشيء لم يسبق إليه ومبتدع أمرا لم يتقدم فيه عليه فإنه يكون قليلا ثم يكثر وصغيرا ثم يكبر
فظهر لي استخراج أنواع لم يسبق إليها وزيادة مهمات لم يستوف الكلام عليها فجردت الهمة إلى وضع كتاب في هذا العلم وأجمع به إن شاء الله تعالى شوارده وأضم إليه فوائده وأنظم في سلكه فرائده لأكون في إيجاد هذا العلم ثاني اثنين وواحدا في جمع الشتيت منه كألف أو كألفين ومصيرا فني التفسير والحديث في استكمال التقاسيم إلفين وإذ برز نور كمامه وفاح وطلع بدر كماله ولاح وأذن فجره بالصباح ونادى داعيه بالفلاح سميته ( التحبير في علوم التفسير ) .
ثمَّ ذكر فهرس الأنواع التي كتبها في التحبير ، ثم قال ( 1 : 10 ) : » وهذا آخر ما ذكرته في خطبة التحبير وقد تم هذا الكتاب ولله الحمد من سنة اثنتين وسبعين وكتبه من هو في طبقة أشياخي من أولي التحقيق « .
التعليق :
1 ـ أن السيوطي جعل كتاب البُلقيني أصلاً لكتابه التحبير ، وزاد عليه زيادات .
2 ـ أن اطلاع السيوطي على كتاب البلقيني كان متقدِّمًا جدًّا ، حيث اعتمده في التحبير ، وهو قبل الإتقان .
وقد ذكر سنة الانتهاء من كتاب التحبير ، وهي ( 872 ) ، ويلاحظ أن شيخه الكافيجي توفي سنة ( 879 ) ، وقد قال عنه : » مد الله في أجله « مما يعني أنَّ تأليف الإتقان كان بين سنة (872 ) وسنة ( 879 ).
3 ـ كان المقصد من تأليف التحبير ما ذكره في قوله ( 1 : 6 ) : » فظهر لي استخراج أنواع لم يَسبِق إليها وزيادة مهمات لم يستوف الكلام عليها فجردت الهمة إلى وضع كتاب في هذا العلم وأجمع به إن شاء الله تعالى شوارده وأضم إليه فوائده وأنظم في سلكه فرائده « .
وهذا يعني أنه يريد تكميل كتاب البلقيني فقط ، ولم يدَّعِ أنه سبق سبقًا مطلقًا إلى ما زاده على البلقيني ، بل هو ـ في أغلب زياداته ـ ناقلٌ .
وردت عبارة : » لم يسبق « في التحبير على النحو الآتي : » لم أُسبق « ، ويظهر لي أن ما في الإتقان أدق ؛ لأنه بنى كتابه على كتاب البلقيني ، فهو يوازن زياداته وسبقه به ، وليس بمطلق سبقه غيره من العلماء ، والله أعلم .
4 ـ يلاحظ أنه في مقدمته للتحبير ، وذكره للأنواع نصَّ على الزيادات التي زادها على البلقيني ، ولما نقلها إلى الإتقان لم ينصَّ على هذه الزيادات .
5 ـ يمكن القول بأن أغلب كتاب البلقيني بين يدينا ، وذلك بتجريد زيادات السيوطي التي نصَّ عليها .
6 ـ كما اعتمد السيوطي على كتاب البلقيني وزاد عليه في التحبير ، فإنه اعتمد عليه اعتمادًا كليًّا في كتابه ( النُّقاية ) ، فذكر أنواع البلقيني نفسها ، ولم يزد عليها ، وبهذا يمكن موازنة الأنواع وأمثلتها بين ما ذكره في التحبير وما ذكره في رسالة أصول التفسير من كتاب النُّقاية .
قال السيوطي :
( 1 : 10 ) : » ثم خطر لي بعد ذلك أن أؤلف كتابا مبسوطا ومجموعا مضبوطا أسلك فيه طريق الإحصاء وأمشي فيه على منهاج الاستقصاء هذا كله وأنا أظن أني متفرد بذلك غير مسبوق بالخوض في هذه المسالك فبينا أنا أجيل في ذلك فكرا أقدم رجلا وأؤخر أخرى إذ بلغني أن الشيخ الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي أحد متأخري أصحابنا الشافعيين ألف كتابا في ذلك حافلا يسمى البرهان في علوم القرآن فتطلبته حتى وقفت عليه فوجدته قال في خطبته :
لما كانت علوم القرآن لا تحصى ومعانيه لا تستقصى وجبت العناية بالقدر الممكن ومما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث فاستخرت الله تعالى وله الحمد في وضع كتاب في ذلك جامع لما تكلم الناس في فنونه وخاضوا في نكته وعيونه وضمنته من المعاني الأنيقة والحكم الرشيقة ما بهر القلوب عجبا ليكون مفتاحا لأبوابه عنوانا على كتابه معينا للمفسر على حقائقه مطلعا على بعض أسراره ودقائقه وسميته البرهان في علوم القرآن وهذه فهرست أنواعه ... « .
ثم ذكر سبعة وأربعين نوعًا ثم قال : » واعلم أنه ما من نوع من هذه الأنواع إلا ولو أراد الإنسان استقصاءه لاستفرغ عمره ثم لم يحكم أمره ولكن اقتصرنا من كل نوع على أصوله والرمز إلى بعض فصوله فإن الصناعة طويلة والعمر قصير وماذا عسى أن يبلغ لسان التقصير .
