النقد الفاسد

إنضم
12/03/2004
المشاركات
126
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
جدة
[بسم الله الرحمن الرحيم

أريد أن أتكلم هنا في هذا المقال عن النقد الفاسد الذي تبناه بعض المتأخرين من أدعياء السلفية في الرد على المخالفين. وهو مبني على الشتم والطعن ورميهم بالبدع والكفر والعياذ بالله. ولم يتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري في كتاب الأدب " أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما". وأذكر القراء الأعزاء هنا قاعدة ذكرها الشيخ الألباني في شريط يتكلم عن الكفر والبدع : ليس كل من وقع في البدعة فهو مبتدع. وهذه قاعدة فهمها علماء السنة فلما يكفروا الناس بمجرد الوقوع في الكفر، فهناك ضوابط وشروط. وأنصح القراء بقراءة كتاب مفيد لشيخنا العلامة عبدالله القرني (ضوابط التكفير) .

هؤلاء الأدعياء يبدعون الشخص بمجرد وقوعه في البدعة ، ويخرجونه عن دائرة السلفية بمجرد اكتشاف خطأ منه وهذا لعمري هو الداء الذي لا دواء له. وحينما تبنوا هذه القاعدة بدعوا كثيراً من علماء المسلمين ومفكريهم : أمثال الشيخ البنا والمودودي وسيد قطب ثم سفر وسلمان وابن جبرين وبكر أبو زيد ...الخ . والحمد لله فإن عقيدتهم اتضحت حينما صدرت فتوى من هيئة كبار العلماء عن فتنة الإرجاء. وبذلك تبين للناس عقيدتهم وتبين فساد منهجهم في النقد والجرح والتعديل بخطاب الشيخ العلامة بكر أبو زيد . وأنصح القراء حتى يتبين لهم أكثر فساد منهجهم في الردود والجرح والتعديل كتاب الشيخ بكر أبو زيد (الردود) ثم الاطلاع مثلا على بعض التراجم في كتاب السير للإمام الذهبي في ترجمة الغزالي والرازي وغيرهما من علماء الأشاعرة.

وأنهي هذا المقال بالدعاء الخالص لأن يهديهم الله سبحانه إلى الصواب وأن يوفق شباب الإسلام لصون ألسنتهم عن الطعن في علماء الإسلام ، وأذكرهم بقول الإمام الحافظ ابن عساكر (اعلم أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وأن من اطلق لسانه بالثلب على العلماء ابتلاه الله بموت القلب) .

أبو عمار المليباري
 
وهذا مقال جميل بعنوان : الجرح والتجريح للكاتب رمضان أبوغالية

يقول فيه :


( الحمد لله الذى أمر عباده بالقسط والعدل بين الناس فقال "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" وصلى الله على الحبيب محمد صلىالله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وأوفرهم أدباً وأعدلهم حكماً. وبعد.

فقد صارت هذه العبارة "الجرح والتجريح" عبارة مألوفة لا تصحيف فيها، فبعض شباب أمتنا لم يعد يعرف "الجرح والتعديل" الذي هو علم اختص به ثلة من علماء الأمة من أولي الفضل والعلم والتقى ولم يكن بابه يوماً مفتوحاً لعموم العلماء فضلاً عن عوام المسلمين .

عندما كنا صغاراً، كنا نتمتع أيما تمتع بنصب الفخاخ للطيور، نحضر لذلك ونعد العدة، نختار المكان والزمان في انتظار تلك الطيور، ثم نحاول توجيهها نحوالمصيدة، فإذا ما ابتعدت عنها بلغ منا الحزن مبلغه، أما إذا اقتربت أكثر فأكثر، ابتهجنا وانتشينا حتى إذا ما وقعت في المصيدة سررنا لذلك أيما سرورولقد كان وقوع الطير في الفخ أحب إلينا من الطير نفسه.

ذكرتني هذه الذكريات الطفولية بحال بعض شباب الأمة اليوم، فهم يلعبون نفس اللعبة يتمتعون بها أيما تمتع، فهم لا يفترون عن نصب الفخاخ والمصائد يحيطون ببعض العلماء إحاطة السوار بالمعصم، يبدأون بإعداد المصيدة والفخ لذلك العالم، يسألونه، فإذا أجاب بالعموم خصصوا وإذا أطلق قيدوا، فإذا ابتعد في إجابته امتعضوا ووجموا ولم ينشروا ما سمعوا. أما إذا أجاب بما أرادوا انتعشوا وانتفشوا وأذاعوا ما سمعوا ورأوا أن ذلك من فروض الأعيان.

هكذا طريقتهم، كحاطب ليل، تجميع شتات من هنا وهناك، وطعن في هذا وذاك، وحجر على عقول أبناء الأمة، بل أيضاً على أرحامها، فهى لم تنجب، حسب زعمهم، من العلماء إلا فلان أو فلان، أما غيرهم فهم يطالهم قانون الجرح والتجريح. عندما يتكلم غير هؤلاء العلماء لا بد من الدليل ودليل الدليل، أما فلان وفلان فقولهم فصل، يقبل دون جدل أو نقاش للدليل. سبحان الله، منطق أعوج وفهم سقيم أصيب به بعض أبناء الأمة.

إن اتهام جُل الأمة وقبل ذلك جُل علمائها بالبعد عن الهدى واتهامهم بالضلال وإقصاءهم عن أهل السنة والجماعة لمأساة حقيقية. إن هذه الأمة المكلومة لفى مسيس الحاجة لجرعات ترد إليها أنفاسها، وليست في حاجة إلى طعنات قاتلة فى الخاصرة. لقد ظلت عقيدة الأسلام هى النفس الأخير الذى، بفضل الله، حمى هذه الأمة من الإجهاز عليها فكيف بها عندما يخرج من شبابها من يشككها فى معتقدها.