هذا آخر كلام الزركشي في خطبته
التعليق :
1 ـ أنه حين تصنيف كتابه التحبير لم يكن اطلع على برهان الزركشي ( ت : 794 ) .
2 ـ من تقدم وفاة الزركشي على شيخ شيوخ السيوطي جلال الدين البلقيني ( ت : 824 ) ، وعلى شيخ السيوطي الكافيجي ( ت : 879 ) ، وادعاؤهما عدم الاطلاع على مؤلف سابق في هذا العلم = ما يدل على عدم اطلاعهما على كتاب الزركشي ، والله أعلم .
3 ـ أنه قصد تأليف الإتقان بعد انتهائه من التحبير ، وبعد اطلاعه على البرهان للزركشي .
4 ـ أن الزركشي لم يذكر سابقًا له ابتدع هذا التصنيف ، وبهذا يكون أول من قصد جمع علوم القرآن جمعًا مستوعبًا .
5 ـ توافق الزركشي والبلقيني وكذا السيوطي في التنظير بعلوم الحديث في التأليف .
6 ـ من أهداف تأليف كتاب البرهان أن يكون معينًا للمفسر على حقائقه ، ومطلعًا على بعض أسراره ودقائقه .
قال السيوطي ( 1 : 14 ) : » ولما وقفت على هذا الكتاب ازددت به سرورا وحمدت الله كثيرا وقوي العزم على إبراز ما أضمرته وشددت الحزم في إنشاء التصنيف الذي قصدته فوضعت هذا الكتاب العلي الشان الجلي البرهان الكثير الفوائد والإتقان ورتبت أنواعه ترتيبا أنسب من ترتيب البرهان وأدمجت بعض الأنواع في بعض وفصلت ما حقه أن يبان وزدته على ما فيه من الفوائد والفرائد والقواعد والشوارد ما يشنف الآذان وسميته ب الإتقان في علوم القرآن وسترى في كل نوع منه إن شاء الله تعالى ما يصلح أن يكون بالتصنيف مفردا وستروى من مناهله العذبة ريا لا ظمأ بعده أبدا وقد جعلته مقدمة للتفسير الكبير الذي شرعت فيه وسميته ب مجمع البحرين ومطلع البدرين الجامع لتحرير الرواية وتقرير الدراية ومن الله استمد التوفيق والهداية والمعونة والرعاية إنه قريب مجيب وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وهذه فهرست أنواعه ... « .
ثم قال بعد أن عدَّها (1 : 17 ـ 18 ) : » فهذه ثمانون نوعا على سبيل الإدماج ولو نوعت باعتبار ما أدمجته في ضمنها لزادت على الثلاثمائة « .
التعليق :
1 ـ الفرح بالمواطأة من دأب العلماء ، فإنَّ ذلك يدل على صحة السلوك في العلم ، وعدم الانفراد والشذوذ .
2 ـ ترتيب الإتقان جاء نتيجة لعدد من ترتيبات سابقة له ، وذلك في ترتيب البلقيني والزركشي وترتيبه هو في التحبير .
3 ـ عمل السيوطي في الترتيب ـ فيما يراه أنسب من البرهان ـ على :
ـ إدماج بعض الأنواع في بعض .
ـ فصل ما حقُّه أن يُبان .
ـ الزيادة على ما عند الزركشي .
وبهذا صارت الأنواع عنده ثمانين نوعًا ، وعند البلقيني خمسين نوعًا ، وعنده في التحبير مائة واثنين ، وعند الزركشي سبعة وأربعين نوعًا .
4 ـ صلاحية كل نوع من الأنواع بالإفراد في التأليف ، مما يعني ثراء هذه الأنواع ، وإمكانية التفصيل والزيادة عليها .
5 ـ كما أنه يمكن بفصل هذه الأنواع وتشقيقها أن تصل إلى أكثر من الثلاثمائة ، وكذا عمد ابن عقيلة المكي في كتابه الزيادة والإحسان حيث شقَّق وفرَّق ما جمعه السيوطي .
6 ـ أن السيوطي جعل كتابه هذا مقدمة لتفسيره الكبير ( مجمع البحرين ومطلع البدرين الجامع لتحرير الرواية وتقرير الدراية ) ، وكأنه يشير بهذا إلى علاقة علوم القرآن بما يطرحه المفسرون في كتبهم كما مضت إشارة الزركشي له ، والله أعلم .
وهذا يقودنا إلى معرفة ما يحتاجه المفسر في صلب التفسير ، وإدراك المعنى المراد من الخطاب ، وما يحتاجه في مسائل التفسير من علوم تتعلق بالسورة أو بالآية ، وإن لم يٌبنَ عليها فهم مباشرٌ في المعنى ؛ إلا أنها تُعدُّ من علوم القرآن .
قال السيوطي ( 1 : 18 ) : » وغالب هذه الأنواع فيها تصانيف مفردة وقفت على كثير منها .
ومن المصنفات في مثل هذا النمط وليس في الحقيقة مثله ولا قريبا منه وإنما هي طائفة يسيرة ونبذة قصيرة فنون الأفنان في علوم القرآن لابن الجوزي وجمال القراء للشيخ علم الدين السخاوي والمرشد الوجيز في علوم تتعلق بالقرآن العزيز لأبي شامة والبرهان في مشكلات القرآن لأبي المعالي عزيزي بن عبد الملك المعروف بشيذلة وكلها بالنسبة إلى نوع من هذا الكتاب كحبة رمل في جنب رمل عالج ونقطة قطر في حيال بحر زاخر
وهذه أسماء الكتب التي نظرتها على هذا الكتاب ولخصته منها « .
وذكر أنواعها ، وهي : الكتب النقلية ، وكتب جوامع الحديث والمسانيد ، وكتب القراءات وتعلقات الأداء ، وكتب اللغات والغريب والعربية وإعراب ، وكتب الأحكام ومتعلقاتها ، وكتب الإعجاز وفنون البلاغة ، وكتب الرسم ، وكتب جامعة ، وتفاسير غير المحدِّثين .
التعليق :
1 ـ قوله : » وغالب هذه الأنواع فيها تصانيف مفردة وقفت على كثير منها « . سيذكرها عند كل نوع من هذه الأنواع ، وهذا يدل على سعة اطلاعه على الكتب المفردة في هذا العلم الذي قصد جمعه .
2 ـ ذكر بعض الكتب التي جمعت بعض أنواع علوم القرآن ، لكنها لم تستوعب ، وهذه الكتب هي :
ـ فنون الأفنان لابن الجوزي ( ت : 597 ) .
ـ جمال القراء للسخاوي ( ت : 643 ) .
ـ المرشد الوجيز في علوم تتعلق بالقرآن العزيز لأبي شامة ( ت : 665 ) .
ـ البرهان في مشكلات القرآن لأبي المعالي عزيزي بن عبد الملك المعروف بشيذلة ( ت : 494 ) .
وهذه الكتب سبق طرحها في اللقاءات السابقة تحت عنوان ( الجمع الجزئي ) ، وقد فات السيوطي منها بعضها وقد سبق ذكر بعضها في الدروس السابقة .
3 ـ هذه المراجع المتنوعة تدلُّ على أنَّ جمع علوم القرآن جمعًا كليًّا لم يطرأ إلا متأخِّرًا ، وكانت تلك المراجع زادًا يتزود به السيوطي لتنظيم أنواع علوم القرآن ، وإبراز موضوعاتها ومسائلها .
4 ـ يلاحظ أنه لم يذكر كتب أصول الفقه مع رجوعه إليها في تقرير المباحث المتعلقة بعوارض الألفاظ من تخصيص العام وتقييد المطلق وغيرها .
ملحوظات عامة على السيوطي ومنهجه في كتاب الإتقان :
أولاً : يلاحظ أنه لم يُعن ـ كما لم يُعن غيره من المتقدمين ـ بتعريف علوم القرآن كفنٍّ مدوَّنٍ .
ثانيًا : غلب على السيوطي في كتابه الجمع دون التحرير ، فالتحرير الموجودقٌليل بالنسبة للمنقول .
ثالثًا : وقع في تشقيق بعض أنواع علوم القرآن مما يمكن أن يكون تحت مسمى واحدٍ .
رابعًا : ذكر بعض أنواع العلوم التي هي من جنس واحدٍ ، ولم يستوعب ما يماثلها في الباب .
خامسًا : اختلاف المصطلح الذي استخدمه السيوطي في كتبه الثلاثة :
1 ـ علم التفسير في كتابه ( التحبير في علم التفسير ) ، وكتابه ( النُّقاية ) .
2 ـ علوم القرآن في كتابه ( الإتقان في علوم القرآن ) .
سادسًا : مما يحمد للسيوطي في كتابه هذا :
1 ـ جمع المتفرق ، وهذا مقصد من مقاصد التصنيف .
2 ـ في هذا الجمع حفظ نصوص من كتب مفقودة .
3 ـ ذكر المؤلفات في أنواع علوم القرآن .
4 ـ نسب الكتب إلى مؤلفيها ، بحيث يستفاد منه في إثبات الكتاب إلى مؤلفه .
فقد كان يُلحُّ عليَّ بعض الأصحاب في فتح درس في علوم القرآن ؛ نظرًا لخلوِّ مدارس المساجد من هذه المادة الهامَّة ، وكنت أقدِّم رجلاً وأُأخِّر أخرى ؛ تهيُّبًا لهذا الموضوع ، وخشية من ازدحام الوقت فيضعف التحضير لهذه المادة العلمية ، وما زلت أُمنِّي النفس به ، وأرجو أن يحصل ، حتى كان ما كان ، إذ ألحَّ عليَّ أخوين كريمين من أهل مكة في أن أفتح درسًا شهريًّا في الإتقان يكون في يوم واحد منه بواقع ثلاثة دروس ، فاستجبت لهما تحت إلحاحهما ، وتركت الأمر لله يفعل ما يشاء .