إن عقيدة الأمة بخيرلا نطعن في أي من علمائها لخلاف اختلفوه أداه إليه إجتهادهم الذى هو حق اكتسبوه بفضلهم وجهدهم وعلمهم. وإنه لمن المضحكات المبكيات أن تكون هذه صورة دعوتنا وأن يكون شغلنا الشاغل جرجرة خلافات قديمة وإشغال الشباب بها وننسى أو نتناسى أحوال أبنائنا وبناتنا وشبابنا، كيف نحفظ عليهم دينهم وكيف نردهم إليه رداً جميلا، كيف ننقذ هذا العالم الحائر التائه الذي انحط بانحطاط المسلمين وعاد إلى سيرته الأولى قبل الإسلام .

فلننطلق إلى العمل والاجتهاد والتفوق والحرص على دين إخواننا وأخواتنا، يحث بعضنا بعضاً على الخير والتفوق والتميز فى كل المجالات حتى نعكس الصورة الناصعة لهذا الدين العظيم ولنترك المسائل الشرعية الدقيقة لعلماء الأمة التى لم يخلو منهم عصرأومصر وإن من فضل الله على هذه الأمة أن الأرحام فيها لاتنقطع عن إنجاب العلماء، فهى أمة ولود ودود، نسأل الله أن يكثر من علمائها وأن يزرع الود بينهم وأن يحفظهم من بطانة السوء.

وأخيراً ، فيا علماء الإسلام حفظكم الله ورعاكم أجمعين . احفظوا شباب الأمة من الشقاق والخلاف واحذروا مصائد بطانة السوء فإن مصائدهم لا تكاد ترى أحياناً.)
_______________
 
وحول نفس الموضوع ، هذا مقال آخر :

( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فقد يسَّر الله لي " زيارة " بعض مجالس " آكلي لحوم البشر " ! والجرَّاحين " الأطفال " الذين فهموا الشرع بالتقليد لبعض جهلة المتصدرين ، وأصبحوا كالببغاوات يرددون ما يسمعون منهم ضاربين عرض الحائط قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } ، وضاربين عرض الحائط كل حديث وأثر يأمرهم بالعدل والإنصاف والتثبت .

قال بعضهم : قال بعض شيوخنا ! لا بدَّ من إحياء علم الجرح والتعديل من جديد !!
قلت : نعم ! ولكن فلننتبه لأمور :
1. نريد إحياء علم الجرح والتعديل ، لا ابتداع علم " الجرح والتجريح " !! فنحن لا نرى ممن يدعو هذه الدعوة أي تعديل ! بل تجريح في تجريح فحريٌّ بعلمهم هذا أن يسمى علم " الجرح والتجريح " !!

2. وعلم " الجرح والتعديل " لا يقوم به " الصغار " و " الجهلة " بل لا بد له من أئمة كسفيان ومالك وشعبة ويحي بن سعيد القطان وغيرهم ، والواقع اليوم أنه تجرأ على هذا العلم " صغار " القوم وأطفالهم ، فهل هذا كذاك ؟

3. ولا بدَّ لمن يقوم بهذا العلم من " علم " يطلع فيه على أحوال المتكلَّم عليه ، ولا بدَّ من الإحاطة بحياته وأقواله وأفعاله حتى يتسنى له العدل في الحكم ، أما الحكم على نقل مبتور ، أو خبر ضعيف ، أو الاعتماد على " وكالة يقولون " ! فليس هذا من دأب علماء " الجرح والتعديل " !

4. ولا بدَّ لمن يقوم بهذا العلم أن يكون ثقة عدلاً في دينه ، لا أن يكون ضعيفاً ساقط العدالة ! والواقع أن كثيراً ممن يقوم على هذا " العلم " ! اليوم – إلا من رحم الله – من النوع الثاني ، فنحن قد عرفنا بعض هؤلاء " الجرَّاحين " لا يصلي صلاة الجماعة في المسجد ! وبعضهم كان يتكلم في الشرع قدحاً وذمّاً في بعض الدعاة وصوت " التلفاز " يخرق آذاننا ! وبعضهم سارق لجهود غيره متشبع بما لم يعط ! ورابع وخامس وسادس .. الخ ! فهل على مثل هؤلاء يعتمد في الجرح والتعديل وهم أحق بالجرح وأولى به ؟!

5. وعلم الجرح والتعديل لا يقوم على " التقليد " بل على البينة والدليل ، فهل إذا " جرح " فلان – المجروح أصلاً – فلاناً يؤخذ بقوله على أنه قرآن منـزل ؟؟!! بل لا بدَّ من ذكر دليله وبيَّنته على هذا الجرح وإلا كان محض افتراء يردُّ في وجهه ! فكم لابن معين ! من تعديل مرفوض ! وكم لابن أبي حاتم ! من تجريح مرفوض ! أفيكون تجريح " فلان " ! وتعديله مقبولين هكذا على الإطلاق ؟؟!!

6. ولا بدَّ من تطبيق كافة قواعد الجرح والتعديل ، ومن أهمها تقديم التعديل المفسر على الجرح المجمل ، فكم من " مجروح " عُرفت عدالته ببينات كثيرة وبشهادات مختلفة ، ثم يأتي " جرَّاح " ويدَّعي " جرحاً " مجملاً ، أفيقبل مثل " التجريح " ؟؟!!

فبهت " الجرَّاحون " الذين في المجلس ولم يستطيعوا جواباً ، وكانوا قد ظنوا أن الأمر " شوربة " ! وفوضى !
والله المستعان )

كتبه
إحسان بن محمد بن عايش العتيبـي
أبو طارق

http://www.saaid.net/Doat/ehsan/12.htm
_________________
 
عودة
أعلى