ولما رأيت الأمر يتوجَّه عمدت إلى جلسة التفسير التي أعقدها في تفسير الطبري ، فاقترحت على من يحضر معي أن نجعل نصف ساعة للإتقان نتدارسه ونعلق عليه بما يمُنُّ الله به ، فكان ولله الحمد نافعًا مفيدًا . واستمر الحال كذلك حتى بدأت بإلقاء هذه الدروس في مكة المكرمة ، فكانت بدايتها في شهر محرم من سنة 1426 ، حيث ألقيت ثلاثة دروس في مقدمة تشمل ( علوم القرآن .. المصطلح ومراحل النشأة والكتب ) ، وقد ظهر لي في ألقائها فوائد جديدة تتعلق بعلوم القرآن ، فلله الحمد والمنَّة ، ثم ألقيت في شهر صفر من هذا العام ثلاثة دروس ، وقد شملت مقدمة كتاب الإتقان ، والنوع الأول من أنواع علوم القرآن ( المكي والمدني ) ، وقد رأيت ـ بعد الاستشارة ـ أن أطرح في الملتقى خلاصة ما ألقيه من هذه الدروس على أسلوب التعليق والنُّكت ، فأذكر ذلك في نقاطٍ لتكون أيسر وأضبط .
وإني إذ أطرح ذلك لأرجو أن يُتحفني إخواني باقتراحاتهم حول دراسة هذا الكتاب الذي صار أصلاً من أصول كُتب علوم القرآن ، وأتمنى أن يسددوا ما يرون من نقص فيما أكتب ، والله أسأل لي ولكم التوفيق والسداد .
هذا ، وقد سمَّيت هذه التعليقات بهذا العنوان :
[align=center]النكت على الإتقان في علوم القرآن[/align]
تيمُّنًا بفعل أسلافنا من العلماء ، ولأنَّ المقصود ليس شرح الكتاب بحذافيره ، وإنما التعليق على ما يحتاج إلى تعليق ، والتنبيه على لطائف وفوائد ومستدركات ، فأسأل الله في ذلك المعونة التوفيق ، إنه سميع مجيب .
قال السيوطي :
(1 :4 ) ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين إذ لم يدونوا كتابا في أنواع علوم القرآن كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث فسمعت شيخنا أستاذ الأستاذين وإنسان عين الناظرين خلاصة الوجود علامة الزمان فخر العصر وعين الأوان أبا عبد الله محيي الدين الكافيجي مد الله في أجله وأسبغ عليه ظله يقول : » قد دونت في علوم التفسير كتابا لم أسبق إليه « ، فكتبته عنه ، فإذا هو صغير الحجم جدا وحاصل ما فيه بابان الأول في ذكر معنى التفسير والتأويل والقرآن والسورة والآية والثاني في شروط القول فيه بالرأي وبعدهما خاتمة في آداب العالم والمتعلم فلم يشف لي ذلك غليلا ولم يهدني إلى المقصود سبيلا .
التعليق :
1 ـ الكافيجي : محمد بن سليمان ( ت : 879 ) لُقِّب بذلك لكثرة اشتغالة بالكافية في النحو لابن الحاجب .
2 ـ يُفهم من قوله : » مد الله في أجله وأسبغ عليه ظله « يشير إلى أن السيوطي كتب كتابة قبل وفاة شيخه ؛ أي قبل سنة 879 ، والله أعلم .
3 ـ جاء عنوان كتاب الكافيجي في أحد النسخ التي اعتمد عليها محقق الكتاب ناصر بن محمد المطرودي ( التيسير في قواعد علم التفسير ) .
4 ـ استفاد السيوطي من كتاب الكافيجي ـ على صغر حجمه ـ في كتابية التحبير والإتقان .
5 ـ اختزل السيوطي ذكر عناوين كتاب شيخة ، وكذا ذكر أنواع العلوم التي تطرَّق إليها ، أو أشار إليها ، ويظهر هذا بقراءة ما دوَّنه الكافيَجي ، وموازنته بعرض السيوطي لكتاب ( التيسير في قواعد علم التفسير ).
فالباب الأول : الذي قال عنه السيوطي : » الأول في ذكر معنى التفسير والتأويل والقرآن والسورة والآية « فيه عدد من المسائل المتعلقة بعلوم القرآن ، منها : حكم التفسير بالرأي ، والعلوم التي يحتاج إليها المفسر ، وإعجاز القرآن ، ووجوب التواتر في نقل القرآن ، وشروط القراءة الصحيحة ، والمحكم والمتشابه ، ونزول القرآن ، وأسباب النُّزول « . أفاده محقق كتاب التيسير .
قال السيوطي :
(1 : 4 ) قال : » ثم أوقفني شيخنا شيخ مشايخ الإسلام قاضي القضاة وخلاصة الأنام حامل لواء المذهب المطلبي علم الدين البلقيني رحمه الله تعالى على كتاب في ذلك لأخيه قاضي القضاة جلال الدين سماه ( مواقع العلوم من مواقع النجوم ) فرأيته تأليفا لطيفا ومجموعا ظريفا ذا ترتيب وتقرير وتنويع وتحبير .
قال في خطبته قد اشتهرت عن الإمام الشافعي رضي الله عنه مخاطبة لبعض خلفاء بني العباس فيها ذكر بعض أنواع القرآن يحصل منها لمقصدنا الاقتباس وقد صنف في علوم الحديث جماعة في القديم والحديث وتلك الأنواع في سنده دون متنه وفي مسنديه وأهل فنه وأنواع القرآن شاملة وعلومه كاملة فأردت أن أذكر في هذا التصنيف ما وصل إلى علمي مما حواه القرآن الشريف من أنواع علمه المنيف وينحصر في أمور
الأمر الأول مواطن النزول وأوقاته ووقائعه وفي ذلك اثنا عشر نوعا المكي المدني السفري الحضري الليلي النهاري الصيفي الشتائي الفراشي النومي أسباب النزول أول ما نزل آخر ما نزل
الأمر الثاني السند وهو ستة أنواع المتواتر الآحاد الشاذ قراءات النبي e الرواة الحفاظ
الأمر الثالث الأداء وهو ستة أنواع الوقف الابتداء الإمالة المد تخفيف الهمزة الإدغام
الأمر الرابع : الألفاظ وهو سبعة أنواع الغريب المعرب المجاز المشترك المترادف الاستعارة التشبيه .
الأمر الخامس المعاني المتعلقة بالأحكام وهو أربعة عشر نوعا العام الباقي على عمومه العام المخصوص العام الذي أريد به الخصوص ما خص فيه الكتاب السنة ما خصصت فيه السنة الكتاب المجمل المبين المؤول المفهوم المطلق المقيد الناسخ والمنسوخ نوع من الناسخ والمنسوخ وهو ما عمل به من الأحكام مدة معينة والعامل به واحد من المكلفين
الأمر السادس : المعاني المتعلقة بالألفاظ وهو خمسة أنواع الفصل الوصل الإيجاز الإطناب القصر .
وبذلك تكملت الأنواع خمسين ومن الأنواع ما لا يدخل تحت الحصر الأسماء الكنى الألقاب المبهمات فهذا نهاية ما حصر من الأنواع هذا آخر ما ذكره القاضي جلال الدين في الخطبة ثم تكلم في كل نوع منها بكلام مختصر يحتاج إلى تحرير وتتمات وزوائد مهمات فصنفت في ذلك كتابا سميته التحبير في علوم التفسير ضمنته ما ذكر البلقيني من الأنواع مع زيادة مثلها وأضفت إليه فوائد سمحت القريحة بنقلها
التعليق :
1 ـ علم الدين البلقيني : صالح بن عمر بن رسلان ( ت : 868 ) .
2 ـ جلال الدين البلقيني : عبد الرحمن بن عمر بن رسلان ( ت : 824 ) .
3 ـ تقسيم البلقيني ( ت : 824 ) من أنفس التقاسيم ، حيث عمدَ إلى نوعٍ كلي ثم ذكر ما يندرج تحته .
4 ـ يظهر أثر التصنيف في العلوم على تقسيم البلقيني ( ت : 824 ) لأنواع علوم القرآن في أمرين
الأول : أنه أراد أن يناظر بعلوم الحديث ، فيجعل كتابًا يحتوي على علوم القرآن كما هو الواقع في علوم الحديث .
وهذا الأمر قد سبق إليه الزركشي ( ت : 794 ) كما سيأتي ، و أشار إليه السيوطي في خطبة كتابه الإتقان بقوله : » ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين إذ لم يدونوا كتابا في أنواع علوم القرآن كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث « .
كما أشار إلى ذلك في مقدمة كتابه التحبير فقال : » وإن مما أهمل المتقدمون تدوينه حتى تحلى في آخر الزمان بأحسن زينة علم التفسير الذي هو كمصطلح الحديث فلم يدونه أحد لا في القديم ولا في الحديث حتى جاء شيخ الإسلام وعمدة الأنام علامة العصر قاضي القضاة جلال الدين البلقيني رحمه الله تعالى فعمل فيه كتابه مواقع العلوم من مواقع النجوم « .
الثاني : أنَّ من الأقسام الستة ما هو من علوم مشاركة ، وليس من صلب علوم القرآن ، وقد أخذ من هذه العلوم مصطلحاتها ، فذكرها ، وإليك التفصيل :
قوله : » الأمر الثاني السند وهو ستة أنواع المتواتر الآحاد الشاذ قراءات النبي الرواة الحفاظ « هذا التقسيم مأخوذ من مصطلح الحديث .
قوله : » الأمر الرابع : الألفاظ وهو سبعة أنواع الغريب المعرب المجاز المشترك المترادف الاستعارة التشبيه « . هذا مأخوذ من علوم اللغة .
قوله : » الأمر الخامس المعاني المتعلقة بالأحكام وهو أربعة عشر نوعا العام الباقي على عمومه العام المخصوص العام الذي أريد به الخصوص ما خص فيه الكتاب السنة ما خصصت فيه السنة الكتاب المجمل المبين المؤول المفهوم المطلق المقيد الناسخ والمنسوخ نوع من الناسخ والمنسوخ وهو ما عمل به من الأحكام مدة معينة والعامل به واحد من المكلفين « . هذا مأخوذ من علم أصول الفقه .
قوله : » الأمر السادس : المعاني المتعلقة بالألفاظ وهو خمسة أنواع الفصل الوصل الإيجاز الإطناب القصر « . هذا مأخوذ من علم البلاغة .
5 ـ قول البلقيني في الأمر الرابع : » المعاني المتعلقة بالأحكام « ، يمكن الاصطلاح عليها بعبارة ( عوارض الألفاظ ) .
6 ـ قول البلقيني في الأمر السادس : » المعاني المتعلقة بالألفاظ « يمكن الاصطلاح عليها بعلم البلاغة ، أو ينبَّه أنها من جهة البلاغة × لأنه مرَّ في الأمر الرابع قوله : » الألفاظ ، وهي سبعة أنواع ... « .
قال السيوطي :
( 1 : 6 ) : » هذا آخر ما ذكره القاضي جلال الدين في الخطبة ثم تكلم في كل نوع منها بكلام مختصر يحتاج إلى تحرير وتتمات وزوائد مهمات فصنفت في ذلك كتابا سميته ( التحبير في علوم التفسير ) ضمنته ما ذكر البلقيني من الأنواع مع زيادة مثلها وأضفت إليه فوائد سمحت القريحة بنقلها
وقلت في خطبته أما بعد فإن العلوم وإن كثر عددها وانتشر في الخافقين مددها فغايتها بحر قعره لا يدرك ونهايتها طود شامخ لا يستطاع إلى ذروته أن يسلك ولهذا يفتح لعالم بعد آخر من الأبواب ما لم يتطرق إليه من المتقدمين الأسباب وإن مما أهمل المتقدمون تدوينه حتى تحلى في آخر الزمان بأحسن زينة علم التفسير الذي هو كمصطلح الحديث فلم يدونه أحد لا في القديم ولا في الحديث حتى جاء شيخ الإسلام وعمدة الأنام علامة العصر قاضي القضاة جلال الدين البلقيني رحمه الله تعالى فعمل فيه كتابه مواقع العلوم من مواقع النجوم فنقحه وهذبه وقسم أنواعه ورتبه ولم يسبق إلى هذه المرتبة فإنه جعله نيفا وخمسين نوعا منقسمة إلى ستة أقسام وتكلم في كل نوع منها بالمتين من الكلام فكان كما قال الإمام أبو السعادات ابن الأثير في مقدمة نهايته كل مبتدئ لشيء لم يسبق إليه ومبتدع أمرا لم يتقدم فيه عليه فإنه يكون قليلا ثم يكثر وصغيرا ثم يكبر
فظهر لي استخراج أنواع لم يسبق إليها وزيادة مهمات لم يستوف الكلام عليها فجردت الهمة إلى وضع كتاب في هذا العلم وأجمع به إن شاء الله تعالى شوارده وأضم إليه فوائده وأنظم في سلكه فرائده لأكون في إيجاد هذا العلم ثاني اثنين وواحدا في جمع الشتيت منه كألف أو كألفين ومصيرا فني التفسير والحديث في استكمال التقاسيم إلفين وإذ برز نور كمامه وفاح وطلع بدر كماله ولاح وأذن فجره بالصباح ونادى داعيه بالفلاح سميته ( التحبير في علوم التفسير ) .
ثمَّ ذكر فهرس الأنواع التي كتبها في التحبير ، ثم قال ( 1 : 10 ) : » وهذا آخر ما ذكرته في خطبة التحبير وقد تم هذا الكتاب ولله الحمد من سنة اثنتين وسبعين وكتبه من هو في طبقة أشياخي من أولي التحقيق « .
التعليق :
1 ـ أن السيوطي جعل كتاب البُلقيني أصلاً لكتابه التحبير ، وزاد عليه زيادات .
2 ـ أن اطلاع السيوطي على كتاب البلقيني كان متقدِّمًا جدًّا ، حيث اعتمده في التحبير ، وهو قبل الإتقان .
وقد ذكر سنة الانتهاء من كتاب التحبير ، وهي ( 872 ) ، ويلاحظ أن شيخه الكافيجي توفي سنة ( 879 ) ، وقد قال عنه : » مد الله في أجله « مما يعني أنَّ تأليف الإتقان كان بين سنة (872 ) وسنة ( 879 ).
3 ـ كان المقصد من تأليف التحبير ما ذكره في قوله ( 1 : 6 ) : » فظهر لي استخراج أنواع لم يَسبِق إليها وزيادة مهمات لم يستوف الكلام عليها فجردت الهمة إلى وضع كتاب في هذا العلم وأجمع به إن شاء الله تعالى شوارده وأضم إليه فوائده وأنظم في سلكه فرائده « .
وهذا يعني أنه يريد تكميل كتاب البلقيني فقط ، ولم يدَّعِ أنه سبق سبقًا مطلقًا إلى ما زاده على البلقيني ، بل هو ـ في أغلب زياداته ـ ناقلٌ .
وردت عبارة : » لم يسبق « في التحبير على النحو الآتي : » لم أُسبق « ، ويظهر لي أن ما في الإتقان أدق ؛ لأنه بنى كتابه على كتاب البلقيني ، فهو يوازن زياداته وسبقه به ، وليس بمطلق سبقه غيره من العلماء ، والله أعلم .
4 ـ يلاحظ أنه في مقدمته للتحبير ، وذكره للأنواع نصَّ على الزيادات التي زادها على البلقيني ، ولما نقلها إلى الإتقان لم ينصَّ على هذه الزيادات .
5 ـ يمكن القول بأن أغلب كتاب البلقيني بين يدينا ، وذلك بتجريد زيادات السيوطي التي نصَّ عليها .
6 ـ كما اعتمد السيوطي على كتاب البلقيني وزاد عليه في التحبير ، فإنه اعتمد عليه اعتمادًا كليًّا في كتابه ( النُّقاية ) ، فذكر أنواع البلقيني نفسها ، ولم يزد عليها ، وبهذا يمكن موازنة الأنواع وأمثلتها بين ما ذكره في التحبير وما ذكره في رسالة أصول التفسير من كتاب النُّقاية .
قال السيوطي :
( 1 : 10 ) : » ثم خطر لي بعد ذلك أن أؤلف كتابا مبسوطا ومجموعا مضبوطا أسلك فيه طريق الإحصاء وأمشي فيه على منهاج الاستقصاء هذا كله وأنا أظن أني متفرد بذلك غير مسبوق بالخوض في هذه المسالك فبينا أنا أجيل في ذلك فكرا أقدم رجلا وأؤخر أخرى إذ بلغني أن الشيخ الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي أحد متأخري أصحابنا الشافعيين ألف كتابا في ذلك حافلا يسمى البرهان في علوم القرآن فتطلبته حتى وقفت عليه فوجدته قال في خطبته :
لما كانت علوم القرآن لا تحصى ومعانيه لا تستقصى وجبت العناية بالقدر الممكن ومما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث فاستخرت الله تعالى وله الحمد في وضع كتاب في ذلك جامع لما تكلم الناس في فنونه وخاضوا في نكته وعيونه وضمنته من المعاني الأنيقة والحكم الرشيقة ما بهر القلوب عجبا ليكون مفتاحا لأبوابه عنوانا على كتابه معينا للمفسر على حقائقه مطلعا على بعض أسراره ودقائقه وسميته البرهان في علوم القرآن وهذه فهرست أنواعه ... « .
ثم ذكر سبعة وأربعين نوعًا ثم قال : » واعلم أنه ما من نوع من هذه الأنواع إلا ولو أراد الإنسان استقصاءه لاستفرغ عمره ثم لم يحكم أمره ولكن اقتصرنا من كل نوع على أصوله والرمز إلى بعض فصوله فإن الصناعة طويلة والعمر قصير وماذا عسى أن يبلغ لسان التقصير .
هذا آخر كلام الزركشي في خطبته
التعليق :
1 ـ أنه حين تصنيف كتابه التحبير لم يكن اطلع على برهان الزركشي ( ت : 794 ) .
2 ـ من تقدم وفاة الزركشي على شيخ شيوخ السيوطي جلال الدين البلقيني ( ت : 824 ) ، وعلى شيخ السيوطي الكافيجي ( ت : 879 ) ، وادعاؤهما عدم الاطلاع على مؤلف سابق في هذا العلم = ما يدل على عدم اطلاعهما على كتاب الزركشي ، والله أعلم .
3 ـ أنه قصد تأليف الإتقان بعد انتهائه من التحبير ، وبعد اطلاعه على البرهان للزركشي .
4 ـ أن الزركشي لم يذكر سابقًا له ابتدع هذا التصنيف ، وبهذا يكون أول من قصد جمع علوم القرآن جمعًا مستوعبًا .
5 ـ توافق الزركشي والبلقيني وكذا السيوطي في التنظير بعلوم الحديث في التأليف .
6 ـ من أهداف تأليف كتاب البرهان أن يكون معينًا للمفسر على حقائقه ، ومطلعًا على بعض أسراره ودقائقه .
قال السيوطي ( 1 : 14 ) : » ولما وقفت على هذا الكتاب ازددت به سرورا وحمدت الله كثيرا وقوي العزم على إبراز ما أضمرته وشددت الحزم في إنشاء التصنيف الذي قصدته فوضعت هذا الكتاب العلي الشان الجلي البرهان الكثير الفوائد والإتقان ورتبت أنواعه ترتيبا أنسب من ترتيب البرهان وأدمجت بعض الأنواع في بعض وفصلت ما حقه أن يبان وزدته على ما فيه من الفوائد والفرائد والقواعد والشوارد ما يشنف الآذان وسميته ب الإتقان في علوم القرآن وسترى في كل نوع منه إن شاء الله تعالى ما يصلح أن يكون بالتصنيف مفردا وستروى من مناهله العذبة ريا لا ظمأ بعده أبدا وقد جعلته مقدمة للتفسير الكبير الذي شرعت فيه وسميته ب مجمع البحرين ومطلع البدرين الجامع لتحرير الرواية وتقرير الدراية ومن الله استمد التوفيق والهداية والمعونة والرعاية إنه قريب مجيب وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وهذه فهرست أنواعه ... « .
ثم قال بعد أن عدَّها (1 : 17 ـ 18 ) : » فهذه ثمانون نوعا على سبيل الإدماج ولو نوعت باعتبار ما أدمجته في ضمنها لزادت على الثلاثمائة « .
التعليق :
1 ـ الفرح بالمواطأة من دأب العلماء ، فإنَّ ذلك يدل على صحة السلوك في العلم ، وعدم الانفراد والشذوذ .
2 ـ ترتيب الإتقان جاء نتيجة لعدد من ترتيبات سابقة له ، وذلك في ترتيب البلقيني والزركشي وترتيبه هو في التحبير .
3 ـ عمل السيوطي في الترتيب ـ فيما يراه أنسب من البرهان ـ على :
ـ إدماج بعض الأنواع في بعض .
ـ فصل ما حقُّه أن يُبان .
ـ الزيادة على ما عند الزركشي .
وبهذا صارت الأنواع عنده ثمانين نوعًا ، وعند البلقيني خمسين نوعًا ، وعنده في التحبير مائة واثنين ، وعند الزركشي سبعة وأربعين نوعًا .
4 ـ صلاحية كل نوع من الأنواع بالإفراد في التأليف ، مما يعني ثراء هذه الأنواع ، وإمكانية التفصيل والزيادة عليها .
5 ـ كما أنه يمكن بفصل هذه الأنواع وتشقيقها أن تصل إلى أكثر من الثلاثمائة ، وكذا عمد ابن عقيلة المكي في كتابه الزيادة والإحسان حيث شقَّق وفرَّق ما جمعه السيوطي .
6 ـ أن السيوطي جعل كتابه هذا مقدمة لتفسيره الكبير ( مجمع البحرين ومطلع البدرين الجامع لتحرير الرواية وتقرير الدراية ) ، وكأنه يشير بهذا إلى علاقة علوم القرآن بما يطرحه المفسرون في كتبهم كما مضت إشارة الزركشي له ، والله أعلم .
وهذا يقودنا إلى معرفة ما يحتاجه المفسر في صلب التفسير ، وإدراك المعنى المراد من الخطاب ، وما يحتاجه في مسائل التفسير من علوم تتعلق بالسورة أو بالآية ، وإن لم يٌبنَ عليها فهم مباشرٌ في المعنى ؛ إلا أنها تُعدُّ من علوم القرآن .
قال السيوطي ( 1 : 18 ) : » وغالب هذه الأنواع فيها تصانيف مفردة وقفت على كثير منها .
ومن المصنفات في مثل هذا النمط وليس في الحقيقة مثله ولا قريبا منه وإنما هي طائفة يسيرة ونبذة قصيرة فنون الأفنان في علوم القرآن لابن الجوزي وجمال القراء للشيخ علم الدين السخاوي والمرشد الوجيز في علوم تتعلق بالقرآن العزيز لأبي شامة والبرهان في مشكلات القرآن لأبي المعالي عزيزي بن عبد الملك المعروف بشيذلة وكلها بالنسبة إلى نوع من هذا الكتاب كحبة رمل في جنب رمل عالج ونقطة قطر في حيال بحر زاخر
وهذه أسماء الكتب التي نظرتها على هذا الكتاب ولخصته منها « .
وذكر أنواعها ، وهي : الكتب النقلية ، وكتب جوامع الحديث والمسانيد ، وكتب القراءات وتعلقات الأداء ، وكتب اللغات والغريب والعربية وإعراب ، وكتب الأحكام ومتعلقاتها ، وكتب الإعجاز وفنون البلاغة ، وكتب الرسم ، وكتب جامعة ، وتفاسير غير المحدِّثين .
التعليق :
1 ـ قوله : » وغالب هذه الأنواع فيها تصانيف مفردة وقفت على كثير منها « . سيذكرها عند كل نوع من هذه الأنواع ، وهذا يدل على سعة اطلاعه على الكتب المفردة في هذا العلم الذي قصد جمعه .
2 ـ ذكر بعض الكتب التي جمعت بعض أنواع علوم القرآن ، لكنها لم تستوعب ، وهذه الكتب هي :
ـ فنون الأفنان لابن الجوزي ( ت : 597 ) .
ـ جمال القراء للسخاوي ( ت : 643 ) .
ـ المرشد الوجيز في علوم تتعلق بالقرآن العزيز لأبي شامة ( ت : 665 ) .
ـ البرهان في مشكلات القرآن لأبي المعالي عزيزي بن عبد الملك المعروف بشيذلة ( ت : 494 ) .
وهذه الكتب سبق طرحها في اللقاءات السابقة تحت عنوان ( الجمع الجزئي ) ، وقد فات السيوطي منها بعضها وقد سبق ذكر بعضها في الدروس السابقة .
3 ـ هذه المراجع المتنوعة تدلُّ على أنَّ جمع علوم القرآن جمعًا كليًّا لم يطرأ إلا متأخِّرًا ، وكانت تلك المراجع زادًا يتزود به السيوطي لتنظيم أنواع علوم القرآن ، وإبراز موضوعاتها ومسائلها .
4 ـ يلاحظ أنه لم يذكر كتب أصول الفقه مع رجوعه إليها في تقرير المباحث المتعلقة بعوارض الألفاظ من تخصيص العام وتقييد المطلق وغيرها .
ملحوظات عامة على السيوطي ومنهجه في كتاب الإتقان :
أولاً : يلاحظ أنه لم يُعن ـ كما لم يُعن غيره من المتقدمين ـ بتعريف علوم القرآن كفنٍّ مدوَّنٍ .
ثانيًا : غلب على السيوطي في كتابه الجمع دون التحرير ، فالتحرير الموجودقٌليل بالنسبة للمنقول .
ثالثًا : وقع في تشقيق بعض أنواع علوم القرآن مما يمكن أن يكون تحت مسمى واحدٍ .
رابعًا : ذكر بعض أنواع العلوم التي هي من جنس واحدٍ ، ولم يستوعب ما يماثلها في الباب .
خامسًا : اختلاف المصطلح الذي استخدمه السيوطي في كتبه الثلاثة :
1 ـ علم التفسير في كتابه ( التحبير في علم التفسير ) ، وكتابه ( النُّقاية ) .
2 ـ علوم القرآن في كتابه ( الإتقان في علوم القرآن ) .
سادسًا : مما يحمد للسيوطي في كتابه هذا :
1 ـ جمع المتفرق ، وهذا مقصد من مقاصد التصنيف .
2 ـ في هذا الجمع حفظ نصوص من كتب مفقودة .
3 ـ ذكر المؤلفات في أنواع علوم القرآن .
4 ـ نسب الكتب إلى مؤلفيها ، بحيث يستفاد منه في إثبات الكتاب إلى مؤلفه .